بوخالفة: الكاريكاتير فن توعوي بوخالفة يناقش جماليات فن الكاريكاتير

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
موقع ميدل إيست أونلاين
الكاتب: 
رياض وطار

ناقش الكاريكاتوريست باقي بوخالفة مذكرة تقدم بها الخميس بمعهد الفنون الجميلة لأول مرة في مجال جماليات الكاريكاتير وأشرف على مناقشة المذكرة خمسة أساتذة جامعيين مختصين.

وتناولت المذكرة موضوع "جماليات فن الكاريكاتير" حيث أكد فيها باقي أن الكاريكاتير الناجح يترك انطباعا قويا في نفسية المشاهد، لذا كثيرا ما يتم استعماله وتداوله في الصحافة والإعلام لتوظيفه في إيصال رسائل معينة وتوجيه شريحة أو رأي عام ما نحو توعية مقصودة، ويكون سندا قويا يستعمل غالبا للتراشق سياسيا.

وأوضح باقي أن فن الكاريكاتير أخذ مؤخرا يتجه نحو مناح مختلفة إلى أن رسى اليوم إلى ما هو عليه حاليا من تطور حيث يمتاز بقوة الفكرة المراد التعبير عنها ووضوح المقصود وتوظيف الهزل في طرح المواضيع لذلك كثيرا ما نجده يوظف– بالإضافة إلى الصحف- في الصور الإشهارية وفي الملصقات أيضا.

وحسب صاحب المذكرة فان العوامل والدوافع التي أدت به إلى إعدادها تصب في خانة واحدة، البحث المتواصل في هذا المجال الذي أصبح اختصاصه، اختصاصا أوجبته الظروف وأملته العوامل، فالتعبير بهذه الطريقة الفنية أصبح بالنسبة له هواء يتنفسه وفضاء أبدع فيه ويحيا به.

ويواصل بوخالفة سرده للأسباب قائلا "فبالإضافة إلى حبي لهذا الأسلوب التعبيري منذ أيام الصغر والطفولة ثم المراهقة (...) فطبيعة اختصاصي في المدرسة يملي علي أن أقوم ببحث في هذا التخصص بالذات، وما دفعني أكثر هو قلة –إن لم أقل ندرة- مثل هذه البحوث التي تخص هذه الطريقة التعبيرية".

وأضاف "فقلما نجد في مكاتبنا من المراجع ما له صلة بهذا الموضوع، فقلة المراجع أثناء البحث لم تزدني إلا إيمانا بضرورة البحث في هذا النهج".

ويعلل بوخالفة ذلك بقوله "فكانت هذه الفترة تشكل جزء مهما من حياتي، فمسيرتي في هذا الفن تجاوزت التسع سنوات اشتغالا في الصحافة المكتوبة وحوالي عامين من التجربة في التلفزيون ولا تزال".

ولم يقف الكاريكاتريست عند هذه الأسباب بل أضاف مبرزا "إن المكانة الهامة التي أصبح يحتلها هذا التعبير الفني على منابر وسائل الإعلام بكل أنواعها، لدافع آخر قوي ومهم، كذلك التأخر الذي نشهده في هذا المجال مقارنة بالآخرين كما إن نقص الدراسات في هذا التخصص بالذات دفعني دفعا نحو السير وتبني هذا البحث أملا بكل قواي أن أسلط الضوء أو أضيف ولو جزءا بسيطا في هذا المجال".

"الكاريكاتير في النهاية هو رسم يحتوي على مجموعة من الخطوط قد ترسم في تكاملها أشكال معينة تحمل رموز سميولوجية مختلفة وقد تحمل ألوان لإيصال انطباع أو رسالة ما معتمدا في غالب الأمر الهزل في ذلك، ولذا فكثيرا ما يتم توظيف هذا الشكل في الإعلان لاصطياد مستهلكين".

