شبهات حول جائزة الملك عبد الله الثاني بن الحسين للإبداع في فئة الكاريكاتير

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
كاريكاتير للفنان الاردني عمر العبداللات

بعد أن أعلن في العاصمة الأردنية عمان عن نتائج جائزة الملك عبد الله الثاني بن الحسين للإبداع، تفاجأ فناني الكاريكاتير في الاردن من منح الجائزة لأحد الفنانين التشكيليين، سبب المفاجأة لم يكن بسبب طبيعة عمله كفنان تشكيلي،  لكن بسبب ما ورد في حيثيات منح الجائزة، مما دعى بعضهم الى الاعتقاد أن منح الجائزة كان لأسباب كثيرة، ليس من بينها أي أسباب موضوعية.
النتائج أعلنت في حقولها الثلاث خلال مؤتمر صحفي عقد يوم 20 تموز / يوليو 2012، بحضور رئيس لجنة أمانة عمان المهندس عبد الحليم الكيلاني، فمنحت جائزة " الاعمال الكاريكاتورية الكاملة" مناصفة بين الفنان الأردني محمود صادق بمشاركته التي حملت العنوان ( فن الكاريكاتير) مرشحا من الجامعة الأردنية  - كلية الفنون والتصميم، التي هو عميدها، والفنان السوري فارس قرة بيت بمشاركته ( الأبيض والأسود ) مرشحاً من الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا السورية.
الجائزة كان قد أعلن عنها في الصحف الأردنية، و في موقع أمانة عمان خلال النصف الثاني من عام 2011، و نشرنا في حينها خبر عن المسابقة بعد أن تلقينا طلباً بذلك من قبل إدارة الجائزة، حيث كانت المشاركة مفتوحة لأي فنان عربي أصدر مجموعة من أعماله الفنية كمجموعة كاملة.
خلال بحثنا حول الموضوع، عرفنا أن مشاركة الفنان الاردني محمود صادق لا ينطبق عليه الشرط الرئيسي، و هو ان تكون منشورة كمجموعة كاملة، فمجموعته التي سميت ( فن الكاريكاتير) لم تنشر مسبقاً كمجموعة كاملة، و لم تصدر على شكل كتاب ، هي فقط مجموعة أعمال نشرت خلال الفترة بين السبعينات و التسعينات، تم جمعها في مجموعة واحدة بهدف المشاركة في الجائزة فقط.
الفنان محمود صادق هو فنان تشكيلي مشهود له في الساحة التشكيلية الأردنية، حاصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة الفن التشكيلي، و يعمل عميد لكلية الفنون و التصميم في الجامعة الأردنية.
اما الفنان السوري فارس قرة بيت التي حملت مشاركته العنوان (الكاريكاتير بالأبيض و الأسود)، فهي منشورة كمجموعة في عام 1987، حاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة حلوان المصرية عام 1998، و يعمل عميد كلية الفنون في الجامعة الدولية الخاصة في سوريا، و ينشر رسومه في جريدة الوطن السورية و الراية القطرية.
خبر المؤتمر الصحفي الخاص بإعلان النتائج المنشور في موقع أمانة عمان، لم يذكر طبيعة عمل الدكتور محمود صادق، أو الدكتور فارس قرة بيت، كما لم يذكر طبيعة عمل د. مازن عصفور أحد أعضاء لجنة التحكيم الذي يعمل مساعداً لعميد كلية الفنون و التصميم في نفس الجامعة الأردنية.
لجنة التحكيم احتوت الى جانب د. مازن عصفور، على الاستاذ فرغلي عبد الحفيظ، و هو فنان تشكيلي مصري، تم دعوته لمدة ثلاثة أيام خصيصاً للمشاركة في لجنة التحكيم، يعمل أستاذ في جامعة حلوان المصرية منذ عام 1989، و يدرس مادة التصميم الجرافيكي، و الأستاذ أشرف المناصير، الذي يعمل محاضراً في كلية الخوارزمي، و يدرس حالياً لنيل درجة الدكتوراه.
