المرأة تحمل أفكارا تثري فن الكاريكاتير أكثر من الرجل ابتكرت شخصية الطفلة «كدبونة» لأخاطب بها عقول الكبار

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة اليوم الإلكتروني - السعودية
الكاتب: 
حوار: علي بن شقير

 

هناء حجار أول رسامة كاريكاتير سعودية :

كثير من الفنانين التشكيليين يتحاشون الولوج إلى أحد فروع فنهم الجميل وهو رسم الكاريكاتير فهو عالم مخيف، حوله تقع المتاعب والصدامات وهو ما جعل للفنانات موقفا أكثر تخوفا منه نظرا لطبيعة المرأة التي تبتعد عن النقد وردات الفعل السلبية من المجتمع في أحيان كثيرة والتي يحملها رسم الكاريكاتير في تناوله الموضوعات, ولكن التشكيلية هناء حجار قررت أن تكسر القاعدة المحلية وتقيم علاقة تناغم وانسجام مع فن (الكاريكاتير) وتصبح اول رسامة كاريكاتير سعودية . فقد سلكت منذ ما يزيد على عشر سنوات هذا الطريق فدخلت بعمق في التجارب العربية ودرست في معاهد فنية عند زيارتها مع أسرتها جمهورية مصر العربية مع إفادتها من نصائح وتوجيهات أساتذة الكاريكاتير هناك . وعلاوة على ذلك أجادت حجار فن التجريد وتشارك في معارضه حتى الآن.

وقد كان لنا هذا الحوار مع أول فنانة كاريكاتير سعودية:

* معروف لدينا أنك فنانة تشكيلية ليس حولك من الفتيات من يمتهن فن الكاريكاتير، فكيف قررت الدخول لعالم الكاريكاتير المخيف؟

- في البداية قبل ان ادخل عالم التشكيل كنت في سن مبكرة ارسم الكاريكاتير، وكنت أحول أي قضية او موقف أشاهده الى رسم خفيف الظل وكنت ألاقي التشجيع من الجميع. بعد ذلك بدأت اتجه إلى فن الزيت والتجريد ولكن مازال في داخلي وبين أوراقي مشاغبات الكاريكاتير فوجدت أنني لا استطيع التوقف وقررت الدخول لهذا العالم الجريء والممتع والجديد ايضاً كون انني امرأة واعلم مدى حجم المنافسة القوية.

* ما الذي تجدينه في فن الكاريكاتير ولا تجدينه في غيره؟

- الكاريكاتير فن راق وسلس ينصف المجتمع ضد أي تسلط ويصحح العديد من الأخطاء الحياتية, فهو يجمع بين عفوية الأداء وبساطته كونه رسما تلقائيا وبين عمق الوعي والشمول بالنظر لمضمونه.

* هل يوجد كاريكاتير ناعم نسائي وآخر خشن رجالي؟

- الكاريكاتير لا يعتمد على خشونة أو نعومة بل هو في الأساس فكرة، والكاريكاتير يقوم على قوة هذه الفكرة وطريقة إيصالها للمتلقي .

وبدخول المرأة عالم الكاريكاتير تكون حاملة في جعبتها أفكارا ومفاهيم جديدة تثري هذا الفن المميز.

* اي المواضيع الكاريكاتورية تتناولين؟

- لا احصر نفسي في قالب محدد.. بل أطلق لأفكاري العنان وأتفاعل مع مجتمعي في إيجاد النقد البناء والهادف . فلقد ابتكرت شخصية جديدة أطلقت عليها اسم (كدبونة) طفلة في الخامسة ، ومن خلالها اقصد العديد من الأمور، فهي تتكلم ببراءة .. طفلة تخاطب من خلالها عقول الكبار ولحفظ حقوق الابتكار قمت بتسجيلها دوليا.

* ما السبب في قلة دخول التشكيليات عالم الكاريكاتير؟ هل لتفادي التصادم مع الآخرين عند النقد؟ أم ماذا؟

- ليس بالضرورة أن يكون هناك تصادم لان هذه حرية رأي، ورسام الكاريكاتير عندما ينتقد فهو ينتقد بهدف الإصلاح وليس للقدح في الآخرين . وعن قلة دخول المرأة هذا المجال فهو بشكل عام وليس في المملكة فقط، بل في اغلب بلدان العالم العربي ولا اعلم ما السبب. قد يكون احتكار الرجل هذا الفن منذ زمن فأصبح مقلداً له فقط والاكثرية يعتبرونه قلقا وتأهبا ثم إن فن الكاريكاتير ارتبط بشكل واضح بالسياسة وأتوقع أن المرأة بطبيعتها لا تميل إلى السياسة. ولكن علينا كفنانات كاريكاتير أن نثبت العكس ونحقق الأفضلية لان المرأة مبدعة وقادرة على إظهار إبداعها في تناول القضايا وكيفية طرحها.

* نجح الرجل عندما تناول المرأة (كمسرفة ومحبة للتسوق ومهملة لزوجها) في رسم الكاريكاتير، فهل ستنجح المرأة عند تناولها للرجل؟

- بالتأكيد ستنجح فيمكنها ان ترسم الرجل بشكل كوميدي تصور من خلاله اشكال معاناة المرأة منه,ايضاً القضايا الاجتماعية التي يكون سببها الرجل بشكل عام مليئة بالمفاجآت التي يجب أن نتناولها ونسعى لتصحيحها وإيجاد الحلول لها .

