محاكمة رسام الكاريكاتير المغربي خالد كدار على الشئ الذي لم يرسمه

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات

قررت المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء، النطق بالحكم في قضية كاريكاتير جريدة "أخبار اليوم" المتهم بإهانة العلم الوطني، يوم الجمعة المقبل 30  تشرين الأول (10) 2009 على ما جاء في جريدة "هسبريس" الإلكترونية، حيث شهدت قاعة المحكمة سجالا بين القاضي و وكيل الملك من جهة، و دفاع كل من مدير نشر "أخبار اليوم"، وخالد كدار رسام الكاريكاتير من جهة اخرى.

وفي بداية الجلسة وجه القاضي أسئلة إلى خالد كدار حول العلم الوطني، وسأله عما إذا كان قد رسم العلم الوطني في الكاريكاتير، فكان الجواب، هو أنه رسم العلم المغربي بنجمته الخماسية، وهنا طلب القاضي من الرسام إكمال الرسم الذي يوجد على الكاريكاتير ليثبت أنه رسم العلم الوطني. وهنا تدخل الدفاع ممثلا في المحامي عبد اللطيف وهبي لينبه القاضي، إلى أن عليه أن يسأل المتهم حول ما هو مرسوم في الكاريكاتير، وليس ما ليس مرسوما، كما اعترض المحامي عبد الرحيم الجامعي على استشهاد وكيل الملك بمحضر للشرطة القضائية جاء فيه اعتراف لخالد كدار أمام الشرطة بأنه فعلا إذا أكمل الرسم فإن النجمة التي رسمها سيكون شكلها سداسيا وليس خماسيا، وهو التصريح الذي نفاه كدار، واتهم الجامعي جهاز المخابرات بالإشراف على التحقيق مع المتهمين، وأن شخصا يدعى حامي الدين، هو الذي أشرف على التحقيق وهو لا علاقة له بالشرطة القضائية.

وكيل الملك، أشار في مرافعته إلى أن مجرد وضع العلم الوطني في رسم كاريكاتوري، يعتبر في حد ذاته إهانة، وتساءل "كيف نسخر فنا يعتمد على النقد والسخرية لوضع العلم فيه؟" ومعتبرا أن ذلك "إهانة حقيقية للعلم الوطني"!! كما أشار الوكيل إلى أن علم المملكة وشعارها "الله، الوطن، الملك" محميا بالقانون، و أن من يسب الله يدخل تحت طائلة العقاب، لأن الله من شعار المملكة!!، و كانه يقول ان هيبة الله تاتي فقط لان إسمه في شعار ملكهم!

من جهته أشار المحامي عبد اللطيف وهبي، إلى أنه "لا أحد يستطيع أن يجزم بأن إكمال الرسم الكاريكاتوري يمكن أن يؤدي إلى نجمة سداسية" محذرا القاضي من مغبة "التخمين"، وأن عليه أن يشكل قناعة مطلقة قبل الإدانة". وبعد ذلك تساءل وهبي "هل النجمة السداسية تشكل إهانة للعلم الوطني؟ هل نجمة إسرائيل إهانة؟" وعلق قائلا: "من ضد السامية في هذه القضية؟. وأكد وهبي أن هذا الفعل لا يتضمن أي فعل جرمي، وأن الغرض من وراء تحريك هذه القضية هو "تدجين الصحافة بعد تدجين الأحزاب" محذرا من "فتح باب جهنم على حرية التعبير".

وبدوره تساءل المحامي عمر الإسكرمي، عن وجه الإهانة التي تعرض لها العلم الوطني، حتى لو افترضنا أن النجمة المرسومة في كاريكاتير "أخبار اليوم" ذات أضلع سداسية، وقال الإسكرمي إن "النجمة السداسية تراث مشترك بين المغاربة اليهود والمسلمين، "وهي ليست نجمة إسرائيلية لأنها نجمة إسرائيل زرقاء".

و قدم الإسكرمي للقاضي معطيات تاريخية عن استعمال عدد من السلاطين العلويين للنجمة السداسية في أختام المملكة، كما وضعها المقاوم عبد الكريم الخطابي على علم الريف، خلال فترة مقاومته للمستعمر، وسكها على النقود، ليخلص إلى أن النجمة السداسية لا تهين علم المملكة، وأن من يدعي ذلك هو الذي يعادي السامية.

Mercurial Superfly High

معرض الصور