مهرجان الرسوم المتحركة الثالث في فاس المغربية

نظم المعهد الفرنسي بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية، النسخة الثالثة من مهرجان "الرسوم المتحركة" بمدينة فاس العتيقة، حيت استقطب جمهورا غفيرا من فاس، ومن المدن المجاورة، جاء للبحث عن الابتسامة والتعرف على الرسامين عن قرب .

المهرجان ينظم سنويا وهو خاص بالأشرطة المرسومة والرسوم المتحركة، وقد استضاف هذه السنة عددا من الرسامين المغاربة والعرب والأجانب.

عقد خلال المهرجان معرضا خاصا بالرسم الساخر الاجتماعي بالإضافة لمعرض خاص بالفنان "العربي الصبان" أحد رواد فن الكاريكاتير المغربي، و الذي تم تكريمه بهذه المناسبة، العربي الصبان كرس حياته لخدمة هذا الفن، وتخرج على يديه أجيالا تدين له بالوفاء والعرفان  كما وصفه زملاءه في المهنة.

كما كانت هناك أنشطة أخرى خاصة بالكاريكاتير والأشرطة المرسومة من تنفيذ الرسامين الحاضرين كالندوات والورش التي شارك فيها عدد من الفنانين المغاربة، هم: لحسن بختي، الناجي بناجي، وعبد الله درقاوي، وإبراهيم بوغراف، ورهام الهور، ونور الدين الكرميطي، وريك، و من الفنانين العرب شارك سليم من الجزائر، ورشا مهدي من مصر، حيث قدمت رشا رؤيتها لمواجهة الرسوم المسيئة للإسلام و للنهوض بالكاريكاتير العربي، كما شارك "بيير كرول" من بلجيكا الذي تحدث عن تطور رسم الكاريكاتير في بلجيكا.

قام الفنانون المشاركون بعقد عدة ندوات و ورشات فنية لفائدة طلاب معهد الفنون الجميلة في مجال الرسوم المتحركة و الكاريكاتير، استفاد منها عدد من طلبة المدارس الفنية، الذين تابعوا باهتمام كبير الرسامين الحاضرين.

الفنان لحسن بختي قدم مداخلة مثيرة للنقاش في ندوة بعنوان "أفاق الكاريكاتير العربي"، أغضبت البعض مثل الفنان ناجي بناجي الذي غادر القاعة احتجاجا على ما قاله لحسن بختي، بسبب وصف الفنانين العرب بـ "المتخلفين" كما قال الناجي بناجي، و لكن الفنانة رشا مهدي كان لها رأي أخر فيما قاله بختي، فقد رأت أن "الكلام جاء في سياق نقد الذات و مناقشة تخلف بعض رسامي الكاريكاتير و ليس جميعهم، عندما تحولت رسالة البعض منهم إلى مجرد أكل عيش و روتين يومي، ابعد ما تكون عن روح المسئولية و تبنى القضايا العربية، مما أوصل البعض إلى العمل في جهات مختلفة الرؤية ومتضادة السياسة، كأن يعمل رسام الكاريكاتير في جريدتين، واحدة للمعارضة و الأخرى للحكومة في نفس الوقت، ولكن النماذج المشرفة ما زالت موجودة".

و في رأيها بالمهرجان قالت رشا مهدي أنه لأول مرة يتم مناقشة حقيقية لدخول المرأة عالم الكاريكاتير العربي، كما أن تواجد أجيال من رسامي الكاريكاتير أثرى المهرجان، و أبرز دور الرواد في نقل خبراتهم للأجيال الأخرى، كما أن نقد الذات اللاذع كان مهما في فتح جراح المشاكل التي يواجهها الرسام العربي و الذي ينعكس في إنتاجه الفني بعض السلبيات الموجودة في المجتمع العربي ككل، كما تم إثارة موضوع عدم وجود رابطة لرسامي الكاريكاتير العرب، و هو ما يعكس حال الفرقة التي تعانيها الكيانات والشعوب العربية.

تم أيضاً خلال المهرجان تقديم شريط الرسوم المتحركة للفنان سعيد بوفتاس عن الرحالة المغربي ابن بطوطة، بالتعاون مع مجموعة من فنانين شباب من معهد الفنون الجميلة، حيث اعتمد بوفتاس على إمكانياته الذاتية، وعلى دعم هؤلاء الشباب له من أجل أن يظهر هذا العمل إلى الوجود، فرغم المصاعب التي اعترضت إنتاجه، تغلب عليها بالإرادة والتحدي.