رسوم الكاريكاتير.. الهواية وأسلوب الترويح عن النفس بلا وجل في غزة.. طموح ومعوقات

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
وكالة قدس برس الفلسطينية

في ظل الوضع الراهن للسياسة الداخلية والخارجية, عادة ما تنشط الصحف ووسائل الإعلام العامة والخاصة بشتى أنواعها, وعادة ما يجد الكاريكاتير فيها تربة خصبة يسمح له بالتطور وتحقيق نطاق أوسع له من الانتشار عبر رسومه البسيطة في صورة هزلية وأسلوب ساخر في أغلب الأحيان, وفي غزة التي بطبيعتها منشأً خصباً للأحداث والأخبار, هل وصل الكاريكاتير فيها لمستوى عال يمكن المراهنة عليه؟ وما مدى الاهتمام المحلي والعالمي به؟ وما هي أهم الصعوبات التي تقف في وجهه؟.

توجهه مراسل وكالة قدس نت للأنباء لفناني كاريكاتير من غزة للإجابة عن كل هذه التساؤلات, ومعرفة مدي فاعلية الكاريكاتير ونجاحه رغم كل ما يواجهه من صعوبات.

فنان الكاريكاتير ماجد بدرة والخريج من الجامعة الإسلامية قسم الهندسة المدنية أجاب عن استفسارنا حول مستوى قدرة الفنانين المحليين على الخروج برسوم قوية قائلاً " على المستوى المحلي هناك رسومات قوية ومعبرة جداً يرسمها فنانون محليون وقد حصلت أنا شخصياً على جائزة المركز الأول في الكاريكاتير ضمن فعاليات الوفاء للأسرى التي نظمها مجلس طلاب الجامعة الإسلامية في غزة, كما وحصلت على جائزة الدبلوم ضمن مسابقة نظمتها مؤسسة زايكسون لكاريكاتير العالم في صربيا, وقد حصلت على جوائز أخرى أيضاً"

أما عن الاهتمام المحلي والاهتمام الدولي بالكاريكاتير قال بدرة "إن الاهتمام المحلي والشعبي برسوم الكاريكاتير عبر الصحف اليومية وبالاطلاع عليه عالي جداً وفي وضع ممتاز, فالكاريكاتير له دور فعال في إيصال الصورة وتثقيف العموم من الشعب, غير أن هناك من الأميين من يتابعه ويطلع عليه, أما الاهتمام العالمي بالرسوم الكاريكاتيرية الفلسطينية فمن خلال تجربتي في عالم الكاريكاتير وجدت أن رسامي الكاريكاتير العالميين والمواقع الالكترونية العالمية المختصة في الكاريكاتير تهتم برسم الكاريكاتير الفلسطيني أكثر من مواقع وصحف فلسطينية, وهذا شيء مؤسف أن يهتم العالم برسوماتنا بمستوى أعلى من مستوى اهتمام صحفنا بها".

وحول أهم المشاكل والصعوبات التي تواجه فناني الكاريكاتير في مدينة غزة قال بدرة " هناك العديد من المشاكل التي تواجهنا في عملنا في غزة أهمها نلاحظ أنه يتم استخدام العديد من رسامي الكاريكاتير في التجاذبات السياسية بين الأحزاب المختلفة والعمل لصالح تنظيم على حساب آخر, كما نلاحظ أيضاً صعوبة في نشر رسوم الكاريكاتير لأن مثل المواقع الالكترونية التنظيمية تنشر فقط ما يتماشى مع سياستها وما يخدم التنظيم التابعة له فقط "

وأضاف بدرة " كما أن من أهم الصعوبات التي تواجهنا كرسامي كاريكاتير, قلة المؤسسات المهتمة بتفعيل دورنا والعمل على طرح دورات تعليمية في المجال من شأنها أن تنمي من قدراتنا الإبداعية, غير أن المؤسسات الإعلامية المحلية في أغلبها تطمع بأن نعمل لديها وأن نقدم لها رسوماتنا بأسلوب طوعي دون أدنى مردود مالي ولو بسيط يمكن أن يساهم في تشجيعنا وتطوير ذاتنا, وللعلم أنا شخصياً لا أبحث عن هذه الجزئية لكنها تبقى تمثل مشكلة لبعض الآخرين".

