الرسام السوري حسام وهب ل(الزمان) الكاريكاتير ليس هامشاً للمقال الصحفي

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الزمان - لندن
الكاتب: 
بسام الطعان

 

حسام وهب رسام سوري يهتم برسوم الاطفال المصورة خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق يعمل علي أكثر من خط: الأول هو الوجوه الكاريكاتورية (البورتريه) والثاني الكاريكاتير الذي يحمل سمة الموضوع- اجتماعي أو سياسي أو ثقافي- إضافة إلي رسوم الأطفال والرسوم المتحركة كمصمم ومخرج. في هذا الحوار نحاول التعرف علي تجربته الفنية:

ما جدوي الكاريكاتير في عالمنا العربي المعاصر؟

هذا السؤال يحمل الإجابة التي تخص كل الأسئلة المشابهة فجدواه المباشرة هي عرض فكرة الرسام حول هم أو موضوع أو مسألة يقدمها بشكل فكاهي ساخر قريب إلي قلوب الناس وجدواه غير المباشرة تشبه جدوي أي فعل إنساني إبداعي مثل التشكيل أو الغناء أو الأدب.....

 

بماذا يتميز رسام الكاريكاتير عن غيره ؟

الاختلاف في اعتقادي يكمن أولاً في حس فكاهة عالٍ وثانياً في كيفية تلقيه للأحداث والقضايا التي تدور في محيطه وكيفية صنعه بالتالي للّمعة أو الطرفة وتحويلها إلي رسم... أي هو شخص قادر علي التقاط تفصيل لا يلاحظه الآخرون ويحوله إلي مفارقة كاريكاتورية..

 

هذا الفن الصعب والجميل، هل سبب لك متاعب ومشكلات؟

نادراً ربما لأنني لا أعمل في وسائل إعلام عربية تماماً وفي بلادنا العربية كلها وبدون استثناء كمية من الخطوط الحمراء لا يسمح بتجاوزها.. لذلك نادراً ما يتم نشر رسم أو موضوع دون تمحيصه والتأكد من عدم إثارته لحفيظة أحد وكثرة هذه الفلترة (التنقية) جعلتني أحس بأن كاريكاتيراتنا وصحافتنا العربية عموماً هي صحافة (دايت) ...

 

مًنْ من رسامي الكاريكاتير العرب يستحق لقب شيخ الرسامين في هذا المجال؟

في سورية لدينا من المبتعدين عن الساحة حالياً ممتاز البحرة ومن العاملين الفاعلين علي مستوي الساحة العربية بقوة علي فرزات و من مصر جورج البهجوري ومن ليبيا محمد الزواوي..

ما هو موقع فن الكاريكاتير بين الفنون التشكيلية الأخري؟

هو الجسر بين الفن التشكيلي والصحافة ...

هل يعتبر الكومبيوتر عامل من عوامل تطور الكاريكاتير؟

الكومبيوتر من وجهة نظري هوأداة تقنية مثلها مثل قلم الرصاص أو الريشة.. لذلك فهو يساعد في تسهيل التنفيذ وتسريعه ولكن تبقي المقدرة علي الرسم والقدرة علي ابتكار الفكرة هي الأساس.

الشارع، الكتب، الصحف والمجلات..من أكثرمن يمدك بمواضيع لوحاتك؟

الشارع أولاً أو المحيط بمعناه الأوسع..ثم تأتي العوامل الأخري..

هل علي رسام الكاريكاتير أن يلتزم بقضايا الجماهير وأن يكون أمينا عليها؟

طالما هو من الجماهير فهو ملتزم بقضاياها بشكل طبيعي.. وإذا ابتعد فسيصبح من الصعب عليه خلق أفكار تهم الناس وتتوجه إليهم..

ما هي اللوحة التي لم تتمكن من رسمها، وما الذي منعك؟

الكثير من المواضيع التي قد تسبب إشكالاً دينياً أو اجتماعياً أو سياسياً.. فنحن أكثر ما يميزنا كعرب هو توفر الشرطي الداخلي في قلب كل فرد منا..

ما رأيك بتجربة جريدة "الدومري" التي أنشأها علي فرزات؟

التجربة هي محطة في تاريخ الصحافة السورية عموماً والساخرة خصوصاً.. وأهميتها تكمن في أنها أتت مقياساً دقيقاً لكمية الحرية التي يمكن الحصول عليها في البلد ومدي قدرة المبدعين السوريين علي رصد هموم الناس وآمالهم عبر هذا النوع من الإبداع رسماً أو كتابة..لذلك ستبقي هذه الجريدة ماثلة في ذاكرة الجميع رغم توقفها حتي يتحقق الأمل بصدور صحف ومجلات بنفس المستوي أو أعلي تفسح المجال أمام إطلاق صحافة ترقي إلي مستوي يليق بنا وبإنساننا وحضارتنا..

هل تبحث عن اللوحة في كل مكان أم تنتظرها؟

البحث دائم ومستمر حتي أثناء نومي ولكن أقوي الأفكار هي التي تحضر فجأة وكأن شيطان الشعر يلقي بها أمامي كفكرة ذات جرعة أعلي من دون سابق إنذار والمهم في هذه الحالة هو تسجيل الفكرة مباشرة . وكما قلت سابقاً رسام الكاريكاتير يبحث في الموجود حوله عن شيء لا يلاحظه الآخرون وعن مفارقة لا يميزونها بسهولة..

رسام الكاريكاتير السوري هل اخذ حقه كما يجب؟

في معظم الحالات لا أعتقد .. لأن المقابل المادي ضئيل جداً مقارنة بالجهد المبذول بالأسعار المتداولة في الدول المحيطة.. وعلي المستوي المعنوي ما زال الكثيرون من رؤساء التحرير وحتي الصحفيين ينظرون إليه كعامل تزييني لمقالاتهم وليس نمطاً إبداعياً مستقلاً بل برأيي أحياناً يستطيع رسم كاريكاتوري تلخيص مقالات عديدة وإعطاء الفكرة بسرعة أكبر بكثير من عدد ضخم من الكلمات .. لأن الإنسان بفطرته يميل إلي الصورة...

ماذا ينقص هذا الرسام لكي يستطيع أن يبدع أكثر؟

قليل من الحرية قليل.. من التقدير والاهتمام.. قليل من المال..

 

Air Jordan III 3 Shoes

معرض الصور