الرسم الكاريكاتوري يتجاوز تأثير المقال ناصر الجعفري: أرسم بحدّ السكين

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الكفاح العربي - لبنان
يؤكد رسام الكاريكاتور الأردني الشاب ناصر الجعفري أن من اغلى امانيه أن ينجز رسما مفرحا ويقدمه للقارئ لكن تطور الأحداث في المنطقة والعالم يحول دون ذلك.
ويقول في حوار خاص انه يحاول جاهدا دفع القارئ الى الأمل بيد أن مايجري على ارض الواقع يقف عائقا امامه.
 
€ كيف تقرأ ريشتك مجريات الامور في الوطن العربي؟
احاول مواكبة الجرح يوما بيوم, كنت اتمنى ان ارسم ما يدعو الى الفرح والضحك, لكني وللاسف اجدني محاطاً ككل مواطن عربي بوجع يومي يمتد على مساحة نشرات الاخبار وعلى ابعاد الوطن الاربعة, من المؤسف ان هذا الفن الذي يعتمد على المفارقة بات يجد نفسه اضعف من مفارقات الاحداث المرعبة, لذلك تجدني عاجزا عن المواكبة, فتارة ترى ان بوصلة الحدث تشير الى فلسطين فتجد ان جرحا آخر يفتح في العراق وآخر في لبنان وغيره في الصومال او السودان, للاسف اجدني اسير احزاننا اليومية.
€ هل ما يجري دافع للرسم ام عامل للاحباط؟
بالمعنى التقني البحت, نعم توفر المادة الاعلامية الزخمة مستودعاً للافكار وخزينة للمخيلة, لكن بمعنى الالتزام للوطن والامة فان الامر مختلف تماماً, اجدني عاجزاً عن الدفع بالقارئ نحو الامل, فمهمتي ليست الخداع, بل الصدق حد الالم, ومن المرعب ان المفارقات التي يرتكبها يوميا الساسة العرب على شاشات الفضائيات اكبر من قدرة اي رسام كاريكاتور يعتمد المبالغة والتضخيم , ان ما يحدث هو اكثر مبالغةً من اي كاريكاتور وعليه فان ادواتي باتت مسروقة من قبل السياسي العربي.
€ متى بدأت الرسم وعلى يد من تتلمذت؟
لا اذكر نفسي قبل اللهو على الجدران ومقاعد الدراسة بعمان طفلاً, لكن ذلك الاحساس العارم بالرغبة في التشكيل الساخر تفجرت لدي مبكرا, في عمر العاشرة تقريباً, مواكبةً للاجتياح الاسرائيلي للبنان صيف العام 82 . ساعدني تقنيا انتمائي لاسرة احتفت بموهبتي وساعدني اخي الذي يكبرني وكان يدرس الفنون الجميلة في ايطاليا, وان مرت فترة طويلة حتى اعاد احد مدرسي التربية الفنية في المدرسة اكتشاف موهبتي حين طلب بشكل مفاجئ من الطلبة رسم وجه ساخر, فرسمت بعفوية نصف وجه بشري يكمله شكل حذاء فحاز الرسم اعجاب المدرس ومن ثم حاز جائزة من وزارة التربية والتعليم ومنحت عليه اول شهادة تقدير.
€ ماذا عن شعورك بعد نشر الرسم الاول لك؟
اعتقد ان هذه المحطة شكلت لي دافعا كبيراً ,فقد كنت قد ارسلت الرسم الى صحيفة «المحرر» الصادرة بالعربية من فرنسا وانا على مقاعد الدراسة وفوجئت بنشره على الصفحة الاخيرة رغم ان الصحيفة كانت غنية برسوم الكاريكاتور لرسامين مشهورين من الوطن العربي والعالم.
€ هنالك من يرى ان الرسم الكاريكاتوري عبارة عن مقال لكن من دون كلمات مكتوبة, ما رأيك؟
ارى ان الرسم الكاريكاتوري يتجاوز تأثير المقالة المكتوبة والسبب ان قاعدة مشاهدي الكاريكاتور اكبر, فالقارئ بات ضجراً من مقالات التحليل السياسي الطويلة وهو في حاجة الى رسالة بصرية مختصرة, كذلك فان من المنطقي ان ينحاز المشاهد لما هو بصري اكثر من انحيازه للقراءة المطولة التي تحتاج الى الوقت والرغبة.
€ ما هي الاجواء الخاصة التي تحتاج اليها لانجاز رسوماتك؟
