أمية جحا: فرشاتي سلاحي ... ولا أخشى مصير ناجي العلي

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الجريدة - الكويت
الكاتب: 
سيد رزق

استطاعت فنانة الكاريكاتور الفلسطينية أمية جحا أن تحفر لنفسها مكاناً بارزاً بين المبدعين في الساحة العربية والدولية في فن الكاريكاتور. أرّقت سلطات الاحتلال الى الدرجة التي جعلتهم يقصفون مقراً لمجلة فلسطينية نشرت كاريكاتورا أزعج شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ومنذ ذلك اليوم وهي من بين المطلوبين ومثلما اختار ناجي العلي «حنظلة» رمزاً لرسومه اختارت جحا «مفتاح العودة» كرمز فلسطيني للدلالة على التمسك بحق عودة اللاجئين، وليكون شعاراً لها ولرسومها، عاكساً لحقيقة انتمائها وبؤرة اهتماماتها.

وفي آخر زياراتها للقاهرة التقتها «الجريدة» ودار الحوار الآتي:

«حنظلة» رمز ناجي العلي و«المفتاح» كلمة سر أمية جحا. لماذا؟

مفتاح العودة رمز فلسطيني للدلالة على التمسك بحق عودة اللاجئين وهو شعار لرسومي، لكنه في الحقيقة يعكس بؤرة اهتماماتي بالقضية الفلسطينية. للمقاومة بالسلاح والكلمة تأثير كبير في إظهار عدالة القضية والانتصار للمبدأ، ومن ثمّ في تحقيق أهداف المقاومة، ولكن قد لا يشعر البعض أن للمقاومة أسلحة أخرى عديدة. فللكاريكاتور أحياناً كثيرة قوة السلاح نفسها، وتأثير الكلمة والصورة قد يفوق فعل المدفع أو القنبلة من العيار الثقيل.

أحد الانتقادات الموجهة لرسومك هو الاقتصار على القضية الفلسطينية دون متابعة قضايا الأمة العامة!

ليس صحيحًا. فقد تابعت الكثير من قضايا الأمة العربية والاسلامية، بدءًا من البوسنة والهرسك، ومرورًا بالشيشان وأفغانستان، وحتى العراق التي تذكرني أحداثها بجرحنا النازف في فلسطين، كما رسمت للسودان، وللشقيقة مصر، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر «كاريكاتورا» رسمته عند غرق عَبَّارة السلام المصرية. فأنا أؤمن بأن الفنان الملتزم لا بد أن يهتم بقضايا أمته العربية والإسلامية تماماً كما يهتم بقضايا وطنه الصغير.

في ظل هذه الثورة التكنولوجية، أما زال لفن الكاريكاتور التأثير نفسه؟

الثورة التكنولوجية زادت أهمية الكاريكاتور، لأنه الآن بات أسرع وصولاً إلى شتى أرجاء العالم، وبالتالي فإن تأثيره أصبح أشمل وأفعل في شرائح واسعة من المجتمعات، كما أن الثورة التكنولوجية عملت على سهولة انتقال رسوم فنّانين من ثقافات متعددة، وباتت تشكِّل معارض تضمّ رسّامين من شتى بقاع الأرض.

هل هناك شروط ينبغي توافرها في فنان الكاريكاتور؟

فنان الكاريكاتور لا بد أن يكون صاحب موهبة فنية عالية، ذا ثقافة رفيعة تجعله ملمّاً بما يتحدث عنه. فرسّامو الكاريكاتور يطرحون أفكاراً وموضوعات يتأثر بها الناس وبالتالي يجب أن تكون معلوماتهم مستقاة من مصادر صحيحة، وتعكس ثقافة في كل المجالات. ومن المهم أن يكون الرسّام متابعاً لزملائه في العالم العربي وفي الغرب ايضاً. وأعتقد أن فنان الكاريكاتور إنسان اجتماعي بطبعه يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم، ولا يكون منعزلاً في برج عاجي.

هل لفنان الكاريكاتور رؤية خاصة تختلف عن غيره مِن الناس؟

بالتأكيد لا بد أن ينظر الى موضوعه بطريقة تجعله هو النافذة التي ينظر الناس من خلالها، حتى يستطيع ترجمتها برؤية واضحة وسهلة القراءة، يفهمها الجميع، ولا تكون معقدة أو غريبةً أو تحتمل أكثر من معنى. فلا بد للكاريكاتور أن يُعبِّر عن معنى واحد فقط..

ما معيار شهرة أو نجاح أي كاريكاتور؟ وما أشهر كاريكاتور عرّف الناس بك؟

شهرة الكاريكاتور تُقَاس بمدى إقبال الناس عليه وحديثهم عنه، وبالتالي أستطيع أن أقول إن أشهر كاريكاتور رسمته كان أثناء اجتياح العدو الصهيوني لحي الزيتون بمدينة غزة؛ حيث تمكنت المقاومة من قطع رؤوس ستة من جنود العدو وعرضها للجميع، فرسمت شارون يتحدث في مؤتمر صحفي وبجواره هؤلاء الجنود الستة بدون رؤوس وهو يشير إليهم قائلاً: «ها هم جنودنا البواسل قد عادوا من غزة مرفوعي الرؤوس»! ونُشر هذا الكاريكاتور في صحيفة «الرسالة» الأسبوعية، وكان من تبعاته قصف مقر الجريدة في اليوم التالي لنشره.

ما سبب تراجع فن الكاريكاتور الآن؟

لا أوافق على هذا الرأي، وفي اعتقادي أن الخمس سنوات الأخيرة ظهر خلالها مبدعون كثيرون في كل الدول العربية، وفي مصر هناك أسماء لعمالقة مثل مصطفى حسين ومحمد حاكم وعصام حنفي وعمرو فهمي وآخرين، وفي سوريا هناك علي فرازات ورائد خليل وعماد حجاج وفي فلسطين خليل أبو عرفة وفي الإمارات حامد عطا، وهناك كثيرون يؤكدون كل يوم على أن الكاريكاتور العربي بخير ويؤدي رسالته على أكمل وجه.

ألا تخشين مصير ناجي العلي؟

ناجي العلي كان كلمة حق جريئة في وجه الاحتلال الاسرائيلي والعجز العربي، في زمن عزّ فيه قول الحق. والآن نعيش في مرحلة أعتقد أنها أسوأ، لكننا في النهاية أصحاب رسالة علينا إتمامها مهما كانت النتائج. أمّا ماذا ستكون النهاية؟ فالله أعلم. لكني أؤمن بقضاء الله وقدره وأؤمن برسالتي وسأؤديها على أكمل وجه.

ما حكاية التهديدات التي تتلقينها بالقتل ومَن وراءَها ؟

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مباشرة تلقيت مئات الرسائل الإلكترونية التي تتضمن تهديدات بالقتل وتدمير موقعي. ومن بين هذه الرسائل رسالة أميركية تقول: «يومك يا جحا قريب جداً ونهايتك انتظريها هذا الأسبوع».

كما جاءني الكثير من الرسائل التي تحمل شتائم نابية موجهة إليّ وإلى الشعب الفلسطيني مثل عبارة: «شعبك قذر وسندعم إسرائيل لقتلكم جميعاً»، إلى جانب الألفاظ البذيئة والصور القذرة. وكانت إحدى الرسائل تحمل اسم أسامة بن لادن، ويشكرني فيها كاتبها على رسومي. وأعتقد أن هذه الرسالة مزورة وهي تهدف لاستفزازي.

nike air max 1 trends

معرض الصور