الفنان ربيع العريضي: فن الكاريكاتير ليس مصدراً للاسترزاق

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الوطن - سورية
الكاتب: 
علي الحسن

 

في معرض فردي ثالث له أقيم مؤخراً في المركز الثقافي العربي بدمشق بدت أعمال فنان الكاريكاتير السوري الشاب ربيع العريضي منحازة لتفكير الشارع هموماً وهواجس وإن طغت عليها الأعمال ذات الإسقاطات السياسية المتعلقة بالأحداث التي تشهدها المنطقة، ويعلن من خلالها العريضي مواقفه الصريحة التي تأتي متناغمة مع مواقف السواد الأعظم للشارع المحلي والعربي تجاه آلة الحرب الإسرائيلية وسياسات الإدارة الأميركية وما ينتج عن ذلك من تداعيات وآثار تتصدر المشهد السياسي وتستحوذ اهتمام الناس من خلال ما تحمله من مفارقات من النوع المضحك المبكي.

ولا ينسى العريضي أن يعير اهتماماً لحالات مثل الغنى الفاحش وما يقابله من فقر وعوز ومثل الوعود الانتخابية التي ما تلبث أن تذروها الرياح لكنه يفعل ذلك بعمومية ولا يلامس لب المشكلات أو بالأحرى لا تأتي أعماله هنا حادة ويفتقد بعضها إلى الحساسية التي كثيراً ما نلمسها لدى فنان الكاريكاتير بصورة تقوم على الموقف والمفارقة بأشكال المبالغة لتعطي الدلالة القوية، ربما لأنه يعتمد الفكرة أحياناً على حساب الاشتغال على التجسيد الفني الذي ينزع غالباً، باتجاه فردية الفنان وخصوصيته ولعله يريد القول إنه يتلمس الهواجس وقراءتها وإسقاطها على البياض أكثر من الاشتغال على الرأي الذاتي ذي الخصوصية من حيث الأدوات والأسلوب والنزعة التعبيرية وإن كان هذا الرأي أو تلك الفكرة متساوقة مع الاتجاهات العامة ومع ذلك بدا العريضي متوازناً مع ذاته ومتصالحاً مع أعماله وهو يخطو خطواته الأولى في عالم الكاريكاتير أو على الأقل هكذا يعتبر نفسه وكان سبق له أن شارك في معارض عربية ودولية شملت بلداناً عدة «كوريا- رومانيا- تركيا- الصين- الهند- اليابان – تونس..» ونال على أعماله جوائز عدة لاسيما تلك التي تتعلق بالبيئة والصحة ومحاربة الإيدز وله أيضاً أعمال معروضة في مقر الأمم المتحدة في فلسطين.

وعلى هامش معرضه الذي أقيم على مدى خمسة أيام يقول الفنان العريضي لـ«الوطن» إنه يشعر بتقصير الإعلام ويلمس مدى تسليطه الأضواء على فنانين ويتجاهل آخرين ويضيف هناك كثير من الفنانين يعمدون لأن يعملوا لأنفسهم «هالة»: إذ يقولون إنهم منعوا هنا وأقصت الرقابة أعمالاً لهم هناك ويؤكد العريضي أنه ضد سلوكيات مكشوفة كهذه ولا تعبر عن أصالة الفنان.

ولا يرى العريضي أنه لزاماً على فنان الكاريكاتير أن يلتزم مع مطبوعة وإن فعل فإن عمله يصبح أقرب إلى التجاري على حساب المضمون عدا كون الفنان يصبح ملزماً برأي القائمين على المطبوعة ويقع في فخ تكرار نفسه ويشدد العريضي على أن فن الكاريكاتير ليس مصدراً للاسترزاق وإن كان كذلك فإنه يفقده وظيفته ويفقد عمل الفنان خصوصيته.

وحول استخدام الحاسوب في تنفيذ الأعمال يجاهر العريضي أنه ضد الفكرة إن كانت لغاية الرسم لكنه معها «وهذا ما يفعله» في عملية التلوين اختزالاً للوقت الذي يستغرقه استخدام التلوين العادي.. والحاسوب وإن كان يضفي جمالية في تلوين اللوحة ويسهل عملها لكنه يفقدها في حالة التنفيذ «ضربة الريشة» أو «القلم» ويفقدها كثيراً من تفاصيلها المهمة.

أكثر ما يلفت العريضي من فناني الكاريكاتير على الساحة العربية الفنان الليبي محمد الزواوي الذي يعتبره شيخ فناني الكاريكاتير العرب دون منازع أسلوباً وفكرة وآليات تعاط مع البياض لها فرادتها وما تشكله أعماله مع ريادة في مجال فن الكاريكاتير.

 

Air Max Shox 2018

معرض الصور