رحيل فنان الكاريكاتير اللبناني جان مشعلاني

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
في عزاء الراحل بريشة ستافرو جبرا

توفي يوم السبت 19 تشرين الأول / أكتوبر 2013 فنان الكاريكاتير اللبناني جان مشعلاني، جريدة السفير اللبنانية كتبت في رثائه:


الفنان، الذي أنتج ما يكفي متحفاً من الوجوه والشخصيات والموضوعات في "الأنوار" يومياً، وفي "الصياد" أسبوعياً، وأحياناً في "الشبكة" بغير أن يربط بين أجره وإنتاجه...
هو المبدع الذي كان يرسم أفكاره وموقفه، فإن اضطر إلى المجاملة أو مسايرة أصحاب الدار هرب إلى الفكاهة الساخرة بغير أن يجرح أو يجرِّح، متجنباً الإهانة والتشهير ملتزماً بنقد الخطأ في الموقف السياسي عامة وبشكل خاص الموقف الاجتماعي..
وهو الإنسان مرهف الإحساس الذي عاش صديقاً للجميع، متعاطفاً مع الأضعف، متدخلاً لإصلاح ذات البين بين زميلين اختلفا ولا موضوع جدياً للخلاف..
جان مشعلاني الذي أعطى كثيراً كثيراً، لم يأخذ من دنياه إلا أقل القليل. منعه إخلاصه لدار الصياد من أن يبحث عن عمل في مؤسسة صحافية أخرى، وارتضى قدراً من الإحساس بالظلم على أن يخون أستاذه ومدربه ومعلم خريجي دار الصياد جميعاً، الراحل سعيد فريحه.
مات مقهوراً، جان مشعلاني..
لم يوفق في حياته الشخصية، فافترقت عنه زوجته، وإنْ ظلّ مخلصاً لها بعد الفراق... وقد حنت عليه ابنته الوحيدة في سنواته الأخيرة التي أمضاها مريضاً، لا يجد الدواء أحياناً، ولا يتحمّل كلفة الاستشفاء أحياناً أخرى.
في بلاد أخرى كان يمكن لفنان قدير مثل جان مشعلاني أن يغدو «نجماً»، وأن يجني الملايين من نفاق السياسيين، زعماء بالطائفة أو بالمذهب. بالسلاح أو بالشطارة اللبنانية... لكنه كان أبيّاً أنوفاً يكره النفاق والمنافقين والطائفية والطائفيين، لا يهتمّ إلا بعمله، والأهم: بمستوى هذا العمل وبمضمونه الاجتماعي. وهذا هو الأهم و الأخطر.
وبرغم مرضه الشديد فقد ظل يعمل، وإنْ وهنت يده، حتى سقطت الريشة من يده.
مظلوماً مات جان مشعلاني... لا هو اهتمّ بأن يوصل إنتاجه إلى الناس عبر معارض خاصة، ولا الدار التفتت إلى هذا الجانب الذي كان يمكن أن يعوّضه بعض ما فاته من أسباب الشهرة التي يستحق.
مع لحظة غياب الفنان الكبير جان مشعلاني تتبدّى مهنة الصحافة ظالمة... صحيح أنها توفر للعاملين فيها فرصة «الشهرة»، لكنها لا توفر لهم الأمان ولا الرعاية المطلوبة للمبدعين.
قد يكون من الظلم لزملاء جان مشعلاني وصحبه أن نقول أنه رسام الكاريكاتور الأخير الذي تخسره الصحافة في لبنان، لكن هذه الصحافة تكاد تكون أرملة اليوم بعد غياب هذا المبدع اللطيف، الظريف، الإنسان الذي عاش بلا أعداء، ومات بعيداً عن أصدقائه.
رحمه الله... وحمى الصحافة والصحافيين وأهل الإبداع جميعاً في هذا الوطن الذي تتبارى قياداته في الفخر بمبدعيه ثم يتركونهم يموتون في وحشة الوحدة والعوز والاحتياج إلى من يهتمّ بهم في شيخوختهم.
العزاء لابنته الوحيدة التي سهرت عليه حتى النفس الأخير،
مع التمني أن تنجح دار الصياد في حفظ تراثه وفي التعامل معه في غيابه بما يليق بها وبه وبفنه الذي لا يموت.


أحتفل بالصلاة لراحة نفسه، في مسقط رأسه المريجات، في منطقة البقاع اللبنانية، وتقبل التعازي في قاعة كنيسة مارت تقلا في الحازمية، يوم الثلاثاء 22 19 تشرين الأول / أكتوبر.
خالص عزائنا لأهله و أحباءه

في المعرض التالي اخر اعماله المنشورة في جريدة الانوار اللبنانية

nike air max 2019 nz

معرض الصور