بهاء الدين البخاري: انطلقت لأرسم تاريخ القضية الفلسطينية

قيم هذا الموضوع: 
Average: 3 (1 vote)
المصدر: 
جريدة القبس - الكويت
الكاتب: 
بثينة حمدان

 

من فلسطين.. يأخذنا رسام الكاريكاتير الفلسطيني والفنان التشكيلي بهاء الدين البخاري (مواليد 1944) إلى حيث انطلاقته في الكويت، وكيف كان للصحافة الكويتية وبعض الشخصيات هناك تأثير في فنه وفي ولادة شخصيات رسمت تاريخ القضية الفلسطينية منذ الستينات وحتى الآن وهي شخصيتا أبو عرب، وأبو العبد الكاريكاتيرية.

شخصية «أبوعرب»

عن ولادة أولى الشخصيات الكاريكاتيرية لديه تحدث بهاء الدين البخاري للقبس قائلاً: «كنت أتناول شخصية الرئيس المصري الراحل أنور السادات، فأحداث أكتوبر ومن ثم السير باتجاه كامب ديفيد جعلت السادات كاريكاتيري اليومي، مما أثار حفيظة المسؤولين المصريين، وتعرضت لانتقادات وشكاوى من السفارة المصرية في الكويت آنذاك، إلى درجة أنه طلب من السلطات الكويتية ترحيلي، لكن زيارة السادات إلى اسرائيل حالت دون ذلك وتوقفت التهديدات ضدي».

طور البخاري من شخصية السادات الكاريكاتيرية لكن بقيت تشبه السادات، وشيئاً فشيئاً وصل اختزاله للشخصية بإضافة الشنب والأنف الكبير والحطة والعقال إلى أن استقلت الشخصية ولم يعد لها صلة بالسادات، وأطلق عليها اسم «أبوعرب».

وأوضح: «أصبحت تلك الشخصية ترمز إلى الأنظمة العربية، وبالنظر إلى الواقع نكتشف أن هناك أكثر من سادات في الأمة العربية وأكثر من أبو عرب واحد. صرت من باب الطرافة أجعل أبو عرب يمثل أقصى اليمين أو أقصى اليسار، لكن الشكل يبقى واحداً، مع اختلاف التفاصيل مثل تغيير لون ربطة العنق من الأحمر إلى الأخضر، وهكذا أخذت الشخصية شكلاً طريفاً رغم جدية المواضيع المطروحة».

دور الإعلام الكويتي

لا ينسى البخاري أن انطلاقته كانت في الكويت فقال: «لا أنسى ما في الكويت من حرية، فالكويت كانت في ذلك الوقت منارة إشعاع الصحافة بحيث استقطبت الصحافيين من العالم العربي، وبعد اندلاع الحرب الأهلية في لبنان، استقطبت الصحافة الكويتية معظم ألمع الصحافيين».

وأضاف: «لا شك أيضاً أن انطلاقتي صادفت انطلاقة الزميل المرحوم ناجي العلي عام 1964 من خلال الصحف الكويتية التي عملت فيها، كانت فترة رائعة فمساحة الحرية ساعدت على تألق الكثير من الكتاب والصحافيين ورسامي الكاريكاتير، ودفعت تقدمي أيضاً».

شاركنا البخاري ذكرياته الحلوة في الكويت فقال: «لا أنسى إحدى الشخصيات الكويتية المحببة التي كنت أتناولها وساعدني في ذلك روح الديموقراطية والحرية، وحسن حظي طبعاً أنه كان في فترة السبعينات يوجد وكيل وزارة الإعلام الكويتي المرحوم صالح شهاب، الذي كان إنسانا خلوقاً يؤمن بالحرية والديموقراطية، كان يسعد حين كنت أتناوله بشكل شخصي في رسوماتي ومع الأيام صرت أرسمه بشكل شبه يومي وأطلقت عليه لقب «أميجو أبو فيصل» وأميجو كلمة اسبانية تعني الصديق، فهو كان يسعى في ذلك الوقت أن يجعل من الكويت بلداً سياحياً رغم موقعها الجغرافي وارتفاع درجة الحرارة وعدم وجود المسطحات الخضراء في ذلك الوقت، وكان يحضر مجموعات سياحية».

وأشار إلى أنه «في إحدى المرات عاد المرحوم شهاب من المكسيك يرتدي القبعة المكسيكية مع الدشداشة، فكان شكله طريفاً، فرسمته ولا يمكن تصور مدى سعادته وضحكه لدرجة أنه جمع ما رسمته عنه وكان له الفضل في مشاركتي في أول معرض دولي في بروكسل». وعلق: «هذا مثال لا أتصور أنه يتكرر في عالمنا العربي ولا يمكن أن أنساه مطلقاً».

شخصية «أبوالعبد»

وعن شخصية أبو العبد التي تعيش معه إلى اليوم روى البخاري للقبس قائلاً: «هي شخصية حقيقية كان وراءها صديق يدعى زهير شبل، كان يعمل في شركة الملاحة الكويتية وصحفي يكتب في صحيفة الكويت تايمز وكان يوقع تحت اسم تيرما فيرما فقد كان يحب الرمزيات. من حيث شكله فهو لا يشبه الكاريكاتير، لكن من حيث الروح فقد كان انساناً جميلا بعاطفته واندفاعه الوطني، حتى أنني حين أقابله أشعر بأنني في حضرة فلسطين بمعنى الكلمة، هو على قدر عال من التهذيب والثقافة والحضور والمعاصرة، وفي الوقت نفسه هو فلاح ابن فلاح في لهجته وتصرفاته، هذا التناقض في الشخصية هو الذي صنع شخصية أبو العبد الكاريكاتيرية».

ومع مرور الوقت تطورت الشخصية خاصة حين عاد إلى أرض الوطن في التسعينات، وتبلورت الشخصية أكثر فالقضية الفلسطينية صارت حاضرة أكثر في كاريكاتيره اليومي لكونه يعيش بين شعبه، لكنه أكد أنها من ناحية المضمون بقيت كما هي فالمواطن العادي يعبر عن الشعب الفلسطيني، وصارت هناك زوجته أم العبد، التي تمثل بكل المعاني الجميلة الأنثى والمرأة وهي الوطن وهي الأم، ومع الأيام ولدت شخصيات أبنائه عبود وليلى اللذين يرمزان إلى فلسطين المستقبل في رأيه.

البخاري يلتقط فكرة الكاريكاتير من المجتمع القريب وصولاً إلى المجتمع الدولي من خلال متابعته اليومية للأحداث بعيون الصحافة والشارع الفلسطيني، ويبدأ عمله بعد منتصف الليل ومرسمه هو جزء من بيته.. أما أحلامه فهي أن يجسد شخصية كاريكاتورية تعبر عن الطفل الفلسطيني الذي يرى أنه أكثر من ظلم، وهو يمثل في رأيه فلسطين المستقبل.

 

jordan shoes for sale outlet womens

معرض الصور