رسامة الكاريكاتير السعودية هناء حجار: حان الوقت لتدافع المرأة عن نفسها الفنانون الرجال يعتبرون هذا النوع من الرسم الساخر لا يناسب «الجنس اللطيف»

كثيرة هي الأمور التي تأثرت بالصبغة الذكورية التي تطغى على غالبية المجتمعات العربية، ولعل الإعلام في كثير من البلدان كان حتى وقت قريب من الأمثلة الأكثر وضوحا على ذلك لجهة المواضيع التي يتطرق إليها، وحصة «الجنس اللطيف» من الوظائف فيه... وبقي الوضع كذلك حتى بدأت الصورة تنقلب، إلا أن مجالا معينا في الإعلام بقي حكرا على الرجال بشكل كبير، وهو الرسم الكاريكاتيري. واللافت ان النظرة الدونية لقدرات المرأة برزت لدى عدد من الرسامين الرجال الذين تحدثت معهم «الشرق الأوسط» والذين برروا طغيان جنسهم على هذه الوظيفة، بقولهم ان ذلك يعود لطبيعة هذه المهنة الساخرة اللاذعة، مما قد «لا يناسب طبيعة المرأة العاطفية»، رغم ان عددا من اهم رسامات هذا الفن عالميا كن من النساء. من جهتها ترى الفنانة الكاريكاتيرية السعودية هناء حجار التي بدأت تشق طريقها منذ أقل من السنتين باتجاه الاحتراف المهني في أن «لكل شخص له الحق في التعبير عن رأيه، وأنا أترجم أرائي بواسطة الكاريكاتير، وأعتبر ما أفعله نوعا من الجهاد الفكري». وتشير الشابة العشرينية إلى أن الرجل سخر من المرأة لسنوات كثيرة في مسرحه الكاريكاتيري جاعلا منها بطلة مثيرة للضحك، وتقول «جاء الوقت لأن تحاول المرأة الآن الدفاع عن نفسها وهذا ما سأحاول فعله بالوقوف معها»، وتستدرك «لا يعني ذلك أني لن أتناولها بالنقد الساخر في تصرفاتها السالبة، لأني سأركز على انتقاد السلوكيات الشاذة والخاطئة سواء صدرت من الرجل أو المرأة». من جهتها تعتبر الاخصائية الاجتماعية السعودية أميمة العنبري لـ«الشرق الأوسط» انه «من الطبيعي أن غياب المرأة عن هذا الفن يؤدي إلى خلل في معالجة قضاياها الخاصة التي لا يعلم بها سواها».