رسوم كاريكاتورية تفضح افتقار تركيا لحرية الصحافة

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
موقع اخبار العالم - تركيا
الكاتب: 
ترجمة: علي حمزة

في هولندا، يُقام حالياً معرض لعدد من الرسوم الكاريكاتيرية التركية المستفزة يأمل منظموه في إقامة مزاد علني عبر الانترنت لهذه الرسومات للحصول على أموال لتغطية النفقات القانونية للقضايا التي يواجهها الرسامون أمام المحاكم.

في تركيا، ظلت محاكمة الصحفيين ورسامي الكاريكاتير بتهمة الإساءة للأمة تشكل عائقاً مهنياً كبيراً. وفي هولندا، يُقام حالياً معرض لعدد من الرسوم الكاريكاتيرية التركية المستفزة يأمل منظموه في إقامة مزاد علني عبر الانترنت لهذه الرسومات للحصول على أموال لتغطية النفقات القانونية للقضايا التي يواجهها الرسامون أمام المحاكم.

تمت محاكمة رئيس التحرير التركي الأرمني هرانت دينك عام 2006 بتهمة الإساءة للهوية التركية بموجب المادة 301 من قانون العقوبات، وتم اغتياله في العام 2007.

يفتقر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى حس الفكاهة. وفي السنوات الأخيرة، قدم السيد أردوغان الكثير من الصحفيين من رسامي الكاريكاتير إلى المحاكمة. لكن طوفان المحاكمات لم يوقف الرسامين من السخرية من عدم توفر حرية الصحافة في البلاد. ففي أحد الرسوم صور الفنان سيفير سيلفي رئيس الوزراء، وهو في ملابس الصيد، يطلق الرصاص على إحدى الصحف التي قدمها إلى المحكمة، في الوقت الذي يقوم فيه كلبه بتمزيق نسخة أخرى من الصحيفة.

يقول الصحفي المستقل محمت أولغر رئيس منظمة روبورتاج الهولندية المعنية بتعزيز حرية الصحافة في تركيا: "بمجرد أن يقوم رسامو الكاريكاتير بخرق التابوهات مثل الفصل بين الدين والدولة، الجيش، إبادة الأرمن وأتاتورك مؤسس الجمهورية التركية- تقوم الحكومة بالتدخل". وقام السيد أولغر بتنظيم معرض 'قوة الخيال' الذي يفتح أبوابه في متحف الصحافة بأمستردام يوم 29 يناير. وقد كان مقتل الناشر والصحفي هرانت دينك عام 2007 دافعاً لبث حياة جديدة في المنظمة، التي أُنشئت عام 1996 كجسر بين الصحفيين في هولندا وتركيا.

"إذا كنت تريد كتابة أخبار، فعليك ألا تتخطى الخط"

الالتزام بالخط

على كمبيوتر السيد أولغر رسم كاريكاتيري للفنان سيفير سيلفي يعرض فيه رئيس الوزراء أردوغان وهو يرسم دائرة حول صحفي مغضوب عليه، ويقول اردوغان: "إذا كنت تريد كتابة أخبار، فعليك ألا تتخطى الخط". ويقول أولغر: "لدى تركيا منذ عام 2003 قانون يكفل حرية الصحافة، كجزء من صفقة تركيا للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. لكن هذه الحرية تحسنت فقط على الورق. كما إن تركيا من الدول القليلة، التي يحمي قانونها المصادر الصحفية. لكن ذلك لا يحدث في الواقع العملي. فحتى رئيس الوزراء يقدم الصحفيين إلى المحاكة".

الرقابة الهولندية

هناك حالات في هولندا حيث تعرضت حرية الصحافة إلى الضغوط. ففي أبريل العام الماضي، طلب رئيس الوزراء الهولندي يان بيتر بالكينيندا تصحيحاً عندما تم نشر حديث متخيّل له حول الإسلام في مجلة أوبينيو الأسبوعية. وفي مايو 2008، قضى رسام الكاريكاتير، الذي يستخدم الاسم المستعار غريغوري نيكشوت، ليلة في الحجز بشبهة التمييز ضد المسلمين في رسوماته. وقد أثارت هذه الأحداث دهشة واستغراب السيد أولغر. "لا أتفق مع مضمون الكاريكاتير، لكن نيكشوت له الحق في رسم ما يريد".

متمردة

بلغ عدد القضايا المرفوعة ضد الصحفيين في تركيا العام الماضي 190 قضية. ونتيجة لذلك، أصبحت الصحف حذرة فيما تنشر، وإلا فإنها ستتعرض لفقدان الإعلانات الحكومية، والحق في الاعتماد أو البطاقة الصحفية كما أنها ستخضع للتحقيق. ولم تتمرد على هذا الوضع إلا القليل من الصحف. يقول السيد أولغر: "هناك الكثير من الرقابة الذاتية، لكن المجازفات تتم بين حين وآخر. وإذا كانت هناك تغطية صحفية واسعة حول قضية ما، فإن السلطات لا تتدخل مباشرة. في بعض الأحيان يمر عام كامل قبل أن يتم اتخاذ إجراء قانوني ضد الصحيفة".

إذاعة هولندا العالمية

jordans for sale mens

معرض الصور