طوغان يحكي في مركز دوم الثقافي

الكاتب:
سهير متولي
قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
الفنان احمد طوغان

أُقيمت مساء الأربعاء 8 كانون الثاني / يناير 2014 في مؤسسة "دوم" الثقافية أمسية مع فنان الكاريكاتير المخضرم أحمد طوغان وسط مجموعة من فناني الكاريكاتير والجمهور، كانت الأمسية أقرب لجلسة حميمة مع الأصدقاء للحكي عن ذكريات الماضي بتفاصيلها الدقيقة، حتى أن طوغان رفض استخدام الميكرفون حتى لا يشعر بالتقييد!
قدم الأمسية فنان الكاريكاتير جمعة فرحات فتحدث عن معرفته بطوغان وتأثره به و بكتابه "قضايا الشعوب" الذي ساهم لحد بعيد في جذبه لفن الكاريكاتير قائلاً "لقد تربيت على شغل طوغان".
بدأ طوغان الحديث عن ظروف الحرب العالمية الثانية حيث كان العالم كله مليء بالأحداث المتتابعة، وتحدث بشكل خاص عن مصر التي كانت تحت الاحتلال الإنجليزي وقتها وعن العسكر الإنجليز الذين كانوا يجوبون الشوارع في منظر يثير استياء الشعب، ويسترسل متذكراً حينما زار تشرشل مصر حيث أراد رفع الروح المعنوية لجنوده في مصر فأرسل لهم مجموعة من فناني الكاريكاتير الذين قاموا برسم الكثير من اللوحات والرسومات الكاريكاتورية التي تسوّق لجملة "إن الديموقراطية لابد منتصرة، وأن الفاشية ستنهزم" وعُلقت الرسومات في كل مكان في شوارع مصر، ويكمل طوغان ضاحكاً، رغم أنه كان شامتاً في الإنجليز إلا أن تلك الرسومات كانت جيدة لدرجة جعلته يشعر أن الإنجليز أصحاب قضية عادلة!! فعرف أن الكاريكاتير يستطيع أن يلعب دوراً خطيراً جداً، ومن الإعجاب إلى التقليد  بدأ طوغان رحلته مع الرسم، رسم العديد من الرسومات التي لم يُطلع أحداُ عليها.
عن خطواته المتعددة حتى وصوله إلى جريدة الجمهورية تحدث طوغان عن بعض خطواته ومنها معرفته بالفنان "رخا"، و"زهدي" وتأثير زهدي عليه، وعمله معه في مجلة "المساء"، وعن مجلات وجرائد متواضعة عمل بها مثل "آخر حبر"، ومجلة "الأسبوع"، ومجلة "روزا اليوسف" التي قابل فيها الكاتب "إحسان عبد القدوس" الذي تعلم منه أنه لا يجب أن ينضم فنان الكاريكاتير لأي مجموعة أو حزب لأنه كالقاضي يجب أن يحكم بشكل مجرد، وعن انتقاله لجريدة "الاشتراكية" ثم جريدة "الجمهور المصري" ثم قيام ثورة 23 يوليو، ثم عمله في جريدة "الجمهورية" التي كان رئيس تحريرها د. طه حسين، ثم فصله منها إثر اتهامه بمعاداة السامية، وهي التهمة التي لم يسلم منها أيضاً الفنانين "محمد حاكم" و"جمعه فرحات"، لأنهم جميعاً كانوا يرسمون ضد إسرائيل والصهيونية.
تحدث طوغان بالتفصيل عن زيارته للعديد من الدول العربية منها الجزائر التي زارها وعاش مآسيها كلها و كتب ورسم عنها في جريدة الجمهورية ما يقارب 16 صفحة مما دفع فرنسا إلى إرسال وفد لتغطية ما كتبه ورسمه عنها حيث لم يكن بها مراسلين لدول كثيرة لنقل الأحداث مثلما فعل هو، وفي اليمن عاش مع اليمنين وشاهد معاناتهم وهناك أصدر سبعة كتب تثقيفية للجنود وزعت عليهم، كما قام بعمل معرض فن تشكيلي مستوحى من العمارة اليمنية المتميزة والرائعة.
ثم فتح باب الأسئلة من الجمهور، فسؤل هل لرسام الكاريكاتير محطات فنية: أجاب طوغان أن لكل فنان أو إنسان محطات فأثناء العمل ممكن أن ينتقل من ناحية التكنيك، الأسلوب، الهدف أو تشده قضايا أهم، وأكمل جمعة: لقد لاحظنا تغيير أسلوب الفرشة إلى استخدام الريشة عندك.
في جوابه عن منع أيا من رسومه في وقت من الأوقات أحاب بالنفي قائلاً "الفنان يجب أن يحاول ألا تُمنع له رسمه بالذكاء الفني".
موقع بيت الكرتون العربي سأل طوغان عن رأيه في مدى انتشار الكاريكاتير المصري في الدول العربية، فقال أن العرب جوعي لفن الكاريكاتير المصري ومطلوب جداً مثله مثل النكتة المصرية.
وعن الفنانين العرب الذين يتابعهم أجاب هناك علي فرزات وكحيل ويوجد فنانين لبنانيين "بيرسموا كويس"، والخليجيين يحاولون خلق جيل جديد من الرسامين.
وعن رأيه في فن الجرافيتي الذي انتشر على جدران مصر بعد ثورة 25 يناير أجاب أنه يدل على أن الرسم مؤثر وأن الشعب المصري موهوب وأن إبداء الرأي من خلال الرسم شيء رائع وجديد.
وعن سؤال أين يعمل الآن أجاب أنه متفرغ للفن التشكيلي ويجهز لمعرض قريباً. وفي نهاية الأمسية أعلن طوغان عن قرب صدور كتاب لمجمل أعماله من المجلس الأعلى للثقافة يشمل رسوماته بدأً من عام 1953 حتى الآن.
مؤسسة دوم هي مؤسسة ثقافية لا تهدف للربح أنشئت منذ حوالي أربعة أشهر بفيلا المعماري "رمسيس ويصا واصف" التاريخية، ويديرها الكاتب "خالد الخميسي"، نجحت خلال تلك الشهور القليلة في عقد الكثير من المعارض والندوات واللقاءات والورش الفنية مثل النحت بالسلك، الرسم بالقماش، وغيرها، كما يوجد بها معرض دائم للكتب والمبادلة حيث يستطيع الزائر إحضار كتاب ومبادلته بكتاب آخر في المؤسسة، وبها مكتبة للاطلاع وغيرها من الأنشطة الثقافية.
سيرة مختصرة:
ولد الفنان أحمد طوغان عام 1926، عمل رساماً للكاريكاتير منذ عام 1946 في العديد من الجرائد والمجلات المصرية والعربية.
حصل على العديد من الأوسمة منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1977 ، جائزة مصطفى وعلي أمين الصحفية عام 1987، الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير عن حقوق الإنسان عام 1989، جائزة مهرجان الجونة الدولي عام 1999، و جائزة المهرجان الدولي للكاريكاتير في الإسماعيلية عام 2000.
شارك في العديد من معارض الفن التشكيلي الفردية و الجماعية.
عمل مستشار فني لدار التحرير للطباعة والنشر، ورئيس تحرير مجلة إمبسادور العالمية التي تصدر من كندا، ورئيس تحرير مجلة كاريكاتير، ولُقب في جمعية رسامي الكاريكاتير المصرية بشيخ الرسامين.
صور من الندوة و مجموعة من رسوم الفنان في المعرض التالي

air max 90 essential china

معرض الصور

التعليقات