اقتحمت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق و الشام" (داعش) مساء السبت 28 كانون الأول / ديسمبر 2013 المكتب الإعلامي لبلدة كفرنبل في ريف محافظة إدلب السورية، احتجاجا على رسم كاريكاتير ينتقد التنظيم القريب من تنظيم القاعده في العراق، حيث قام أفراد المجموعة المسلحة بسرقة أجهزة كمبيوتر و معدات إذاعية و كمرات تعود للمركز الإعلامي و لإذاعة "فرش إف إم" المحلية، كما تم احتجاز عدد من العاملين في المركز، ثم اطلق سراح المخطوفين بعد تدخل عدد من الوسطاء.
جريدة الحياة اللندنية أوردت خبر عن بيان صادر عن المكتب الإعلامي للبلدة اعتبر فيه أن المسلحين "يسعون للنيل من النشطاء المسؤولين عن الرسم الكاريكاتيري الذي حُمل في إحدى تظاهرات كفرنبل، والذي يصوّر رجلاً من هذا الفصيل يضرب مقاتلاً من الجيش الحر في ظهره"، في إشارة الى معارك دارت خلال الاشهر الماضية بين مقاتلين معارضين وآخرين جهاديين في مناطق عدة من سورية، كما شدد المكتب الاعلامي في بيانه على أن "كفرنبل مستمرة في حراكها ولن توقفها كل مشاريع الخوف الذي يحاول البعض زرعها".
المجلس الوطني السوري أصدر بيانا ادان فيه "الاعتداء الأثيم على كفرنبل رمز وضمير الثورة السورية"، مضيفا "إن الإعلاميين ومن ضمنهم رسامو الكاريكاتير جزء من جسد الثورة، وأقلامهم سلاح من أسلحتها، والاعتداء السافر عليهم بالترهيب أو الاعتقال أو الخطف أو التعذيب أو القتل، هو اعتداء صارخ على الثورة السورية المباركة"
بلدة كفرنبل ذاع صيتها بفضل الرسوم الكاريكاتيرية التي تتزين بها المظاهرات المعارضة لنظام بشار الاسد و حس المتظاهرين الفكاهي، و طريقتهم الساخرة في انتقاد النظام و داعميه، حيث يقوم النشطاء كل جمعة برفع لافتات عبارة عن رسوم كاريكاتير تسخر من النظام السوري و الدول و التنظيمات الداعمة له، معظم هذه الرسوم يرسمها الفنان أحمد جلل، و لكن يتشارك الجميع في تحديد المحاور و ابتكار الأفكار.
رسوم كفرنبل تخطت الحدود السورية، فتم تنظيم معرض متجول في أمريكا الشمالية لرسومها في شهر أذار/ مارس 2013، بحوالي 120 لوحة كاريكاتيرية معظمها اصلية.
معرض الصور
