أول رسام كاريكاتير مصري في محاضرة بمكتبة الإسكندرية

بحضور عدد محدود من المهتمين، أقيم يوم الخميس 27 اذار /مارس 2014 بمكتبة الإسكندرية محاضرة عن فنان الكاريكاتير المصري محمد عبد المنعم رخا ، بعنوان "عالم كاريكاتير رخا" قدمها فنان الكاريكاتير احمد عبد النعيم.
قدم للمحاضرة السيدة رانيا كلاوي رئيس قسم الفنون والوسائط المتعددة بمكتبة الاسكندرية، قائلة أن هذه الندوه هى استمرار لسياسة المكتبة فى اهتمامها بهذا الفن المهم، حيث بدأت بإقامة ندوة حول حياة الفنان الارمنى صاروخان الذى يعد الأب الروحي لكل الرسامين المصريين، مشيدة بجهود الفنان أحمد عبد النعيم رسام الكاريكاتير بجريدة المسائية التى تصدرها أخبار اليوم، و الذى بذل جهدا بحثيا و صفته بالخارق حتى يصل إلى المعلومات التي سيعرضها في المحاضرة.
بدأ أحمد عبد النعيم المحاضرة بالحديث عن سنة ميلاد رخا قائلاً أن بعض المصادر تحدده بعام 1910 بينما تقول مصادر أخرى أنه عام 1911، و لكن المحاضر أشار إلى حوار مع رخا نشر في جريدة أخبار اليوم يقول فيه أنه تعرف على مصطفى أمين عام 1930 وكان عمره 19 عاما مما يؤكد أنه مولود عام 1911 وهو ما أكده نجله الأكبر سامى.
استعرض عبد النعيم تاريخ فن الكاريكاتير وصولاً للفنان رخا حيث أوضح أن أسلوبه مر بثلاثة مراحل، فبدأ في الثلاثينات بتقليد الفنان الأرمني صاروخان، ثم تغير أسلوبه بعد خروجه من السجن عام 1937، و أصبح له خطوط مميزة بعد انتقاله للعمل مع مصطفى أمين فى أخبار اليوم عام 1944.
عرض عبد النعيم صورة نادرة للفنان رخا مرتدياً بدلة السجن و ذكر تفاصيل دخوله للسجن فقال أن صدقى باشا كان قد ضاق برسوم رخا، فقام بزرع عميل داخل مطبعة مجلة "المشهور" التي يرسم فيها رخا، وقام هذا الشخص بإضافة عبارة على كاريكاتير قال فيها "يسقط الملك" وكلام غير مؤدب عن والدة رئيس الوزراء، فحكم على رخا بالسجن لمدة أربع سنوات، وعندما علمت إدراة السجن بأنه رسام قررت الإستعانة به لكتابة اليافطات الخاصة بالسجن وهو ما حسن وضعه، ويكمل عبد النعيم قائلاً أنه من الحكايات التى لا يعرفها أحد عن رخا أنه رسم على غلاف مجلة "المشهور" صورة كاريكاتيرية للمدير الاجنبي لشركة النقل العام يضرب عاملا بخنجر في ظهره وقد سال دمه، ورسم رئيس الوزراء في لباس عسكري يجري نحو العامل المصاب ويقول له "وكمان وسخت بدلة الخواجه بدمك الزفر"،  فرفع محمد محمود باشا رئيس الوزراء وقتها قضية على صاروخان ظناً منه أنه صاحب الرسم، و عندما حضر صاروخان أمام القاضي اكتشف أنه ليس الرسام المطلوب، فانتهت القضية.
تحدث عبد النعيم عن مجلة "إشمعنى" التى أصدرها رخا عندما أكتشف أنه يرسم لكل الناس فى مجلاتهم بينما لايمتلك هو مجلة فقال فى نفسه "إشمعنى أنا معنديش مجلة"،  وقرر إصدار مجلة باسم "إشمعنى" ،  و كلف توزيعها لموزع صحف أسمه "الفهلوى" الذي قام بخدع رخا وجعلة يطبع 10 الاف نسخة، لتفلس المجلة بعد عددها الرابع.
يستمر عبد النعيم في سرد المعلومات عن رخا ليقول أنه أول رسام كاريكاتير يدخل نقابة الصحفيين بعد ان كانت النقابة تنظر للرسامين على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، إلا أن رخا دخل فى معركة ضارية ونجح فى جمع تواقيع 25 من أشهر الصحفيين فى هذا الوقت ليصبح عضوا بنقابة الصحفيين.
فى النهاية استعرض عبد النعيم دور الفنان محمد عبد المنعم رخا فى إنشاء الجمعية المصرية للكاريكاتير مع الفنان زهدى ليصبح رخا أول رئيساً للجمعية عام 1987.
وختم أحمد عبد النعيم كلمته بتوجيه الشكر لمكتبة الإسكندرية وطالب القائمين على المكتبة بتبنى فكرة إنشاء متحفا صغيرا للفنان رخا فهو أول رسام كاريكاتير مصري وحياته وكفاحه يستحقان هذه المكانة الكبيرة .
رانيا كلاوى رئيس قسم الفنون والوسائط المتعددة بمكتبة الاسكندرية وعدت بأن تطرح الموضوع على مجلس أمناء المكتبة فى الإجتماع القادم كما وعدت بزيادة الندوات المخصصة حول هذا الفن.
سامي رخا نجل الفنان الراحل قال أنه سعيد لأن هناك من يقدر ما قام به والده من أجل فن الكاريكاتير، كما أشاد بالفنان أحمد عبد النعيم وقال أن هناك معلومات كثيرة لم يكن يعرفها عن والده.
الفنان عبد العزيز تاج طالب القائمين على مكتبة الاسكندرية بتبني فكرة انشاء متحف خاص للكاريكاتير، وقال أن مكتبة الفنان الراحل زهدى تحتوى على أكثر من 3200 رسم أصلي لكل رسامي الكاريكاتير، و هي مازالت مخزنة بمقر الجمعية المصرية للكاريكاتير حيث لا تجد وزارة الثقافة مكانا لإقامة هذا المتحف فيه.
الفنان جمعة فرحات أبدى أستياءه من قلة عدد الحضور حيث أن معظم المتواجدين كانوا قد حضروا من القاهرة فى الأتوبيس الذى وفرته مكتبة الاسكندرية لهم، وقال أن الترويج والدعاية للمحاضرة لم يكونا على المستوى المطلوب وتعجب من قلة الحضور رغم وجود فعاليات معرض الاسكندرية للكتاب، وقال أن الندوة السابقة التى أقامتها مكتبة الأسكندرية للفنان صاروخان كانت تعانى أيضاً من قلة الحضور لولا وجود أقارب الفنان وعدد كبير من الجالية الارمنية بمصر .