الرسام غازي .. الكاريكاتور في الصحف والمجلات كالشباك في الحائط

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة المدى - العراق
الكاتب: 
عفاف عبد الرحمن

 

الحكام في مقلاة الكاريكاتور

اشتهر كثيرون من رسامي الكاريكاتور في دول العالم ، وفي العالم العربي فقد كانت لرسومهم الكاريكاتورية اثر كبير في الحياة السياسية والاجتماعية، بعضها غير وجهات وبعضها اثر في رؤساء ووزراء، بعض الشخصيات اشتهرت عندما رسمت على هيئة "كاريكاتورية" واخرى انهارت.

في العراق برز فن الكاريكاتور منذ الاربعينيات بعد ان صدرت منذ الاربعينيات في هذا الفن، صحف ومجلات تتخذ من السخرية والفكاهة منهاجاً لها، واحتل فيها الكاريكاتور مركز الصدارة. واشتهرت رسوم البعض منهم على صفحات هذه المجلات، واستمر بعضهم في العمل بينما توقف اخرون، ومن الذين برزوا في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات كان رسام الكاريكاتور غازي عبد الله قاسم المعروف بـ "غازي" وقد عاد هذا الفنان في عام 1982 الى العطاء بعد انقطاع طويل.

*لنعد بالذاكرة الى البدايات..متى ظهرت لديك القابلية الفنية وكيف كانت البداية؟

-البداية بعيدة جداً، منذ ان كنت طالباً في الصفوف الاولى من الابتدائية ، كانت تستهويني الصور الصغيرة المرسومة في الكتب المدرسية، مما دفعني الى شراء دفاتر اضافية لرسم الصور الصغيرة من دول العودة او النظر الى الاصل ففي الصفوف المتقدمة كانت تستهويني صور الافلام (المانشيتات) والفيلم نفسه، فكنت اتخيل بعض اللقطات وارسمها.

وفي المرحلة المتوسطة اصبحت احسن من يرسم في الصف بلا منازع من الرسوم التي كانت تستهويني رسوم "افلام كارتون الاطفال" ما دفعني مرة الى رسم صور لرياضي بحركات مختلفة في الزاوية العليا من اضخم كتبنا المدرسية وهو كتاب التاريخ الطبيعي كنت استطيع بتحريك الاوراق بسرعة اعطاء حركة متكاملة للعبة رياضة كرة القدم او السباحة، أي طبقت الطريقة الفنية لعمل افلام الكارتون من دون ان اعرفها اصلاً.

هذه الرسوم اوقعتني في ورطة حيث تعرضت كتبي للسرقة، لانها أغوت زملائي ما سبب لي مشاكل كبيرة في اثناء الامتحانات.

*كيف تسنى لك الدخول الى عالم الصحافة وممارسة الكاريكاتور بالذات؟

-في المرحلة الثانوية، ولظروف مادية اضطررت الى الانتقال الى الدراسة المسائية ليتسنى لي العمل في النهار، واشتغلت في احدى دوائر الدولة ، وكان لاحد الزملاء في العمل اتصال بالصحافة وما ان رأى رسمي ومستواه المتميز حتى اخذ بعض الرسوم وعرضها على مجلة "قرندل" وكان ذلك في اواخر عام 1946، وبدأت العمل وتنفيذ الطلبات ، وكان اهتمام المجلات انذاك ينصب على المواضيع الاجتماعية الشعبية.

ومن هنا بدأت علاقتي بالصحافة وعن طريق هذه المجلة،"قرندل" استطعت الانتقال الى المجلات الاخرى، فرسمت في "قزموز" و"الحصون" و"جفجير البلد" و"الاراء" و"لواء الاستقلال" و"جريدة الجريدة" و"ابن البلد" وبزيادة عدد المجلات والصحف التي بدأت اعمل بها، لم يعد لدي الوقت الكافي للدراسة، فاضطررت الى تركها والالتحاق بمعهد الفنون الجميلة. وقد تفوقت في الدراسة بالصف الاول في المعهد، ولكني تركت المعهد في الصف الثاني بعد حدوث عدم تفاهم مع احد اساتذة المعهد انذاك.

