صحيفة فرنسية ساخرة تستغل غضب المسلمين لزيادة مبيعاتها

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
مدير تحرير شارلي إيبدوا يحمل نسخة في نفس يوم صدورها
بعد الفيلم الأمريكي الذي أثار استياء عامة المسلمين، و سبب احتجاجات عنيفة من مجموعات متطرفة في الدول العربية، نشرت جريدة "شارلي إبيدو" Charlie Hebdo الأسبوعية الفرنسية الساخرة، رسوماً كاريكاتيرية تسخر من النبي محمد (ص)، يوم الاربعاء 19  أيلول / سبتمبر 2012.
الجريدة الأسبوعية التي تعاني مشاكل في التوزيع، عمدت إلى استفزاز مشاعر المسلمين بهدف رفع مستوى مبيعاتها في محاولة لتجاوز أزمتها المالية، فتعمد مدير تحريرها رسام الكاريكاتير الفرنسي Stephane Charbonnier  الظهور في عدة وسائل إعلام أوربية و هو يحمل غلاف مجلته بشكل متحدي و مغرور، و ذلك في نفس يوم توزيع العدد، نافياً أنه نشر تلك الرسوم متعمداً إثارة مشاعر المسلمين، في الوقت الذي توقعت فيه الصحف الأوربية حدوث أعمال احتجاج رغم أنها لم تكن قد بدأت بعد.
باسكال بونيفاس أحد المحللين الاستراتيجيين الفرنسيين، و هو مدير المعهد الفرنسي للدراسات الدولية والاستراتيجية (إيريس)، اتهم جريدة "شارلى إبدو" بأنها تلجأ لاستفزاز المسلمين بالسخرية من رسولهم في رسوم مسيئة كلما تدنت معدلات توزيعها، و قال إنه ليس من الشجاعة استفزاز مشاعر المسلمين لوقف تدنى معدلات توزيع المجلة، رغم احترام الجميع لحرية التعبير والصحافة.
واستشهد بونيفاس فى ذلك بنجاح الأسبوعية الفرنسية التي تصدر كل أربعاء في بيع كامل نسخها (75 ألف نسخة) للمرة الأولى منذ فترة طويلة بفضل الرسوم الساخرة من الرسول محمد (ص)
وكانت إدارة "شارلى إبدو" قررت طرح طبعة ثانية في أكشاك الصحف الفرنسية، بعد نفاد الطبعة الأصلية بالكامل من الأسواق.
وكان الجدل الدائر فى فرنسا بشأن الفيلم الأمريكي السيئ، وما نشرته شارلى إبدو من رسوم كاريكاتيرية، قد انتقل إلى وسائل الأعلام الفرنسية بعد أن قرر رئيس الوزراء الفرنسي منع التظاهرات التي دعا إليها مسلمو فرنسا يوم السبت الماضي في جميع أنحاء المدن الفرنسية الكبرى، خشية من حدوث تجاوزات، دون أي اعتبار لحرية التعبير التي يدافعون عنها.
من جانبها، وصفت صحيفة "لوموند" الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرتها شارلى إبدو عن الرسول محمد (ص) بأنها مؤسفة، وتنم عن ذوق سيء، مضيفة أن نشر الجريدة الأسبوعية لتلك الرسوم في الوقت الحالي على وجه التحديد، يساهم في سكب الزيت على النار بدرجة تشكك بالفعل في وعى الكتاب والناشرين بالمسئولية.
مدير تحرير المجلة نفى أن يكون هدف المجلة إثارة العنف، مؤكدا أنه "مصمم على مواصلة التهكم على الإسلام حتى تصبح السخرية من الإسلام أمرا شائعا مثل المسيحية".
