أفرجت السلطات اليمنية عن فنان الكاريكاتير كمال شرف يوم 5 تشرين الأول / أكتوبر 2010، بعد أسبوعين من قرار المحكمة القاضي بالإفراج عنه، حيث قامت سيارة تابعة لجهاز الأمن بإيصال كمال إلى منزله الذي اعتقل منه منذ يوم 16 آب / أغسطس 2010، نشرنا خبر عن الاعتقال في حينه.
اتصلنا مع الفنان كمال شرف نبارك له بالإفراج، و طرحنا عليه بعض الأسئلة ففضل بإرسال الإجابات التالية:
عن ظروف الاعتقال
ما حدث في يوم الاعتقال ذكرني بمشاهد رأيتها في الأفلام الأمريكية، جنود لم أرى مثلهم في اليمن يمتازون بأجسام ضخمه وملابس مموهة، قناصات بأشعة حمراء وسيارات.
محاصره كبيره لمنزل متواضع و لحارة هادئة لم تتعود حتى على العسكر الذي نعرفهم! أصابوننا بالصدمة و الدهشة، وأصابوا الأطفال والنساء بالخوف والهلع ..
نزلت إليهم أنا وإخوتي وابرزوا لنا أمر النيابة القهري، قلت لهم لو اتصلتم بي تلفونيا لكان أوفر لكم وأسرع ولكنت جئت إليكم بنفسي.
وذهبت معهم بعد تغطيه وجهي بلثام اسود بالكامل وتقييد يدي إلى الخلف في مشهد ذكرني بإخواننا في العراق وفلسطين !!
أما عن التهمه فقد اتهمت برسوم مسيئة للوطن وناقمة على النظام والتي أقوم بنشرها عبر موقعي وعبر الفيسبوك، و عبر القناة الفضائية المعارضة "سهيل".
غير أن هذه التهم ليس لها أي مسوغ قانوني ... كما اتهمت بانتمائي لتنظيم القاعدة، وذلك لعلاقتي القوية بالصحفي شائع المتخصص في شئون القاعدة .
الشيء المضحك أنني معروف بانتقاد التشدد الديني، وتعرضت للتهديد أكثر من مره وبشكل علني عبر موقع الفيسبوك بقطع يدي وبالقتل بسبب هذه الأعمال.
عن إطلاق سراحي ..
بعد أسبوعين من قرار المحكمة بالإفراج عني وبعد زيارة للنائب العام من قبل المحامي وعدد من الصحفيين والحقوقيين قررت المخابرات الإفراج عني بأمر من النائب العام، و بسرعة تنفيذ قرار المحكمة.
كيف كان موقف الجريدة التي عملت معها، الجمهورية خلال الاعتقال؟
كان موقف سلبي للصحيفة، لكن أكد لي احد الزملاء هناك أن السبب هو في ان الصحيفه حكومية، مما جعلهم خائفين من ذكر حتى خبر الاعتقال!! فما بالك التضامن ... بالمقابل جميع زملائي في الصحيفة تضامنوا معي بشكل فردي، و أنا مقدر موقفهم لان سياسة الصحف الحكومية تمنعهم من التعبير عبر الصحيفة، و إعلان تضامنهم معي ...
ما هو موقف الرسامين اليمنيين من اعتقالك؟
كان التضامن فردي من قبل عدد من الرسامين لأنه لا يوجد لحد الآن نقابه أو منظمة تجمع رسامي الكاريكاتير اليمنيين، لكن نقابه الصحفيين اليمنيين قامت بموقف مشرف وكبير ومعظم رسامي الكاريكاتير ينتمون لها .
لما هي مبررات تأخير إطلاق سراحك رغم قرار المحكمة بالإفراج منذ أكثر من 10 أيام؟
لا يوجد أي مبرر ... أصابني ذلك باليأس، و شعرت أنني لن اخرج من المعتقل نهائيا كما لمح لي احد الضابط هناك، و أنا الآن أناقش موضوع اعتقالي و تأخير إطلاق سراحي مع المحامي عبد الرحمن برمان والوضع القانوني، و امكانيه رفع قضيه تعويض ومحاكمه من اعتدوا على حريتي.
تفاجأت بعد خروجي بأن موقعي محجوب وتم إلغاء جميع محتوياته، و كان على العنوان www.kamal-art.com
الموقف داخل المعتقل
طبعا سجنت في زنزانة انفرادية طوال 51 يوما، نصفها في سجون الأمن القومي وهي أكثر شدة، ثم تم نقلي إلى سجون الأمن السياسي، وهناك تم جمعنا أيام العيد أنا وزميلي شائع ومن ثم تم توزيعنا على زنازين انفرادية مرة أخرى.
في الأيام التي اجتمعنا فيها حصل موقف أن مجموعه من عناصر القاعدة داخل السجن السياسي كانت تتابع رسومي عبر جريدة الجمهورية الرسمية خاصة المتعلقة بانتقاد التستر بالدين والتطرف، فحاولوا الاعتداء عليا بالضرب وربما شيء اكبر.
وبالمقابل إحدى التقارير المرفوعة عني أنني انتمي لتنظيم القاعدة !!، أصابني هذا بالضحك والألم في آن واحد.
حتى هذه اللحظة مازالت كل أجهزتي وتلفوناتي معتقلة ولم يتم الإفراج عنها .
أشكرك على التضامن، هذا ما لدي، ولكن وهناك أشياء أخرى لكني لن استطيع الإفصاح أكثر.
Air Jordan IV 4 Retro Pinnacle Croc Pony Hair