نظمت لجنة الحريات في نقابة الصحفيين المصريين يوم امس الأربعاء 19 أذار /مارس ندوة لمناقشة كتاب "ساخرون وأنا منهم " لرسام الكاريكاتير المصرى هانى شمس والذى يضم حواراته مع 16 رسام كاريكاتير مصري يتكلمون عن ذكرياتهم الساخرة.
بدأت الندوة بكلمة مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين محمد عبد القدوس، قال فيها أن هناك ثلاثة أسباب دعته لتنظيم هذه الندوة، أولها أن هذا الكتاب رغم عدم ورود أسمه فيه، إلا أن جزءً كبيراً من قصصه حدثت فى مجلة جدته السيدة روز اليوسف، و السبب الثانى أن كاتبه هو زميله في جريدة أخبار اليوم، أما السبب الثالث فيكمن في رغبته بترسيخ مبدأ يتمنى أن تسير عليه نقابة الصحفيين فى تقديم هذا النوع من الندوات والحفلات خدمة لأعضاءها.
الفنان جمعة فرحات بدأ كلمته بالثناء على كتاب "ساخرون وأنا منهم" وقال أنه كتاب فريد من نوعة حيث استطاع كاتبه ببراعة شديدة استخلاص حكايات رسامى الكاريكاتير الساخرة وسردها بلغة سهلة وشيقة، واضاف أن كثير من الرسامين الذين وردت حواراتهم بالكتاب كانوا ضيوفا على برنامجه "جمعة كل جمعة" بقناة النيل الثقافية لكنه لم يعلم عن هذه الحكايات الساخرة، فعرفها من خلال الكتاب لأول مرة.
كما تحدث الفنان جمعة فرحات عن تجربتة الشخصية بمجلة روز اليوسف وعلاقتة بإحسان عبد القدوس، وقال أن روز اليوسف كانت بالنسبة لرسامى الكاريكاتير المصريين محطة مهمة فى حياتهم.
الفنان جمعة فرحات سأل الفنان هانى شمس ما اذا كان ينوى نشر جزء ثانى من الكتاب ليضم باقى رسامى الكاريكاتير، فأجاب هانى بأنه يفكر فى ذلك فعلا خاصة أنه اضطر أسفا لإستبعاد بعض الأسماء المهمة من الكتاب، مثل الفنان عبد الحليم البرجينى و الفنان مصطفى كامل بسبب عدد الصفحات، كما لم يستطع اجراء حوارات مع فنانين اخرين مثل الفنانين مصطفى حسين ومحمد حاكم و دياب وكمال الصاوى، كما أنه يود اجراء حوارات مع رسامين من جيل الشباب مثل مخلوف ودعاء العدل وفوزى مرسى وأخرين.
واضاف هانى أنه يود ايضا فى الفترة القادمة اجراء حوارات مع أبناء رسامى الكاريكاتير الراحلين مثل صلاح جاهين والليثى و بهجت عثمان.
الفنان جمعة عارض الفكرة قائلاً أن الكثير من أبناء رسامى الكاريكاتير لا يحتفظون بأعمال ابائهم، ولا يهتمون بسيرتهم الذاتية ولا بالحفاظ على تاريخهم، و أعطى مثال على نجل أحد الفنانين الكبار الراحلين الذى عرض عليه أن يظهر معه فى برنامجه ليتحدث عن والده، ثم أغلق تليفونه بعد ان وافق على إجراء اللقاء، مما اضطره الى الاستعانة بشخص أخر فى اللحظات الاخيرة .
الفنان هانى شمس تحدث عن تجربته فى إجراء الحوارات مع رسامى الكاريكاتير وقال أنه لاحظ صدق رسامى الكاريكاتير فى سرد المواقف المضحكة حتى لو كانت ضدهم، فلديهم الجرأة للإعتراف بالأخطاء ومراجعة أنفسهم، كما تحدث أن تجربته أجراء حوار أسبوعى في جريدة أخبار اليوم، و اصفاً إياها بالتجربة الشاقة، خصوصاً مع فنانى الكاريكاتير الذين لايتحدثون بسهولة، موضحاً طريقته في إجراء الحوارات مع الرسامين بانها قائمة على الحكى، فهو لم يكن لديه اسئلة يبحث لها عن إجابات، ولكنه كان يهيىء مناخ الحوار ويبدأ فى استدراج الرسام ليحكى عن ذكرياته بشكل غير مرتب، ثم يقوم باعادة صياغة الحوار ليضع الأحداث فى ترتيبها الزمنى.
بدأت مداخلات الحضور بكلمة من محمد سعيد رئيس القسم البرلمانى باخبار اليوم الذى قال أن هانى شمس له تجارب سابقة مهمة فى الكتابة فقد كتب لأخبار اليوم 3 مقالات مهمة عندما سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية لمدة شهر كزائر دولى ، ولاقت هذه المقالات قبولا كبير لأنها كانت ترصد المجتمع الأمريكى من زاوية أجتماعية بعيدا عن السياسة وبرؤية مختلفة تماما.
ثم تحدث سمير عبد الغنى رسام الكاريكاتير وعضو مجلس ادارة الجمعية المصرية للكاريكاتير عن الكتاب، و قال أنه إضافة الى مكتبة الكاريكاتير المصرية والعربية حيث تعانى مصر من عدم وجود كتب تتحدث عن هذا الفن، وأضاف أن المعروف دائما عن رسامى الكاريكاتير أنهم يجيدون الكتابة وضرب مثال على ذلك الفنان محيى اللباد والفنانين طوغان وبهجورى اللذان عكفا على كتابة مذكراتهما مؤخراً.
الفنان محمد عمر تحدث عن ضرورة وجود كتب خاصة بالكاريكاتير تصدر بشكل دورى، وانه على الجمعية المصرية للكاريكاتير ان تتبنى هذا المشروع لتكرار التجربة السابقة لها بإصدار كتب رسوم الكاريكاتير، وتحدث محمد عمر عن تجربته فى حواره مع هانى شمس وقال أنه لا يحب الحديث عن نفسه لكن أسلوب إدارة الحوار جعله يفصح عن أشياء كثيرة.
فى نهاية الندوة دعا محمد عبد القدوس وكيل لجنة الحريات بنقابة الصحفيين الحضور الى بوفيه شاى أعده على شرف كتاب "ساخرون وأنا منهم" وكاتبه هانى شمس ، وقام العديد منهم باقتناء نسخ من الكتاب ليحصلوا على توقيع الكاتب.
جدير بالذكر أن دار مقام للنشر والتوزيع تستعد حالياً لعمل طبعة ثانية من الكتاب بعد نفاذ طبعته الأولى.
معرض الصور
