الكاريكاتير... ثقافة فرز!

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الإقتصادية - السعودية
الكاتب: 
عبدالله صايل

 

- تخيل أن تقام أمسية توقيع روايتك الأولى، ويقوم بالتوقيع للقراء نيابة عنك صاحب المطبعة!

- تخيل أن تفتتح معرضك لفنون الجرافيك، ويستقبل الزوار نيابة عنك مهندس الإضاءة!!

- تخيل أن يقام معرض فوتوغرافي، وتفاجأ أن ممثل العلاقات العامة في الصالة يجيب عن أسئلة الحضور بعد منعك من الدخول!!!

هذا ما حدث قبل شهرين تقريباً في معرض الكتاب الدولي بالعاصمة البريطانية لندن، وهناك واشٍ نقل لنا أنه يتكرر اليوم في كل من أذربيجان وأوزبكستان!!

إليكم القصة، يتم جمع عدد من أعمال الكاريكاتير من فنانيه المتجاوبين في المملكة، ولا يكون هناك شرط سوى التعريف بمصير هذه الأعمال! يمر الأسبوع.. ويليه شهر... فشهور... ولا يتلقى أي من فناني الكاريكاتير المشاركين ما ينبئ حتى عن مكان إقامة المعرض وردود أفعال الجمهور، خصوصاً أن هذا الجمهور هو ذاك الـ "آخر" الذي قامت الدنيا ولم تقعد لأجله!!

تنقل الأعمال، بقدرة عزيز قادر، إلى دول مثل أذربيجان ولا يتم إخطار الكاريكاتيريين بوجهة أعمالهم للمرة الثانية، ولا تقف المسألة عند هذا الحد، بل تتسرب أنباء عن اصطحاب فنان تشكيلي ليمثل تسعة من فناني الكاريكاتير المسحوقين بشكل يومي!!

س: ترى ماذا سيقول التشكيلي "المرشح من قبل الجهة الثقافية" للصحافيين ومحبي الكاريكاتير وحتى نقاده في تلك الدول؟

ج: "نفنف" يقول إن الزميل التشكيلي سيتحدث عن سريالية أعمال "ربيع" المنبثقة عن جلاء الضوء عند "خالد" والمتقعرة ذعراً عند "هاجد" قبل أن تنبطح عند "صايل" وتتشتت لوناً عند "الخميسي" لتستقر بؤرياً عند "الهزاع"... وهكذا!

صاحبكم يرى أن الزميل التشكيلي سيكون في وضع لا يحسد عليه، وسيشعر بحرج شديد عندما يتنقل بين أكثر من 50 عملا كاريكاتوريا ويبدأ في التوضيح كالتالي:

هذا الكاريكاتير لفلان من صحيفة كذا، وأعتقد، والعلم عند ربي، أنه نشر في عام كذا عندما كانت مشكلة ما تحظى بتغطية الصحف، وترى الكاريكاتير "الله يقطع سوالفه" ينفهم وما يحتاج إلى تفسير، ولا تسألوني عن ردود أفعال القراء لأني أقول لكم: يفتح الله! أما هذا عاد فهو لفلان الذي يعمل في صحيفة...إلخ!

هل تستشعر عزيزي القارئ كم الإحراج الموجود في مثل هذه المواقف؟

ترى، عندما استجاب تسعة من فناني الكاريكاتير للدعوة، وتحمس الجميع تجاوباً مع الهوية الوطنية للمهمة، وما يتبعها من إعادة تقديم عطاءات الشباب السعوديين لـ "الآخر"!

هل كانت الجهة الثقافية تعتبر نفسها ممتنة أم صاحبة فضل؟

وهل هناك قناعة راسخة لدى الجهاز الثقافي بأن جميع فناني الكاريكاتير السعوديين ليسوا نداً للمهمة؟ أو أنهم حتى ليسوا على قدر من الأهمية بحيث توجه لهم وريقات معنونة بعبارة مستهلكة تقول: "خطاب شكر وتقدير"!

ثلاثة محافل ثقافية دولية يشارك فيها أكثر من 50 عملا كاريكاتوريا سعوديا ولا يمثلنا فيها أي فنان كاريكاتير!!

هناك كاريكاتوري، أوصاني ألا أذكر اسمه، يشعر بذنب كبير ويرغب في أن يسجل اعتذاره لزملائه الذين تجاوبوا مع دعوته إياهم للمشاركة، لا لشيء سوى لأنه صدق في لحظة ما أن هناك من يكترث حقاً للكادحين!

 

Air Huarache Classic

معرض الصور