ويضيف "خصائص هذا النوع كثيرا ما تكون محببة لدى المستهلك لذلك فهو يطرح إشكالا حول مدى قوته وما هي الأسرار الكامنة وراء محبوبيته لدى الجماهير، وما هي المعايير التي تحدد نجاح هذا الفن، وما هي الجمالية التي تحدد توفيقه وهل وجب نقد الكاريكاتير انطلاقا من جانبه التشكيلي أم أن الجزء الصوري هو المهم. كذلك كثيرا ما يعمد الكاريكاتير إلى استفزاز مشاعر الناس فهل يمكن توظيفه على هذا الأساس؟ وكيف يمكن توظيف كاريكاتير قد ينفر الناس بدل أن يجمعهم؟ وهل يمكننا الاتفاق على نجاح رسم معين؟ وإلى أي مدى يبقى رسم كاريكاتوري يحافظ على نجاحه. وهل هو ناجح على كل الأقاليم والمستويات؟".

وفي سياق متصل يتطرق باقي بوخالفة إلى تاريخ الكاريكاتير في الجزائر مبرزا انه "بالرغم من أن أول الحفريات التي تدل على ممارسة الإنسان البدائي الرسم الكاريكاتوري كانت في جبال جنوب الجزائر فإن التجربة الجزائرية في فن الكاريكاتير جد متواضعة بعد ذلك فالأسماء التي سجلت نفسها في هذا المجال يمكن عدها على الأصابع، ولم تكن هناك هوية واضحة لهذا الفن فالحديث عن تاريخ الكاريكاتير في الجزائر نبدأه من التواجد الفرنسي"

ويمضي قائلا "وخلال حرب التحرير برز عدة رسامين في مجال الصحافة نذكر منهم مثلا أوفي وفيم ولاب وأسكارو لكن إسم سيني برز أكثر من هؤلاء حين اشتهر بجرأته ورفضه الصريح للسياسة الفرنسية في الجزائر وكان ألف عدة أعمال من بينها ديسين، وظهور هؤلاء كان بين سنوات 1956 و1962".

ويواصل معد المذكرة سرده للوقائع منوها "ثم بدأت تتوالى الأسماء في الظهور فنذكر مثلا الفنان إسياخم الذي مارس هذا الفن وآخرون إلى أن جاء الكريكاتوريست سليم في أوائل الستينات يطل على الجمهور الجزائري من خلال جريدة أحداث الجزائر الناطقة بالفرنسية والمجلة الساخرة مقيدش ثم تدرج وأنتج عدة أعمال من بينها قابسة شمه وزيد يا بوزيد وبوطرطيقة".

ويضيف "كذلك برز الرسام هارون ثم توالى بروز أسماء آخرين أمثال ملواح قاسي وبوعمامة مازاري، وأثرت الفترة الدموية التي مرت بها الجزائر في الآونة الأخيرة ما جعل معظم الرسامين يهاجرون إلى فرنسا خاصة ولا يزال بعض الفنانين يزاولون إبداعهم إلى يومنا هذا ونذكر منهم جمال نون وهشام بابا علي ومرسلي وعماري، إسلام وسوسة".

ويرى بوخالفة أن "علي ديلام يعتبر اليوم اكثر هؤلاء شهرة والذي يطل على جمهوره من خلال جريدته اليومية الناطقة بالفرنسية 'ليبرتي' والقناة التلفزيونية الفرنسية 'تي في سانك' ليذهب إلى تقسيم رسامي الكاريكاتير الجزائريين إلى قسمين: أول متأثر بالأسلوب الشرقي وأخر متأثر بالأسلوب الأوروبي".

وتجدر الاشارة إلى تبني التلفزيون الجزائري مؤخرا للكاريكاتير في برامجه من خلال حصة صباح الخير في القناة الثانية الناطقة بالفرنسية، وكذلك نذكر اعتماد الكاريكاتير كمادة إشهارية في الجرائد الجزائرية مؤخرا.

ومنحت لجنة التحكيم تقدير "جيد جدا" لصاحب المذكرة باقي بوخالفة وهي أول مرة تمنح فيها مثل هذه العلامة على مستوى الجامعة.

Kids Vans Sk8 Hi Zip Toddler Lavendar White Uk Size 9 Infant

معرض الصور