الخطأ الساذج

الكاتب:
تامر يوسف.
قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات

لا شك أن رسام الكاريكاتير معرض للخطأ .. عادي جدا فهو بشر .. إنسان له فكر ورؤيه .. لكنه في النهاية فنان .. والفنانون غالباً ما تسيطر عليهم فكرة الإيجو أي الذاتية وعدم الإقتناع برؤية الآخر، بالرغم من أنها قد تكون مفيدة جدا وتضيف لفكرة الفنان الأصلية.

أما عن الخطأ فكلنا معرضون إليه، سواء في الفكرة أو الأداء أوحتى التعبير بالأداء عن الفكرة في حد ذاتها .. لأنها غالبا ما تكون رائعة ومختمرة في رأس فنان الكاريكاتير، لأنه يراها وحده، ويتأملها وحده، وبالتأكيد يرسمها وحده، فإما أن يكسبها الرسم المزيد من الثقل والمصدقاية من خلال الأداء، أو أنها تفقد بعد الشئ من الوضوح إن لم يكن كل الوضوح فيصبح الكاريكاتير مبهم وغير مفهوم بالمرة.

من هنا تأتي حرفية الرسام .. في أن يؤدي رسماً متوازناً بين الأداء والوضوح وخفة الظل .. فتصل الفكرة مباشرة أو بها بعض الذكاء والإبهام يدعو القارئ للتفكير والتأمل حتى ولو لم يضحك.

وهنا أتذكر كلام الفنان الراحل رؤوف عياد في هذا الشأن وهو أحد أبناء مدرسة صباح الخير التي تخرج منها العديد من نابغي فنّ الكاريكاتير في مصر أمثال صلاح جاهين، حجازي، بهجت، صلاح الليثي وغيرهم الكثير والكثير .. والكلام عن لسانه: "كنا نمر بالرسم بعد الإنتهاء منه على أكبر عدد ممكن من الزملاء من الرسامين والكتاب والسعاه وعمال البوفيه لعمل إستبيان عن مدى دقة الفكرة وسهولة وصلها للمتلقي" .. وما حدثني عنه الفنان الراحل ما هو إلا محاولة لرصد قراءة رسم بسيط بين مجموعة من الثقافات المختلفة فقراءة عامل البوفيه تختلف عن كاتب المقال أوصحفي .. وهنا تأتي أهمية مدرسة صباح الخير التي كانت أشبه بورشة عمل كبيره تضم بين جنباتها خيرة الفنانين والمبدعين من الكتاب والرسامين والمخرجين.

وأطرح عليكم هذا الكلام ليس للنقد، ولكن لتقديم رؤيه وتقيم لما ينشر في الصحف العربية من رسوم كاريكاتير. وقد دعاني الرسم المنشور بجريدة الأهرام الغراء بتاريخ الثلاثاء 11 ديسمبر 2007 للفنان جمعه فرحات الذي أكن له كل تقدير ومودة، إلى كتابة هذه الكلمات .. فالرسم معبر والفكرة واضحه وسلسه ومباشره حول اليوم العالمي لحقوق الإنسان، لكن الأداء به خطأ دائما ما يقع فيه الفنان جمعه وأخرين غيره وهو خطأ في التشريح فالرجل والمرأة الجالسون يمتلكون زوج من الأقدام اليمنى، بدلاً من واحده يمنى وأخرى يسرى، وتأتي واضحه جدا في قدم الرجل اليسرى عندما رسم أصابع القدم بترتيب عكسي لتصبح قدم يمنى أخرى!

وهذه الملحوظة قد تبدو ساذجه وغير مؤثرة، لكنها في الحقيقة تأتي بشئ غير مقنع للقرائ من حيث الرسم وتضعف من قوة الأداء بالرغم من وضوح الفكرة.

وأخيراً أرجو ألا يأخذ هذا الكلام مني على انه محاولة من التقليل من شأن جمعه الفنان المخضرم، لا والله فالقصد والقصد خير هو أن نعود كلنا الى الإستبيان ومناقشة الآخر فعين الفنان بالرغم من دقتها ورصدها لتفاصيل أدق من ذلك الا أنها تقع بين الحين والأخر في أخطاء ساذجة مثل التي تم رصدها على سبيل المثال لا الحصر وجعلنا الله جميعا من أهل اليمين.

This Weekend's Hottest Sneaker Releases (And Where to Find Them)

معرض الصور