رحيل الفنان السوداني صلاح حمادة

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
الراحل صلاح حمادة بريشة طلال الناير

توفي يوم الثلاثاء 31 آذار (مارس) 2009 فنان الكاريكاتير السوداني صلاح حمادة عن عمر يناهز الـ 59 عاماً، حيث كان صلاح حمادة مدرسة متميزة في الكاريكاتير، وصاحب مدرسة رائدة في الكتابة الساخرة.

ولد صلاح الدين سالم حمادة بمدينة رفاعة في العام 1956م، التحق عام 1976 بكلية  الفنون الجميلة في الخرطوم، كان الفقيد ذا حضور طاغٍ وسط زملائه وكان محبوباً للغاية بينهم.

عرفوا عنه سخريته اللاذعة التي تطال كل شيء .. وكان البعض يطلق عليه لقب (صلاح حماضة) بسبب ذلك، تخرج صلاح من كلية الفنون في العام 1980م وكان زميلاً في الدراسة للكاريكاتيرست المعروف منعم حمزة، وفي العام 1981م التحق بالسلك الوظيفي في قسم العمارة والتصميم بوزارة الأشغال.

عمل في صحيفة الأيام كرسام كاريكاتير، ومنها انتقل للعمل في صحيفة السياسة كما عمل في نفس الفترة بصحيفة آخر خبر، و تعتبر تلك الفترة هي العصر الذهبي له، حيث أصدر فيها كتابه (من غير زعل) في العام 1988م، و قد تأثر بمدرسة الفنان المصري (حسين الليثى) القائمة على تجريد الخطوط الكاريكاتيرية.

بعد استيلاء الجبهة الإسلامية القومية في العام 1989م على مقاليد السلطة وتشريدها لرسامي الكاريكاتير العاملين في الصحف، أضرب صلاح حمادة عن رسم الكاريكاتير؛ ولم يرجع إلا بعد صدور صحيفة نبض الكاريكاتير في يوليو من العام 1994م، وكان مدير تحرير صحيفة أخبار المجتمع.

واظب صلاح حمادة على تحرير زاويته الشهيرة (من غير زعل) طوال عشرين عاماً، وكان من أشهر شخصياته الهزلية (المطرب هناق)، في فترة التسعينيات بدأ يقلل شيئاً فشيئاً من رسم الكاريكاتير لإحساسه بأنه لم يعد لديه جديد، وانه لن يعود للرسم ما لم يكن عنده شيء جديد ليقدمه.

كان صلاح مكافحاً ومتقشفاً مع نفسه وزاهداً في الحياة التي لم يكن يرى فيها إلا الفناء والزوال .. وقد شبهه أصدقاؤه بالمتصوف، فلم يكن يسعى للحصول منها على أي شيء... لذا كان يسخر من الذين يعبدون المال والطفيليين والمفسدين، وكان يكرس كل نقده لإسعاد الفقراء والمسحوقين ولنصرتهم، ولكن هذا الالتزام جعله عرضة للمضايقات الأمنية كثيراً.. وأدخل الصحف التي يعمل بها في الكثير من القضايا في المحاكم.

كان صلاح حمادة يكتب اقتباساً دائماً يقول فيه "السعادة هي الكنز الذي يملكه الفقراء و الأغنياء على السواء"، فجعل من نفسه مصدراً للسعادة أينما ذهب ورحل، ولكنه أخيراً رحل عن دنيانا (من غير زعل)!.

رحم الله الفقيد و ألهم أهله و أصدقاءه الصبر و السلوان

بعضاً من أعمال الفنان الرحل المشاركة في مسابقة Aydin Dogan في تركيا، في المعرض أدناه

jordans for sale infrared

معرض الصور