الفنان ماهر داود

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
موقع إيلاف
الكاتب: 
عبدالرحمن فهمي

 

ومات ماهر داود.. رسام الكاريكاتير الكبير الذي بدأ عمله في "الجمهورية" مع زميله وقرينه ودفعته وصديقه نبيل السلمي.. ولذلك قصة.. كان المرحوم عبدالسميع عبدالله أحد أساطين فن الكاريكاتير في الصحافة المصرية.. جيل الكوكبة التاريخية لفن الكاريكاتير: عبدالمنعم رخا وصاروخان وزهدي وبهجت.. كان عبدالسميع هو رسام غلاف "روزاليوسف" المشهورة بالمعارضة.. وفي أواخر الخمسينيات عام 1958 إذا لم تخني الذاكرة ارتفع سعر كيلو اللحم إلي 25 قرشاً!!!! لا تضحك كان سعر كيلو اللحم عشرة صاغ وربما أقل بالعظم!!!!... فرسم عبدالسميع علي غلاف "روزاليوسف" الملون شخصاً من أعيان زمان الذي يضع "المونوكل" في عينه وسلسلة الساعة الذهبية مدلاة من جيب السديري والحذاء أبو رقبة وعصا أبانوس والمنشة العاج.. رجل من كبار الأثرياء والطبقة المتغطرسة.. يسير في وسط الشارع منفوخاً علي الآخر!!!!.. والتعليق كلمتان: "معه 25 قرشا"!!!! قرأ عبدالناصر هذا الغلاف فأمر بالقبض علي عبدالسميع.. توسطت مدام فاطمة اليوسف صاحبة المجلة وأفرجت عنه.. فصدر قرار بنقله إلي "الجمهورية" من باب تدعيم جريدة "الثورة".

وبعد الاعتقال.. ولأنه يعمل في جريدة "الثورة" اتجه لكاريكاتير الرياضة.. فهو لا يفوته مباراة وكان زملكاوياً حتي النخاع.

وتمر الأيام.. ويحتاج عبدالسميع إلي معاونين له.. فذهب إلي كلية الفنون الجميلة ليختار خير شابين صغيرين احترفا فن الكاريكاتير منذ تخرجهما عام ..1956 ماهر داود ونبيل السلمي فالحقهما بالعمل معه في "الجمهورية".. وظل الشابان يدينان لعبدالسميع بالأستاذية بكل أخلاق ومثل زمان.. لا يقولان له سوي: "يا أستاذ".. وكانا يحترمان كلامه وتوجيهاته حتي الجلوس معه بأخلاقيات الأبناء مع آباء زمان.

ولماهر داود معي شخصياً قصة لا أنساها في حياتي وسبق أن كتبتها.

عندما أصدرنا الملحق الرياضي الملون في السبعينيات كانت الصفحة الأولي والأخيرة مشهورة بكاريكاتير ضخم ساخر للغاية بأكثر من أربعة ألوان.. ولم تكن الطباعة الكترونية مثل الآن.. كنا نصدر الملحق مرتين في الأسبوع.. ماهر مرة والسلمي مرة.

ذات يوم وماهر منهمك في الرسم سقط مغشياً عليه.. حملناه بسرعة إلي مقر الاسعاف القريب جداً من الجمهورية وأخذ حقنة في الوريد مع بعض الحبوب وفاق.. ولا أنسي في حياتي كيف أنه أصر أن يعود إلي الجريدة ليكمل عمله حتي فجر اليوم التالي رافضاً العودة إلي المنزل.. رغم مرضه الشديد.. رحم الله ماهر داود الذي خطفته الأهرام بعد أن مرض صلاح جاهين عام .1978

 

Nike Zoom Kobe IV

معرض الصور