وذكر بدره أنه تعرض لحملة بشعة من دولة الاحتلال الإسرائيلي قائلا " لقد تعرضت مؤخراً لحملة صهيونية بشعة استهدفت الرسوم الكاريكاتيرية الخاصة بي حيث وصفتني ورسومي بالمعاد للسامية والمعادي لليهودية, وقد جاء في أحد نصوص حربهم الإعلامية ضد العرب في إشارة منهم إلي وكعادتهم بتمثيل دور الضحية:" في الوقت الذي تبني فيه إسرائيل جسر السلام, الا أن العرب يأبون الا أن يهدموا هذا الجسر".

وتابع قائلاً " كما قاموا بإنشاء بريد الكتروني باسمي وأرسلوا بعض الصور المركبة اللاأخلاقية, وتوجيه شتائم سيئة وساقطة تنم عن سوء أخلاقهم, وإرسال فيروسات الكترونية على الموقع الخاص بي, كما تم اختراق موقعي وتنزيل مثل هذه الصور في محاولة منهم لتشويه صورتي الصافية أمام العالم والمطالعين ".

وطالب بدره المؤسسات المهتمة ووزارة الثقافة لإقامة دورات تثقيفية وتدريبية تساهم في تنمية موهبة الرسم الكاريكاتيري عند الشباب الفلسطيني المهتم للوقوف بقوة أمام الرسومات الكاريكاتيرية الإسرائيلية, ولدعم القضية أمام العالم بشكل أقوى مما هو عليه الآن, ودعم الفنانين وإرسالهم لمحافل السباقات العالمية والمحافل الدولية ".

وفي ذات السياق اعتبر رسام الكاريكاتير محمد النمنم المشهور "أبوالنون", أن الوضع الحالي لرسامي الكاريكاتير في غزة صعب جداً قائلاً " إن وضع الرسوم الكاريكاتيرية صعب للغاية في غزة, وذلك لعدم وجود أدنى دعم حكومي أو مؤسسي لنا كرسامي كاريكاتير, وحتى الآن على مستوى الوطن العربي لم نأخذ أي جائزة ولم نشارك في أي مسابقة دولية, وذلك لعدم الاهتمام الرسمي بنا, رغم أن الوضع مناسب جداً وهناك من الأفكار الكثيرة التي أستطيع وصفها بالمخيفة ينتجها الرسامون على المستوى المحلي".

وأكد أبوالنون أن رسامو الكاريكاتير في الوطن مقارنة برسامي كاريكاتير يتبعون مؤسسات دولية وضعهم الفني عظيم جداً, وأن لديهم أفكار يجسدونها بشكل مخيف ويصارعون إلى أن يصلوا لمرحلة الإبداع.

وحول اهتمام الناس بالرسوم قال أبوالنون " هناك اهتمام من الناس بشكل كبير وبنسبة 90% لأنه في الأغلب يجسد مشاكلهم بأسلوب ساخر وهزلي ويروح عنهم, أما على الصعيد الرسمي وصعيد المؤسسات الحكومية فإننا لا نلحظ أدنى اهتمام منهم ولا حتى 0% لا بنا ولا برسوماتنا".

وحول حرية الرسم الكاريكاتيري في الوطن قال أبو النون " هناك لمسة بسيطة من الخوف في بعض القضايا حيث لا يمكنا أن نتطرق إليها كصواريخ المقاومة, والأنفاق, والشخصيات الرسمية المحلية, بينما نلاحظ في رسوم الكاريكاتير الإسرائيلية الحرية المطلقة لأبعد الحدود, فقد يرسم رئيس الدولة في شكل قمة في السخرية, وقد يربط الجنس في السياسة أحياناً, لكن نحن هناك العديد والعديد جداً من الروابط التي تحكمنا هنا".

Air Max 95 20th Anniversary

معرض الصور