ربما هي ليست طقوساً بقدر ما هي متطلبات انجاز, فلا بد من قدر من الهدوء يتيح المجال لتسلسل الفكرة من المخيلة الى الورق, احتاج الى بعض العزلة لوقت قصير هو وقت صياغة الفكرة, ربما هو انقطاع جزئي عن المحيط, سرعان ما لا احتاج اليه بالقدر نفسه عند التنفيذ, فيصبح من الممكن مغادرة الرسم لشرب فنجان من القهوة او السير قليلا قبل العودة لانجاز ما بدأته, المهم دائما هو بداية خيوط الفكرة التي من الممكن ان تبدأ في الطريق العام او اثناء الحديث مع اي شخص او ربما كلمة تسمعها من عابر طريق دون اكتراث.
€ كيف تختمر الفكرة في رأسك؟
كثيرا ما افرح بالفكرة كمن وجد كنزاً وكثيرا ما انزعج ان راودتني فكرة الرسم وانا بعيد عن مكان التنفيذ, فابقى في حالة توتر الى ان ارى الخط الاول من الرسم على الورق, واصعب الايام تلك التي تضطرب فيها الافكار ولا اجيد امساكها, اشعر حقيقة بارهاق ذهني وعصبي كمن يمارس عملاً جسديا شاقا.
€ ما هي ردة فعلك عندما يرفض لك رسم كاريكاتوري؟
في البداية كنت اعتقد ان الامر لا يعدو عن كونه كارثة تستحق التفكير في المغادرة لمكان آخر, ولا سيما ان كان الرسم حميماً ومرتبطاً بمناسبة ما تعنيني, تقلص لدي هذا الاحساس مع تجارب النشر في الصحف وتحول هذه الهواية لدي الى مهنة, لكن ذلك لم يحد من الاحساس بالمرارة والذي يترتب عليه احياناً عدم رغبة في الرسم لايام او ان الرسوم تتأثر من حيث المستوى بشكل سلبي.
€ هل حصلت على جوائز؟
حصلت في العام 2000 على جائزة يوغوسلافيا للكاريكاتور, وحصلت على جائزة الدولة التشجيعية للعام 2005 من وزارة الثقافة الاردنية كما حصلت في العام إياه على جائزة الحسين للابداع الصحفي من نقابة الصحفيين الاردنيين.
€ هل شاركت في معارض رسم؟
لدي العديد من المشاركات في معارض محلية وعربية ومساهمات في معارض دولية, احببت تجربة العرض في الجامعات لاني وجدت حجم التجاوب اكبر من فئة الطلاب, كذلك شاركت الكثير من الزملاء رسامي الكاريكاتور في معارض مشتركة في مناسبات عدة وأمكنة مختلفة.
€ كيف تنظر الى الانترنت؟
اعتقد ان هذا الفضاء وفر لفن الحرية €الكاريكاتور€ افقا جديدا مهماً بعيداً نسبياً عن الرقابة الصارمة لقوانين المطبوعات والنشر في الدول العربية, كذلك وفر امكان الانتشار لمن ضاقت عليهم سبل النشر حيث تكتفي الصحف برسام او اثنين فيما لا تتوانى عن تعيين عشرات كتاب المقالات, بشكل شخصي فان موقعي «كاريكادنيا» هو نافذتي الحقيقية على القارئ العربي والباب المشرع للنقد والآراء, كذلك فقد اخترت للموقع ان يكون ساحة لرسامي الكاريكاتور وكتاب المقال الساخر ­ ان جاز التعبير­ اطمح الى ان يصبح الموقع جاهزاً فنيا لتعليم فن الكاريكاتور ولو عن بعد عن طريق توفير دروس فنية لاساسيات الرسم الكاريكاتوري.
€ هل انت راض عن مستواك الفني؟
لا أزال في طور التعلم والتجريب, كذلك الاصغاء الى الشارع ومحاولة فهم توجه الناس واحلامهم, نادرا ما اجد نفسي معجباً برسم لي, بل على العكس فاني اجد نفسي شديد القسوة في الحكم على اعمالي, فأنا اقطع العلاقة ما بيني وبين كاريكاتوري اليومي بعد انتهائه لدرجة اني اجد صعوبة في تذكر ما نشر لي, وكل يوم في الصباح اشاهد رسمي في الصحيفة بعين القارئ وغالبا ما احاكمه بقسوة اكثر مما يفعل القارئ
 
Nike Air VaporMax 3.0 Pure Platinum AJ6900-101 Release Date

معرض الصور