حيثيات منح الجائزة صيغت بطريقة مقعرة جاء فيها: "استندت لجنة التحكيم في منح الفنان محمود صادق الجائزة من بين 23 مشارك الى فكرة رسوماته التي امتازت بالشمولية وتخطيها لحدود الزمان والمكان دون الانسلاخ عن الواقع وهمومه"، وقالت أيضاً "لديه الخط القوي المختزل والشكل المدروس نحو التبسيط، كما يوجد في رسوماته التكوين الذي ينطبق بالفكرة حتى لو غابت الكلمة"، واضافت اللجنة "يوجد عند الفنان صادق التكنيك الفني في معالجة السطوح بعيدا عن الاتكاء على التكنولوجيا ( الرسم الرقمي عبر الحاسوب ) والتي بها يكمن الخطر على فن الكاريكاتير السائد في العصر الحالي".
فكيف تمتاز رسومه بتخطيها حدود الزمن دون الانسلاخ عن الواقع، إن كانت اخر رسوم نشرت له في القرن الماضي، و كيف تستطيع اللجنة تحديد أفضلية الدكتور في عدم استخدام تقنيات الكمبيوتر، إن عرفنا ان معظم رسومه تم نشرها في فترة ما قبل برامج الكمبيوتر - أول نسخة صدرت من برنامج الفتوشوب كانت عام 1989 - و كيف يستطيع مجموعة من الاكاديميين تحديد مكمن الخطر على فن الكاريكاتير، في الوقت الذي غابت فيه أسس الموضوعية و العدالة في تقييم الأعمال الفنية.
اما حيثيات منح الجائزة للفنان فارس قرة بيت فقد جاء فيها: "الفنان فارس قرة بيت استحق الجائزة لتوافر شروط الكاريكاتير في رسوماته التي ابتعدت عن الافراط السردي اللفظي وعن التصنيع الرقمي الحاسوبي في رسم الكاريكاتير، حيث اعتمد على التعبير اليدوي المباشر أي على قيمة الخط والذي هو اساس الكاريكاتير دون اهمال اهمية التعبير السردي ولكن بأسلوب متقشف لا يغفل القيمة الفنية".
اتصلنا مع الدكتور محمود صادق لنسأله في موضوع عدم تطابق مشاركته مع شروط المشاركة، من حيث انها غير منشورة مسبقاً كمجموعة كاملة، فقال: "أن مفهوم النشر ليس المقصود فيه النشر في كتاب، و لكن النشر في صحيفة، فأي شخص يمكنه نشر رسومه في كتاب، و لكن مفهوم النشر يعني ان صحيفة تبنت هذا الكاريكاتير".
عن رأيه فيما جاء في حيثيات لجنة التحكيم، من حيث الخطر الذي تمثله التكنولوجيا على فن الكاريكاتير، قال ان معظم رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي يعتمدون على التكنولوجيا بشكل كبير بدرجة تؤثر على قدراتهم الفنية.
أما عن رأيه في لجنة التحكيم التي تكونت من فنانين تشكيليين، و لم تحتوي على اي متخصص بفن الكاريكاتير او صحفي، قال أن أي تشكيلي قادر على تقييم الكاريكاتير، و ليس هناك ما يمكن تسميته بالمختص بفن الكاريكاتير، و قال انه كان من المفترض أن يكون هو نفسه من بين اعضاء لجنة التحكيم، و لكن بعد ان تقدم للمشاركة، تم رفع اسمه من اللجنة.
مع العلم ان الدكتور محمود صادق كان من بين أعضاء لجنة تحكيم الدورة الثالثة في عام 2006 في فئة الفن التشكيلي.
طلبنا من الدكتور محمود صادق نسخة من مجموعته المشاركة، فأخبرنا أنه لم يتم جمع سوى المجموعات الخمسة اللازمة للمشاركة، فطلبنا منه صور عن بعض الاعمال، وعدنا مراراً بها، ثم اعتذر في آخر اتصال مبرراً ذلك بانشغاله.
