رسامو الكاريكاتير في العراق .. معاناة مستمرة بسبب الجرأة ورفض السياسيين للنقد

الى ضحايا الخبز والطوارئ، الى كل فنان صاحب موقف... كلمات بدأ بها محرر ومعد سلسلة «الكاريكاتير وحقوق الانسان» وائل توفيق... الصادرة عن مركز هشام مبارك للقانون، بالاشتراك مع نخبة من رسامي فن الكاريكاتير. يقع الكتاب في 128 صفحة، يبدأ بمقدمة من المحرر يتحدث فيها عن استخدام مفهوم «حقوق الانسان» لدي الشعب المصري والساسة والمهتمين بالعمل العام، بالإضافة الى بعض القانونيين. كما اوضح مدى افتقار الغالبية العظمى لمعرفة المفاهيم والاسس. وهذه الفكرة الرئيسية لطرح هذه السلسة.

ووقع الاختيار على بعض الحقوق المهدرة وابراز الطرق والاساليب، التي تُستخدم ضد الافراد، فيضم الكتاب ثلاثة موضوعات رئيسية تعد من الأبرز والأكثر تأثيرا في حياة الشعب المصري وهي (الأسعار - الطوارئ - التعذيب)، تعرض في شكل نصوص ومواد ومواثيق حقوق الانسان، مصحوبة برسوم كاريكاتيرية، وتحتل مساحة كبيرة تشغل 86 صفحة بها رسوم كاريكاتيرية، فهي البطل الحقيقي لكل جزء من السلسلة. وفن الكاريكاتير هو اللغة السهلة البسيطة، تحظى بإقبال كبير من قبل الجمهور، لما تحمله ايضا من طاقة سخرية تساعد على فهم وتجسيد المفاهيم المطروحة. فكان دور رسامي الكاريكاتير من ابرز نجاحات هذه السلسلة، لذلك كان الحرص على اختيارهم للمشاركة في هذا العمل امرا منطقيا، بالإضافة للاقتناع الشديد من جانب المدير التنفيذي لمركز هشام مبارك للقانون احمد سيف الاسلام حمد بضرورة تدوين اعمال هذه المجموعة. فالمساحة المتروكة من قبل مسؤولي المركز للفنانيين وكاتب السطور... عامل مهم في زيادة الحماس والتصميم على اخراج العمل في صورة لائقة، محققة اكبر قدر من عناصر الهدف. كما ان المحرر خصص مساحة تقترب من 11 صفحة تحدث فيها تفصيليا عن فن الكاريكاتير تاريخيا وصحافيا وانواعه في الدور والتأثير، على أساس انه المادة الصحافية المفضلة لجميع القراء، ويحمل رسالة قصيرة يمكنه تلخيص القضايا بشكل عام في جمل بسيطة مع التوضيح بالرسم. وبالرجوع الى الدراسات والابحاث نجد أن الانسان كان يصور الاحداث والتاريخ على الجدران والصخور. فهو فن هزلي يتضمن نقدا للسلبيات بأشكالها المتنوعة. فيرى البعض أن فن الكاريكاتير فن تشكيلي بالدرجة الاولى، واخرون يرونه صحافيا ايضا بالدرجة الاولي، فهناك انواع لهذا الفن: الاول فن يعتمد على الرسم المضمون دون نص أو تعليق وهو اقوى انواع الكاريكاتير، اما النوع الثاني فهو رسم مصحوب بنص وهذا يضم العنصريين التعبيري والتشكيلي، وفيها يرفق الفنان نصا بالرسم للتعريف بشخصية ما. والنوع الثالث يعتمد على النص أو التعبير المكتوب... فمن دون التعليق لا يمكن للمشاهد ان يفهم الرسم. واخيرا النوع الرابع ذو النص الداخل في اللوحة ويعتمد على ادوات التعبير التشكيلي، ويعد التعبير الادبي عنصرا ثابتا لأنه يشير لأسماء الاشياء الداخلة في الرسم.

فالكاريكاتير لم يكن ابدا مجرد نكتة عادية... ولكنه احد اسلحة التعبير والتطهير في المجتمع، ومن خلال هذا الفن استطاع الكثير من الفنانيين ان يعبروا عن ابرز القضايا، وأن يلعبوا دورا مهما في الاحداث الجارية من خلال الرسم اللاذع معبرين عن مكنونات الشعب.

ومن هنا يتناول المحرر اول قضية وهي «الاسعار»، حينما اصبح غلاء الاسعار في مصر شيئا يدعو للتعجب والدهشة، فإن المعدل لا يزيد بحجمه الطبيعي من 3 الى 5 في المئة كما يحدث في معظم البلاد والعالم وانما الزيادة تصل الى 100 في المئة واحيانا الي 300 في المئة، فالاسعار مرتبطة ارتباطا وثيقا بالبطالة، فهما من اهم القضايا التي يجب النظر اليها والاهتمام بها. كما تناول بالنقد قضية الطوارئ... والحريات الفكرية والادبية والصحافية.

وفي النهاية كان هذا هو مسار الحديث الذي نتج عنه تنفيذ فكرة هذه السلسلة، التي ركزت في كل جزء على ابراز هذه الحقوق، واكثرها انتشارا وقت اصدارها.