مشاركة محدودة في معرض رسوم الكاريكاتير "عالم كتب" إلى جانب ندوة بدون جمهور

ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2014 أقيم ظهر الأربعاء 29 يناير معرض لرسوم الكاريكاتير بعنوان "عالم كتب" وندوة مصاحبة بعنوان "الكاريكاتير شاهد على العصر" حاضر فيها الفنان إبراهيم حنيطر المشرف على المعرض.
المستوى الفني المتواضع للمعرض عكس نوعية معظم المشاركين في المعرض و التي كانت أغلبها لمواهب شابة من المشاركين في ورشة تنمية المواهب الشابة الذي عقد في مركز سينما الحضارة و التي اختتمت مطلع شهر كانون الثاني /يناير 2014، في الوقت الذي كانت الدعوة مفتوحة لجميع الفنانين من كل دول العالم، فضلاً عن الفنانين المصريين!
رغم أن موضوع الندوة كان بعنوان "الكاريكاتير شاهد على العصر" إلا أن الندوة تفرعت في موضوعات كثيرة، بدأها حنيطر بالحديث عن أهمية معرفة تاريخ الكاريكاتير لأنها معرفة مشجعة لممارسة هذا الفن، آملاً أن ينصلح حاله لأنه غير راض عن حال الكاريكاتير الآن، قائلاً أن الكاريكاتير قام بدور تاريخي في الحياة السياسية منذ ظهوره في نهايات القرن التاسع عشر، حيث سجل أحداث ومواقف سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية تمكننا من قراءة تاريخنا من خلال الكاريكاتير حينما كان في مصر فنانين رائعين لا نراهم الآن!
تحدث حنيطر عن دور يعقوب صنوع وإصداره لجريدة أبو نضارة، ثم نفيه إلى فرنسا و  إصدار الجريدة باللغة العربية مع ملحق صفحتين بالفرنسية برسامين فرنسيين.
كما تحدث عن المجلات الفكاهية التي صدرت بعد صنوع في مصر والتي بلغت حوالي 25 صحيفة، كانت البداية فيها للفكاهة الشعرية على يد بيرم التونسي ومن قبله الصحفيين الفكاهيين، وتندر حنيطر على حالنا الآن حيث لا يوجد أي مجلة ساخرة في مصر، وتعجب من مجلتي روزا اليوسف وصباح الخير اللتين حملتا لواء الكاريكاتير قديماُ وكيف أنهم الآن يستبدلون الكاريكاتير بالصور الفوتوغرافية.
واستكمالا لتاريخ الكاريكاتير تحدث عن الآباء الشرعيين لفن الكاريكاتير مثل الضابط التركي "علي رفقي" و" سانيس"  وذكر أن حتى رخا نفسه ليس أبو الكاريكاتير، وتحدث عن دور "محمد التابعي" واكتشافه لصاروخان الذي أبدع في الأربعينيات عن الحرب العالمية الثانية وإصداره كتاب "هذه هي الحرب".
تحدث أيضاً عن الفنان إيهاب شاكر الذي يعتبره فنان مسلوب الحق وربما لا يعرفه حتى بعض فناني الكاريكاتير الشباب، ثم تحدث عن ثورة يوليو وكيف أنها كانت ثورة في شكل المجتمع والعلاقات الاجتماعية وتوزيع الثروة ، ولكن أيضاً تميزت بغياب الديموقراطية تماماً وتسائل كيف كان سيكون الحال لكوكبة فنانين روزا اليوسف وصباح الخير مثل بهجت وحجازي وجمال كامل والليثي وغيرهم لو أُطلق  لهم العنان ليعبروا عن مجتمعهم بحرية؟!
ونظراً لضيق الوقت أنهى حديثه عند سقف الحرية الذي فتحه السادات للفنانين، وأعرب عن رغبته في الحديث باستفاضه مرة أخرى عن الشخصيات في عالم الكاريكاتير و طالب شباب الكاريكاتير بالنزول للناس ووعد بعمل أنشطة جماعية للشباب تعرض في القهاوي والكافيهات وسط الناس.
وعن سؤال أين كتب الفنانين الكبار مثل بهجت وحجازي وغيرهم أجاب ليس هناك إصدارات جديدة لهؤلاء وما يمكن أن نجده قديم على سور الأزبكية وأنه غير راض عن الكتب التي أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب لمختارات لصلاح جاهين.
بقى أن نقول أن عدد الحضور كان بائساً فالحضور هم الفنانين المشاركين و بعض الفنانين من غير المشاركين، أما الجمهور فعددهم لا يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة!