رسّام الكاريكاتور سامي بديوي: لا محل للإيجابيّات في فنّي

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الجريدة - الكويت
الكاتب: 
محمد مندور

 

تأخذك ريشته إلى عالم السياسة. تسمع منها من دون تكلف ما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه في مؤلفات كثيرة. خطوط ريشته الصامتة ترصد وتنتقد أفكار وسياسات حكام وغضب شعوب.

الفنان المصري بديوي أحد رسامي كاريكاتور السياسة، اشتهر عالمياً قبل أن ينتشر محلياً وعربياً. آخر كتبه «أمنا الغولة» الذي يرصد السياسة الخارجية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، منتقداً عهد الرئيس السابق جورج بوش. يختلف الفنان بديوي عن كل فناني الكاريكاتور في العالم الذين يعبرون عن أميركا في رسوماتهم برجل صهيوني أنفه معكوف، لأنه يصورها امرأة بدينة قبيحة ترتدي رداءً بألوان العلم الأميركي.

«الجريدة» التقته للتعرّف إلى أحدث كتبه ورؤيته لفن الكاريكاتور في العالم العربي.

أصدرت أخيراً كتاب «أمّنا الغولة»، لماذا هذا العنوان؟

جمعت رسوماتي عن أميركا وإسرائيل وعلاقتهما بالدول العربية، للكن لم أكن أعرف ماذا أسمي الكتاب. ثم رأيت أن الرسومات تجعلنا نخاف من تلك السياسات، فأميركا في عهد بوش إن لم تكن أماً غولة في نظر الشعوب فهي على الأقل غولة بالنسبة إلى بعض الأنظمة السياسية.

ألا ترى بوادر سلم في سياسة الولايات المتحدة الأميركية الجديدة؟

هل ستكون أميركا «غولة» في عهد باراك أوباما؟ لا أحد يعلم.

عموماً، لقد طبعت كتابي بعد أقل من شهر على ولاية أوباما، ولا أتمنى أن يكون هذا الرئيس القادم للتغيير مثل سابقه بقدر ما أتمنى ألا نكون نحن كما كنا في عهد بوش الذي ترك الرئاسة بالحذاء.

قدمت في كتابك رسومات تدعو إلى الحسرة والألم، ألا ترى أن الكاريكاتور هدفه الإضحاك وليس العكس؟

يتوقّع القارئ دائماً من رسّام الكاريكاتور الإضحاك والتسلية لأنهما أصل هذا الفن، لكن الشيء الذي لا يقل أهمية عن ذلك هو الفكر الهادف، فكما يُقال في مجال الصحافة إن الصورة بألف كلمة، فالكاريكاتور، أحد أنواع الصورة، قد يلخّص قضية ما في إطار لا يتعدى بضعة سنتيمترات.

لماذا يهتم فن الكاريكاتور بإبراز السلبيات دائماً؟

الأصل في الكاريكاتور الانتقاد وتصوير السلبيات، والإيجابيات لا محل لها في هذا الفن، ولا تحظى باهتمام، لكن لا بد من التطرق إليها أحياناً. مثلاً، بعد انتصار حزب الله على اليهود توالت الرسومات التي تثني على المقاومة اللبنانية.

في الصحافة السياسية، من يسبق الحدث أم الكاريكاتور؟

يأتي الحدث دائماً أولاً، ثم يليه الكاريكاتور مباشرة. أمّا رسومي فتتميز بأن معظمها طويل المفعول، بمعنى أن أفكاري لا ترتبط بحدث بل تصلح للنشر في أي وقت.

هل تفضل التعليق مع الكاريكاتور؟

الكاريكاتور الصامت من دون تعليق أفضل لاتساع دائرة قرائه، فأي شعب مهما تباهدت لغته عن لغتنا سيفهم ما أقصد.

ما رأيك في مستوى الكاريكاتور في العالم العربي؟

الكاريكاتور في المنطقة العربية في تقدم مستمر، لكنه للأسف لم يأخذ حقه بعد ولم يصل إلى العالمية. مثلاً، الرسامون ما زالوا يصحبون الكاريكاتور يتعليق وهذا ما يبقيه في دائرة منغلقة، إضافة إلى أن مجتمعنا العربي يعتبر أن هذا الفن لا جدوى منه وأنه ثانوي.

أشير هنا إلى أنني حزنت مرتين خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان: أولاً بسبب ما حدث للشعب الشقيق، وثانياً حينما استخدم الإسرائيليون الكاريكاتور كوسيلة فاعلة في حربهم، فقد كانوا يرمون رسوماً كاريكاتورية كمنشورات للشعب اللبناني لإثنائهم عن تأييد المقاومة.

كذلك لم ينس أحد بعد تلك الرسوم المسيئة للرسول، التي انتشرت في أنحاء العالم.

يقال إن فنان الكاريكاتور رجل متعدد الانتماءات، ما رأيك؟

على العكس. فنان الكاريكاتور لا بد أن يكون له انتماء واحد فقط. لكن لا ضرر في الانتماءات غير المتضادة، فهويتي المصرية لا تتنافى مع هويتي العربية، وانتقادي السياسة الأميركية لا ينفي تعاطفي مع الشعب الأميركي في بعض المواقف أو الأزمات.

لماذا تهتم بتصميم المواقع الإلكترونية؟

عندما أردت أن أتوجه إلى العالم الخارجي وجدت أن الإنترنت أفضل وسيلة للتواصل، ففكرت في إنشاء موقع إلكتروني خاص بي، وقمت بذلك بنفسي.

لكنني لم أكن أنوي التخصص في هذا المجال إلى أن طلب مني بعض الأصدقاء تصميم مواقعه، ثم توالت الطلبات بعد ذلك وعُرف عني أنني محترف تصميم مواقع إلكترونية.

بديوي في سطور

• من مواليد 1968، حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة. عمل في مجلتي «أكتوبر» و{روز اليوسف» وجريدة «العالم اليوم» وغيرها.

• عضو في الجمعية المصرية لرسّامي الكاريكاتور، وفي الاتحاد الأوروبي لرسّامي الكاريكاتور أيضاً.

• حاصل على جوائز عدّة من سورية والصين وكوريا، ويشارك راهناً في لجنة تحكيم معرض «غزة ضد النار 2009» في سورية.

 

Air Jordan VII 7 Retro Championship

معرض الصور