* هل هناك إطار تفرضه الصحف التي يعمل فيها فنانو الكاريكاتير لرسوماتهم كونك تمتهنين هذه الوظيفة في جريدة «عرب نيوز»؟

- لا، لم يحدد لي اطار اتحرك ضمنه بل إن لدي الحرية في تناول جميع المواضيع من سياسة واقتصاد وأمور اجتماعية وبيئية وتربوية...الخ، بالإضافة إلى رسومات ضمن قصة أو موضوع, والقادم اكثر بإذن الله.

* ماذا يستدعي رسم الكاريكاتير على صفحات الجرائد؟ هل يحتاج الى تحضير مسبق ومتابعات ؟ أم أن المواقف تأتي عفوية لديك؟

- المتابعة مهمة ورئيسة لرسام الكاريكاتير لان الكاريكاتير يحكي الحدث اليومي والرسام يجمع شخصيتي المحرر الموضوع والمصور في نفس الوقت فلابد من المتابعة المستمرة بالأخص سياسيا. وبالتأكيد لا يخلو رسام كاريكاتير من التقاط المواقف العفوية التي لها طابع ووقع مختلف.

* هناك الكثير من الصحف التي تقدم الكاريكاتير كمادة يومية؟ فهل هو فقط عنصر جذب للقارئ أم انه اعتراف بأهمية هذا الفن؟

- الكاريكاتير في الجرائد مادة أساسية لانه فن سلس وراق يصل الى عقول وقلوب الناس يحكي معاناتهم ويصحح أخطاء متعددة بالمجتمع, المعروف ان كل الناس ينظرون , وترى اكثر من أن تقرأ . فالكاريكاتير يصل بسرعة إلى عقل المتلقي ويترجم بلوحة واحدة ما قد يكتب في مقالة من ألف كلمة.

* من الفنانون السعوديون والعرب الذين يحظون بمتابعتك؟ وما اللوحة التي تتمنين أن تكون لك؟

- الأسماء كثيرة وفنانو الكاريكاتير اعتبرهم اساتذه بالنسبة لي .. ولا احب ان احدد اسما معينا.. واكثر ما يجذبني فنان الكاريكاتير الذي يستخدم يده في الرسم دون اللجوء للوسائل الحديثة. أما اللوحات فما زلت في بداية الطريق. ولم اشعر قط بإحساس أن تكون لوحة لي فكل فنان له بصمته وينقل جمال روحه الى لوحاته وكل مبدع يظهر بتميز إبداعه.

* وماذا عن زيارتك لجمهورية مصر العربية هذا الصيف؟ وما هدفها؟

- هذه ليست الزيارة الأولى لجمهورية مصر العربية كونها لها سبق الرهان في فن الكاريكاتير الذي أهدف منذ ما يزيد على عشر سنوات إلى أن أطلع على مدارسه وأساليبه، كذلك الاحتكاك بتجارب قادة هذا الفن هناك بالتواصل مع فناني الكاريكاتير المخضرمين أمثال الكاريكاتوري : جمعة فرحات وهو أيضا مقدم برنامج تلفزيوني أسبوعي عنوانه (جمعة كل جمعة) يعرض فيه كل فنون الكاريكاتير من جميع الأقطار العربية . وقد زرت ايضا هذا الصيف جمعية فناني الكاريكاتير وعرفت بنفسي ولقيت تشجيعا وترحابا.

* أقمت معرضا مشتركا مع موهوبات مكة المكرمة العام الماضي .. فما قصته؟

- هناك الكثير من المشاركات الماضية بعد معرض الموهوبات لم تقتصر على الكاريكاتير بل كانت بأعمال تشكيلية عبارة عن معارض جماعية في مناسبات مختلفة بعد ذلك, وكان آخرها معرض ( لبنان بريشة فنان) ومعرض (قطوف رمضانية 27) في بيت الفنانين التشكيليين الذي انضممت لعضويته وله الفضل الكبير بعد الله في دعم عضواته التشكيليات لذلك فإن معرضي القادم سيكون في صالة هذا البيت خلال شهر ذي الحجة القادم.

* وماذا تقولين للفنانات الواعدات للاستفادة من الفعاليات والأنشطة النسائية في التشكيل والكاريكاتير؟

- وجدنا الآن توجها لتقديم الدورات والمحاضرات من المسئولين والمهتمين بالتشكيل، كذلك الأمر في المراكز التشكيلية وهذه الفرص لم نكن نحصل عليها سابقا . فمثلا كان لإدارة بيت التشكيليين بعض الأنشطة التشكيلية التي عادت بالنفع على كثير من عضوات البيت من خلال إقامة ورش نسائية دورية تدور حول مواضيع متغيرة شاركتنا الفنانة حميدة السنان في إحداها, كما تقوم العضوات بانتاج أعمال منفذة لفنون مثل الجرافيك والخزف والباستل وغيرها , كما أقام البيت دورات مهمة هذا الصيف دارت حول فن النحت والمجسمات وكذلك الجداريات والفيـبر والصلصال.

ونجد أن هذه الفعاليات أفادت المنتسبات لها فظهرت مشاركات جميلة عند مشاهدتنا لأعمال الفنانات الواعدات بعد ذلك في معرض لبنان واليوم الوطني .

وأخيرا حول فن الكاريكاتير أدعو إلى الإصرار على طرق هذا الفن من بقية الفنانات الواعدات الذين أشاهد لهم أعمالا جريئة تستحق المتابعة وعليهن عدم التردد لأن المرأة لديها مخزون اجتماعي أكبر وزوايا قراءة مختلفة للحياة.

 

air max 90 essential youth

معرض الصور