الكاريكاتير والفكاهة

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة تشرين - سورية
الكاتب: 
سهيل الذيب

 

هو فنان كاريكاتير مشاغب قليلاً يعي مهنته من خلال وعيه الطبقي الذي أهلته إليه دراسته للاقتصاد في جامعة دمشق، اضافة إلى ذلك فهو مشارك في دورات تخصصية في مجالات المهارات الادارية والسلوكية.

وباحث في المجالات النفسية والاجتماعية والعلوم النفسية، له عدة معارض فنية في جامعة دمشق ومعرضان آخران في دمشق والسويد، ينشر في عدة دوريات عربية ومحلية وحالياً في مجلة أبيض وأسود، إضافة إلى النشر الالكتروني وهو عضو في اتحاد الصحفيين السوريين، وفي محاضرته في ثقافي العدوي تحت عنوان: الكاريكاتير والفكاهة تحدث عن الفكاهة والكاريكاتير من جوانب مختلفة فابتدأ بالحديث الشريف: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» لينتقل منها للقول بأن الفكاهة نشاط اجتماعي بحت ويظهر ذلك جلياً في النكتة، إذ لا يستطيع أي شخص أن يرويها لنفسه وإلا فهو مجنون وحس الفكاهة يختلف من شخص إلى آخر وهي سمة من سمات الشخصية وتتعلق بتذوق الفكاهة والاستمتاع بها وانتاجها وفهمها وتتميز بكشف المتناقضات في الواقع المحيط والعمل عليها لإبراز الصورة الساخرة التي قد تكون رسماً كاريكاتيرياً أو نكتة يتداولها الناس، والفكاهة تقوي التعاون الاجتماعي وتيسر التفاعل بين الأفراد والجماعات وكذلك ترفع مستوى الفاعلية للعمل والنشاط الاجتماعي والانجاز وتنشط الخيال والعقل والابداع، ولذلك فالعابسون ابداعاتهم نادرة وكذلك هي أداة خاصة للبراعة واللباقة الاجتماعية، حيث بواسطتها يمكن تلطيف غضب الآخرين وهجومهم السلبي وامتصاص حالتهم الانفعالية وتحويلها إلى حالة ايجابية.. والفكاهة كالحزن ظاهرة معدية مع الجماعة والضحك يقاوم الاكتئاب والغضب ويساعد على المواجهة ومقاومة الأمراض وجوهر الفكاهة هو الحساسية والدفء والصحبة الجميلة وصفته الأهم هي الحب ومن وظائف الفكاهة التخفيف من القيود الاجتماعية والمعاناة والضغوطات وترسيخ عضوية الفرد في مجتمعه وهي أسلوب لمواجهة الخوف والقلق وفي هذا يقول ابن عربي : من سخر من شيء غلبه، وهناك علاقة بين الابداع والفكاهة فكلاهما يعتمدان الخيال والمرونة العقلية، وللفكاهة وظيفة التواصل والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد وتحقيق وتجاوز الرسميات والتطهير الجماعي للانفعالات السلبية المتراكمة بفعل أحداث الحياة وهي تساعد على معرفة اتجاهات الناس، إذ إن كثيراً من الوزارات والحكومات والقرارات تغيرت وتبدلت نتيجة رسم كاريكاتيري. ‏

يقول: الفيلسوف مارتن هايدغر: الإنسان حيوان رامز، لذافالكاريكاتير نوع من الرسم بصورة شخصية تحرف فيه الملامح المميزة للشخص أو يبالغ فيها بطريقة تؤدي إلى الضحك ولهذا ففنان الكاريكارتير يعرض ضحيته على الجمهور ويحتوي الكاريكاتير دعابة وخيالاً وفيه تشابه مع الأحلام وله عودة ايجابية إلى مجال الطاقات النفسية التلقائية الأولية والحركة العفوية ويضم بهجة مستعادة ولا سيما عندما يتحرر الإنسان من قيود الواقع المعيشي والتفكير المنطقي شديد الرتابة والتنظيم والتقيد والسخرية في فن الكاريكاتير هي لمواقف مرفوضة من الآخرين ومن سلوك دنيء. ‏

رسام البورتريه يكشف عن الطابع المميز للشخصية الانسانية التي يرسمها، أما رسام الكاريكاتير فيسعى في الاتجاه المضاد فهو يكشف عن النقص الحقيقي والشخص المشوه القابع خلف قناع الشخصية والذي يسميه الفيلسوف يونغ الظل والكاريكاتير نوع من الإضاءة على الجوانب المظلمة فينا والتي تجمع عند ادراكها بين المفاجأة والدهشة والابتسامة والألم.. إنه مرآة لسلوكنا الذي لا نقر بوجوده فينا فنحاول تغطيته بأقنعة مزيفة وهو يركز على السلوكيات اللاوعية للإنسان في تفاعله مع الآخرين فهو يساعده على الانتباه وتوسيع دائرة الوعي السلوكي إضافة إلى ذلك هناك علاقة وثيقة بين فن الكاريكاتير وعلم الفراسة إذ تعبر الوجوه في الكاريكاتير عن خلفيات الشخص واخلاقياته فهناك الوجوه الكلبية والذئبية والغنمية والحمارية.....إلخ ومن خصائصه المبالغة والتفرد والقدرة على كشف العيوب والفكاهة والتبسيط والاختزال وله أدوار مهمة في التطور الاجتماعي والسلوك البشري وفي مجالات الإدارة والاقتصاد والعائلة والتعليم والعمل وحتى له تأثير مهم في مجال الأعباء الحياتية المتراكمة وقدرته على الحد من بؤسها.

 

Zoom Kobe 1 Protro

معرض الصور