الكاريكاتير ليس الرسم وإنما كل شيء آخر!

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الشرق الأوسط - لندن
الكاتب: 
أنيس منصور

الكاريكاتير ظهر في أوروبا في القرن السابع عشر في مدرسة للرسم بمدينة بولونيا في إيطاليا، المدرسة اسمها مدرسة كارتشي، وكانوا يرسمون الزوار بالتقريب، مجموعة خطوط ملونة للوجه. أما الجسم فهم يختارون جسم حيوان أو طائر، أي أنه رسم سريع على بطاقات صغيرة. وكلمة كاريكاتير إيطالية ومعناها: المبالغة في الخطوط في الأنف والعينين والساقين، أو يبالغون في تصغيرها، ثم صار الهدف من ذلك هو النقد والسخرية من الشخص أو من الموضوع أو من الأحداث، وفي الأزمات يصبح الكاريكاتير سلاحا قويا وقد بلغ قمته في الحرب العالمية الثانية على جانبي المحيط الأطلسي!

والشاعر الإنجليزي بايرون هو صاحب العبارة الشهيرة: إن سلاح الكاريكاتير هو أقوى سلاح إنجليزي لم تستطع الأحوال الجوية أن تصيبه بالصدأ.

وفي القرن التاسع عشر في بريطانيا انتشرت الصور الكاريكاتيرية التي تهاجم العالم الكبير دارون صاحب نظرية «أصل الإنسان» وقد فهم الناس نظريته خطأ، فقالوا: إنه يرى الإنسان أصله قرد، ولذلك كانت السخرية منه ومن القرود، فجعلوا القرود تشبه الإنسان، وجعلوا دارون يشبه القرود! وانتقل الإنسان إلى الكارتون وهو كاريكاتير له حكاية مسلسلة وكذلك الكوميكس، وقد تطورت في أميركا فاتخذت شكلا سينمائيا بديعا. ولم يعد الناس يحرصون كثيرا على متابعة الكاريكاتير لكثرة المقالات الكاريكاتيرية أيضا، ولصعوبة التعبير، فقد اختلطت القضايا والمشاكل، وأصبح من الصعب جدا أن تعرف من معك ومن ليس كذلك، وقد انصرف الناس عن القراءة وانتظروا أن يساعدهم أحد على الفهم.

العالم الفلكي الأميركي ساجان كتب في مذكراته إن أمه كانت تطلب منه أن يكتب أسئلته الكثيرة جدا عن كل شيء يكتبها في ورقة وبخط واضح وحبذا لو كان جميلا.. فإذا كتبها طلبت إليه أن يكتبها مرة أخرى وبشكل مختلف، وكانت هذه الأم تريد أن يكون خطه واضحا وأن يعيد النظر في أسئلته، وقد لاحظت أنه يغير الأسئلة وترتيب الكلام وبعد ذلك تجلس إليه وتشرح له مرة وأبوه يشرح له مرة أخرى.

يقول ساجان: لقد ولدت والعالم يتسع أمامي وورائي وفوقي وتحتي، لقد ولدت فلكيا، كنت أحد الكواكب والنجوم! فلا هي شجرة ولا هي حجر وإنما هي فوق دائما متألقة دائما، فكيف لا أكون مثلها.

ولم يكن يعرف كل ذلك لولا أنه سأل وأن أمه أجابت!

 

nike air max 90 UK

معرض الصور