كرمت "لجنة مهندسون من أجل فلسطين و القدس" فنان الكاريكاتير الأردني ناصر الجعفري، على موقفه الرافض لتسلم جائزة مراسلي الامم المتحدة التي تحمل اسم فنان الكاريكاتير إسرائيلي و الجندي في جيش الاحتلال رعنان لوري.
كما أعلنت اللجنة عن تسمية جائزة سنوية تحمل اسم "ناصر الجعفري"، تعنى بالمبدعين الإعلاميين الذين يحاربون بالكلمة والصورة والرسم لصالح القدس والقضية الفلسطينية.
وقال نقيب المهندسين عبدالله عبيدات في كلمته خلال الحفل "نكرم الجعفري مرتين، مرة لأنه رفض جائزة يقدمها صهيوني، ومرة لأنه فنان مبدع عبّر بصورة عما يدور في خلد الملايين من أبناء الوطن".
وأضاف عبيدات "إننا اليوم أمام بطل يستحق أكثر من مجرد التكريم، فهو قال (لا) في وجه من يسيطرون على الإعلام العالمي، وقال (لا) في وجه الطغيان الصهيوني، وقال بالرسم ما لم يقله الكثيرون بالكلمة والرصاصة".
وشدد على أن الجعفري كان مثالا حيا لمقاومة التطبيع مع العدو، معتبرا أن موقف الجعفري يمثل صفعة على وجه من يروّجون للتطبيع.
الفنان ناصر الجعفري قال خلال الحفل أنه لم يتخيل أن يكون لرفضه الجائزة كل هذا المستوى الكبير من التكريم الشعبي.
وأضاف الجعفري "تعلمت أن فلسطين هي مكان لا يمكن لك الا ان تضعها في مرتبة تتجاوز الإبداع"، مبينا انه عبر بالصورة ما يشعر به ابناء شعبه، فالصورة بالنسبة له مثل الكلمة هي بداية لتعميم فكرة، والفكرة إذا لم تلامس قلوب الناس فهي غير صائبة".
وقال رفضت الجائزة لأنها جاءت باسم شخص صهيوني عمل لدى كيان مغتصب، مارس ما أرفضه وما حاولت التعبير عن رفضه في رسوماتي، مستنكرا ان تقوم الأمم المتحدة بوضع جائزة للمبدعين باسم هذا الشخص ويوافق عليها السفراء العرب.
وأكد الجعفري "شعرت بأن الجائزة لا تعنيني في شيء، لهذا فإنني أرفضها حتى وإن كانت تمثل الكثير لدى البعض"، منوها إلى أن هناك اشياء لا تشترى أهمها الإيمان بالقضية الفلسطينية العادلة.
الفنان ناصر الجعفري قال لموقع بيت الكرتون العربي أنه تفاجأ بفكرة الجائزة التي ستحمل اسمه، و ليس لديه اي فكرة متى ستنطلق و في أي المجالات ستكون.
و عن مشاركته في الجائزة رغم أنها تحمل اسم فنان إسرائيلي، قال لموقع بيت الكرتون أنه عرف بالجائزة من خلال احد زملائه العاملين في جريدة الغد، حيث كان يعرف مسبقاً أن رعنان لوري هو فنان امريكي، و لم يكن لديه أي علم أنه إسرائيلي خدم في جيش الاحتلال إلا بعد الإعلان عن الفائزين، و ذلك من خلال رسالة التي وصلته من أحد الاصدقاء.
سألنا الزميل ناصر الجعفري كيف اخبر الجهة المنظمة بالاعتذار و كيف كانت ردة فعلهم، فقال لنا انه قام بإرسال ترجمة بيان الاعتذار الذي اول ما أسله كان لموقع بيت الكرتون، مرفقا بكافة اوراق الجائزة و شيك بقيمة الجائزة، و عند ردة فعلهم قال لم يصدر منهم أي ردة فعل حتى الان، و ليس هناك سوى الصمت.
اما عن اسم الجائزة و الجهة المنظمة بعد ان تناقلت وسائل الإعلام الأردنية خبر الجائزة على أنها جائزة الأمم المتحدة، في حين أن الجائزة من تنظيم منظمة مراسلي الأمم المتحدة، فقال أن الشهادة مروسة من الأمم المتحدة، و معترف بها من الأمم المتحدة و سفراءها بما فيها السفراء العرب، كما أن الشهادة موقعة من الأمين العام للأمم المتحدة و ليس من رعنان لوري، و لكن الذي أزعجه ان الشيك موقع من رعنان لوري، مما يعني ان الجائزة ممولة من رعنان لوري.
جدير بالذكر ان نقابة الصحفيين كرمت ايضاً الزميل ناصر في حفل مستقل، بحضور نقيب الصحفيين الاردنيين طارق المومني الذي قال خلال الحفل: "إن موقف الزميل الجعفري يعبر عن موقف النقابة وكافة الزملاء الصحفيين الثابت والمتمسك دوما برفض التطبيع مع الكيان المحتل".