*ماذا تناولت رسومك في الصحافة؟

-اهتممت بتثقيف نفسي فنياً فقرأت كثيراً من كتب فن التشريح والكتب الاخرى المهمة بدراسة الفن.. ولم اتجاوز في رسومي المحيط الاجتماعي العراقي، فرسمت البيئة الشعبية في المقاهي والمطاعم والاسواق ، ورصدت الحالات الغربية، الحالات السيئة..والحالات الجيدة ، وكلها كنت احولها الى لوحات.

ومع استمراري في تقديم الرسوم الكاريكاتورية للصحف، كنت اقوم باعمال اخرى كالخط، فعملي الحكومي الرسمي هو الخط، رسمت بعض الرسوم السياسية بطلب من صاحب الجريدة، ولكن هذه الرسوم كانت محدودة وكنت اعطي الرسم بلا تعليق ويضع صاحب الجريدة التعليق الذي يراه.

*من افضل الوجوه للرسم الكاريكاتوري ومن هم اشهر الوجوه التي رسمت؟

-من المؤكد ان الوجه الجميل لايمكن رسمه كاريكاتورياً اذ يجب ان تتوفر فيه صفة مميزة.. صغر العينين..كبر الانف.. طول الذقن.. الخ.. من الصفات الواضحة في الوجه.

ومن ابرز الوجوه التي رسمتها كثيراً.. جمال عبد الناصر مثلاً، حيث تميز بالانف والذقن، مثلاً فؤاد سراج الدين تميز بالشامة على الخد والسيكار وتميز النحاس باشا بجبهته وانفه وعينيه ، نوري السعيد..شعره وحواجبه البارزة كانت ابرز ميزاته.

وهكذا فان كل شخصية رسمتها بالطريقة الكاريكاتورية ابرزت صفة موجودة اصلاً في الشخص المرسوم.

*بعد العمل في الجرائد والصحف، توقفت فترة ولكنك قدمت كراساً يضم اعمالك.. ماذا ضم هذا الكراس من اعمال؟

-سبق ان نشرت عدداً كبيراً من الكاريكاتورات في كل من جريدة "الشعب" ومجلة "الاسبوع" فجمعت هذه الرسوم في كراس عام 1957، وقد ظهر الكراس بشكل مرتجل وحسب ما نشر في الجريدة أي اختلاف الحجم في الصور حسب النشر.. اهم الاعمال التي تضمنها الكراس موضوع الاغاني العراقية القديمة والامثال الشعبية مثلاً "اركض وراهم حافي وعبيتي على جتافي" وهي اغنية قديمة تعتمد على السجع، ونجحت هذه الرسوم على المستوى الشعبي.. حيث طبع من الكراس 10 الاف نسخة نفدت خلال شهر ، وقمت بطبع كراس ثان بـ 12 الف نسخة اشتريت من المطبعة مباشرة.

* من الفنانين والرسامين العراقيين اهتم بالكاريكاتير ورسم للصحف والجرائد يومذاك؟

- عندما عملت في الصحافة كان الرسام الوحيد هو "سعاد سليم" اما الرسام "ناظم رمزي" فقد كان مقلاً في الرسم وحميد المحل كان يرسم لمجلة "الوادي" ومعظم الرسم كان سياسياً ، اما انا فقد تخصصت بالمواضيع الشعبية.

*للفنان غازي هواية بدأت معه منذ الطفولة واستمرت حتى الان.. ماهي هذه الهواية؟

-هوايتي المفضلة هي الرياضة كنت امارس القفز بالزانة وكرة القدم والملاكمة حيث مثلت المدرسة بهذه الرياضة، وفي كرة القدم مثلت العراق في المنتخب الذي سافر الى تركيا عام 1952، اما الان فالرياضة التي ما زلت امارسها فهي السباحة وصيد السمك، للعلم ان صياد سمك من الدرجة الاولى وهي هوايتي الاعز الان.. وانتقل هذا الاهتمام الرياضي الى رسومي، فأنا استطيع ان اميز في ملابس الرياضيين وتاريخهم وحتى احذية الرياضة فلكل لعبة لباسها وعدتها.

 

نشر الموضوع سابقا في مجلة التضامن 1986

 

 

Nike Sportswear

معرض الصور