اتصلنا مع الأستاذ فرغلي عبد الحفيظ، أحد أعضاء لجنة التحكيم، فقال انه لا يتذكر كثيراً الاعمال المشاركة، و لكنه يتفق مع وجهة النظر التي ترى في الحاسوب خطراً على فن الكاريكاتير، معتبراً ان الحاسوب مهم في أعمال التصميم و ليس في الكاريكاتير، لكنه اتفق معنا في انه كان من الضروري ان يكون هناك فنان كاريكاتير من بين اعضاء لجنة التحكيم.
اتصلنا بالأستاذ أشرف المناصير احد أعضاء لجنة التحكيم، و بعد أول سؤال عن طبيعة اختصاصه العلمي، و طبيعة الاختصاص الذي يدرسه لنيل شهادة الدكتوراه، كان جوابه ما يلي: "عليك مراجعة مكتب الجائزة للحصول على المعلومات التي تريد"
مكتب الجائزة في أمانة عمان كان قد اتصل بموقع بيت الكرتون عدة مرات خلال فترة فتح باب المشاركة لطلب نشر شروط المشاركة، و لكنه امتنع عن التعاون أو إعطاء أي تفاصيل، كما رفض رئيس مكتب الجائزة إعطائنا نماذج من الأعمال الفائزة قائلاً انه لن يخرج حتى لو صفحة واحدة!، قائلاً أنه يمكن لأي شخص مشاهدة الأعمال الفائزة يوم تسليم الجوائز في حالة رغب الفنان بعرضها!!
اتصلنا بالفنان الأردني امجد رسمي أمين سر رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين، و سألناه عن رأيه في الموضوع، فتساءل عن الإنجاز الذي قدمه الدكتور محمود صادق في السنوات العشر الاخيرة، و ما هي الإضافة الحقيقية التي قدمها الدكتور محمود صادق في مجال الكاريكاتير؟ ، و اضاف قائلاً إن حديثهم عن خطر اتكاء فن الكاريكاتير على الحاسوب، هو حديث فات عليه الزمن، خصوصاً بعد ان ظهرت أنواع من الفنون قائمة على تقنيات الكمبيوتر، مثل الأنميشن و Digital Arts، فضلاً عن اعتماد كثير من الأعمال الفنية مثل التصميم الجرافيكي و التصوير على تقنيات الحاسوب، التي أصبحت أداة لا غنى عنها، خصوصاً في الأعمال الفنية التي تعتمد عليها الصحافة، التي أصبحت حتى الورقية منها تعتمد على التكنولوجيا الرقمية، بما فيها فن الكاريكاتير، و تساءل إن كان هذا هو رأي كليات الفنون و التصميم المعنية من تقنيات الكمبيوتر؟
مجلس أمناء الجائزة يرأسه رئيس الوزراء الأسبق العين عبدالرؤوف الروابدة، و عضوية الدكتور ناصر الدين الاسد ، والاستاذة ليلى شرف ، والدكتور كامل ابو جابر، والاستاذ ابراهيم عزالدين، بالإضافة لعضوية أربعة أعضاء بصفتهم الوظيفية هم: رئيس لجنة أمانة عمان المهندس عبدالحليم الكيلاني، ورئيس الجامعة الاردنية الدكتور خليف الطراونة، ورئيس الجامعة الهاشمية الدكتورة كمال بني هاني، وأمين منتدى الفكر العربي الدكتور صادق الفقيه.
تهدف الجائزة كما جاء في خبر امانة عمان الى دعم المبدعين والعلماء وبناء تنافس خلاق بينهم والتعريف بالمتميزين منهم واشهارهم، والتعريف بالمشروعات المتميزة في المدن العربية في مختلف حقولها الثلاثة، ويشترط ان يكون النتاج المقدم متوفرا فيه الاصالة والتميز وان يتضمن اضافة حقيقية في مجاله وان يكون منشورا باللغة العربية او مترجما اليها وأن لا يكون قد فاز بجائزة محلية او عربية او دولية.
لم يتم حتى الان تحديد موعد تسليم الجوائز التي تبلغ قيمة كلا منها 25 ألف دولار، و ذلك لارتباط ذلك مع الموعد الذي سيتم تحديده من قبل الديوان الملكي الأردني.

Yeezy Wave Runner 500

معرض الصور