وتعجب شاربونييه، في حديث مع صحيفة "لوموند" الفرنسية"، من ردات الفعل الغاضبة قائلاً "لم نقطع رقبة أحد بقلم، ولا عرضنا حياة أحد لخطر، وإذا ما أراد الغاضبون سببًا لتبرير العنف، فسيجدونه دوما"، و أضاف أنه "منذ عام 1970، نشرت المجلة 1058 عددا، لم يتسبب سوى 3 منها في أزمات، دائما بسبب الإسلام"، مستطردا "المجلة يبلغ تاريخها 42 عاما من إثارة المتعة بالسخرية من السياسيين والدين، وترفض الاستجابة للرقابة التي تفرضها تهديدات العنف".
وكانت الحكومة الفرنسية قد أغلقت سفاراتها ومدارسها في عدد من الدول تحسبا لأي تظاهرات عنيفة، و اتهم قادة سياسيين ودينيين في فرنسا المجلة بـ"عدم المسؤولية" لنشرها الرسوم في هذا التوقيت.
مدير تحرير الصحيفة رد قائلاً "لا تحملونا مسؤولية إغلاق مدرسة أو سفارة"، مضيفا أن "المجلة لم تكن تبحث عن سبق صحفي أو أرباح مادية بنشرها الرسوم".
غلاف عدد الجريدة المذكور احتوى على رسم لرجل في ثياب حاخام يهودي يدفع كرسيا متحركا يجلس عليه رجل ملتح، مع عبارة تقول: «المنبوذون 2»، في إشارة إلى عنوان الفيلم الفرنسي الذي حقق نجاحا ساحقا وسوف يمثل فرنسا في منافسات الأوسكار، و هو الفلم الذي يتحدث عن المشكلة الطبقية في فرنسا والنظرة السلبية تجاه المهاجرين الأفارقة والعرب، لكن الرسوم التي تسخر من الرسول محمد (ص) ظهرت في الصفحة الأخيرة من نفس العدد، و صورت رجل عاري على أنه الرسول محمد (ص).
موقع إيلاف الإلكتروني ذكر أن الاعلامية المهتمة بقضايا الهجرة وشؤون الجالية المسلمة صوفيا المنصوري فوكار ترى أن "المسلمين في فرنسا رغم منعهم من حقهم في التعبير عن استهجانهم لما نشر، تعاملوا مع هذه الحادثة بعقلانية واعتدال، حتى أنه عندما قررت الداخلية الفرنسية عدم التصريح للوقفات والتظاهرات المنددة بالرسوم، فإنّ غالبية من كانت لديهم الرغبة في الانضمام الى هذه الوقفات عدلوا عن الخروج التزامًا واحترامًا للقانون".
جدير بالذكر أن جريدة شارلي ابدو كانت قد تعرضت إلى حريق عام 2011 بعد أن طبعت عددا حمل عنوان "شريعة ابدو"، كما انها قامت عام 2006 بنشر الرسوم الكاريكاتير الدنماركية التي أثارت موجة احتجاجات عنيفة في العالم الإسلامي، و هي نفس الجريدة التي قامت بطرد فنان الكاريكاتير الفرنسي موريس سينيه ، بعد اتهامه بالتحريض على الكراهية العنصرية، ذنب الفنان سنيه هو رسمه عن الحادثة التالية، بعد أن نشرت يومية "ليبيراسيون" تصريحاً على لسان باتريك غوبير، رئيس أحد الجمعيات اليهودية في فرنسا، قال فيه أن جان ساركوزي (نجل الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت) سوف يتزوج من وريثة مخازن "دارتيط الشهيرة، وأنه يفكّر في الاهتداء إلى اليهودية والتأقلم مع ديانة خطيبته"، فقام رسام الكاريكاتير بإقتبس التصريح بالحرف، ولكنه أضاف إليه العبارة التالية: "هذا الفتى سوف يذهب بعيداً"، و كان ذلك ذنبه الذي طرد من أجله من الجريدة، ثم رفعت ضده قضية من قبل الجمعية اليهودية.
Kobe XII 12 Shoes

معرض الصور