عن دار سبيريز للطباعة والنشر في مدينة دهوك في إقليم كردستان العراق، صدر للفنان العراقي علي المندلاوي كتاب "وجوه" و ضم بين دفتيه رسوم بورتريه لـ 180 شخصية من الشخصيات الثقافية والاجتماعية والسياسية، العراقية والعربية والعالمية، مزج الفنان في رسمها بين ملامح الشخصية ومزاياها السياسية أو الادبية أو الفنية.
صدر الكتاب في القطع الكبير (33,5 ×24سم)، بغلاف من رسم الفنان العراقي المغترب في ألمانيا "منصور البكري" و تصميم الفنان العراقي "أحمد الربيعي"، و قدم له الفنان الليبي "محمد مخلوف".
عُرف المندلاوي رساما للاطفال منذ منتصف السبعينيات الى جانب مزاولته للتصميم الجرافيكي ورسم الكتب والكتابة الفنية و الساخرة، تخرج من معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1979 وأكاديمية الفنون الجميلة قسم التصميم الطباعي عام 1989، ثم اتجه في عام 1983 الى رسم البورتريه بطريقة مميزة، و كان لبورتريه السياب الذي رسمه ذلك العام بناءً على طلب من مجلة الف باء أصداء كبيرة في الوسط الثقافي بعد أن حَشدَ في خلفية الرسم صور ورسوم و اشارات مغمسة بقصائد الشاعر وبيئته البصرية، ليكون فيما بعد النواة التي نبتت منها زاوية "في دائرة الضوء" التي بدأ نشرها على صفحات مجلة "ألف باء" كبورتريه مرسوم، وآخر مكتوب يرسمها علي المندلاوي ويكتبها د. مالك المطلبي، و عدد آخر من الكتاب لاحقا، و هي التجربة التي استمرت لسنوات عديدة.
يقول المندلاوي عن لوحة السياب: كنت أغرق في الصور ـ صور السياب ـ وأحاول بجهد جهيد أن أصل الى روح الشاعر، أن أصل الى "شناشيل إبنة الجلبي"، وقفت تحت "شباك وفيقة" فرشتني بماء الورد، ودلتني على الطريق المؤدية الى "جيكور"، وعندما وصلتها سألت عنه، فقالوا دخل فم الخليج المفتوح على الردى. **
تتنوع المواد التي نفذت بها الرسوم التي ضمها الكتاب بين الالوان المائية وصبغة الجواش واقلام الرصاص و الكولاج والحبر الاسود وتقنيات فنية أخرى.
يتميز علي المندلاوي بدمج أجواء و محيط الشخصية في الرسم، كما في رسمه للكاتب والمترجم "جبرا ابراهيم جبرا" وهو يستخرج الكتب من البئر الاولى و هو احد عناوين كتب جبرا المبكرة.
الفنان محمد مخلوف وصف المندلاوي في تقديمه للكتاب "ذلك هو علي المندلاوي صديق الاطفال الراشدين والاطفال الذين لم يكبروا بعد "
رسم المندلاوي العشرات من كتب الاطفال ووضع الرسوم والتصاميم لعدد من اغلفة الكتب ودواوين الشعر لشعراء عرب وكرد كما عمل كمصمم جرافيكي في شركات دولية متخصصة بالتصميم والاعلان، تنقل في عمله بين بغداد و اربيل وعمان وتونس وامستردام ولندن ،وأقام المعارض الفنية لبورتريهاته و لوحاته الفنية في أكثر من عاصمة عربية واوربية، حرر لاكثر من سنتين صفحة تـُعنى بنقد وتحليل فن الكاريكاتير في جريدة "الصباح الجديد" البغدادية بعنوان "بسامير" استعرض فيها تجارب عشرات الرسامين العراقيين والعرب والاجانب، يعمل حاليا كاتبا ورساما في مجلة "كه ب" الكاريكاتيرية الساخرة التي تصدرباللغة الكردية في أربيل، ورساما وكاتبا في مجلة الشبكة العراقية التي تصدر في بغداد.
** "شناشيل إبنة الجلبي" و "شباك وفيقة" هي عناوين قصائد للسياب، و "فم الخليج المفتوح على الردى" إشارة إلى قصيدة السياب التي "أنشودة المطر"
معرض الصور
