عبدالعزيز صادق: الكاريكاتير جزء من الصحافة

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
موقع ميدل إيست أونلاين
الكاتب: 
حاوره: بسام الطعان

 

فنان ورسام قطري، بكالوريوس تاريخ وجغرافية من جامعة قطر، رئيس قسم النشاط الفني والثقافي والاجتماعي جامعة قطر، رسام كاريكاتير بجريدة الراية القطرية، له أربعة كتب عن فن الكاريكاتير، اشترك في الكثير من المعارض في قطر وخارجها، كما شارك بإعداد الموسيقى التصويرية في الكثير من الأعمال للتلفزيون القطري.

* لتكن بداية حوارنا عن عبدالعزيز صادق الإنسان، من هو وكيف كانت بداياته في فن الكاريكاتير؟

ـ بداياتي .. بدأت في الطفولة في السبعينات حيث أننى كنت شغوفا بمتابعة وقراءة قصص الأطفال المصور مثل سوبرمان وبات مان، وكنت اندهش من دقة التشريح الدقيق في الرسم لهذه القصص، وبعد ذلك أهداني أخي الكبير كتابا اسمه فن رسم الكاريكاتير، وكان ذلك بمثابة هديه قيمه لي حيث فتحت عيني على هذا الفن وأسراره.

وأما البداية الفعلية فكانت في جريدة الراية القطرية حيث كنت أرسم كهاوٍ لمجرد حبي للكاريكاتير، ومن ثم عملت بها بعد ذلك كأحد الرسامين البارزين فيها منذ سنة 1995.

* لماذا اخترت هذا الفن الشيق لتعبر من خلاله؟

ـ كما ذكرت أحببت الكاريكاتير منذ الصغر وأحس بأنه عالمي الخاص، ولعل أكثر ما شجعنى على الاستمرار هو الصحف لما ينشر بها لي بشكل يومي فهو فن شيق بالفعل.

* ما جدوى الكاريكاتير، ما فائدته؟

ـ الكاريكاتير يعتبر كشافا يسلط الضوء على المشكلة أمام القراء، والرأي العام في قالب ساخر ومختزل وأنا شخصيا أعمالي حلت الكثير من المشاكل الاجتماعية وياتينى الرد والشكر عليها من قبل الجمهور. وعلى العموم الكاريكاتير نوع من أنواع الفن وقد دخل مؤخرا في جميع وسائل الإعلام العالمية ولا يوجد جريدة في العالم لا توجد على صفحاتها زاوية للكاريكاتير.

* أيهما يأتي أولا، الحدث أم الكاريكاتير؟

ـ أكثر ما يعانيه رسامو الكاريكاتير هو الفكرة للحدث، وكيفية تنفيذ هذا الحدث على شكل خطوط مرسومه والتعليق عليها بشكل يومي. وأحيانا لا نجد الفكرة إلا بصعوبة بالغة، وهذه ميزة الكاريكاتير!

* هل الرسم الكاريكاتيري يقتضي الخروج على المألوف؟

ـ نعم فقط في نسب الرسم حيث إن رسم الكاريكاتير لا توجد فيه نسب رسم مثل فنون الرسم الأخرى، أي بإمكانك رسم شخص أنفه أكبر من رأسه وعيونه أكبر من كرشه. وأيضا في رسم المواضيع حيث المبالغة أحيانا في رسم الموضوع. وهذا ما يميز فن الكاريكاتير فهو فن المبالغة.

* من خلال تجربتك، كيف تتعامل مع الرقابة، وما مساحة الحرية بالنسبة للفنان القطري؟

ـ الفنان القطري لا توجد عليه رقابة. وقد أتاح لنا أمير البلاد المفدى كل الحرية للتعبير ولعل الجميع استشعر ذلك في السنوات الأخيرة وعموما الفنان لديه رقابه ذاتيه في عدم التطاول في مثل بعض الأمور مثل الأديان والتجريح المباشر لشخص ما.

* هل حدث أن سببت لك بعض رسوماتك مشاكل ومتاعب، وكيف تصرفت إزاء ذلك؟

ـ المشاكل التي نقع بها كرسامين كاريكاتير هي إساءة فهم الفكرة من قبل الناس. فكل قارئ يحلل الكاريكاتير على هواه ولقد سببت لي أعمالي الكثير من المشاكل بسبب سوء فهم أحد المسئولين حيث فهم خطأ أن الكاريكاتير موجه إليه فى نفس الوقت الذى لا أقصد أنا ذلك. وقد هاجمني موخرا في مبنى الجريدة رجل معتوه يعتقد بأني أرسمه دائما ورسوماتي موجه ضده بشكل يومي منذ سبع سنوات! علما باني لم أر هذا الشخص مرة في حياتي ولم أرسم أي شخصيه تشبهه! وبعد ذلك اكتشفنا بأن هذا الرجل مختل عقليا!

* هل صدف أن رأيت شخصية في الشارع ورسمتها. ومن هي هذه الشخصية؟

ـ نعم في بداياتي في الثمانينيات رسمت صورة لصديق كاريكاتورية ونشر هذا الكاريكاتير وتفاحأت بأن الجميع يقولون لي بأني أقصد فلانا بعينه. ومنذ ذلك اليوم داومت على رسم هذا الشخص، وكان هو سعيد بذلك، وخاصة أنه اكتسب شهرة كبيرة من رسوماتي التي كانت تخرج على شكل قصص مصورة أو كوميك.

* هل هذا الفن هو فن ساخر بالدرجة الأولى وهدفه إضحاك الناس؟

ـ الاعتقاد الخاطئ والدائم عند الناس أن رسم الكاريكاتير يجب أن يكون ضاحكا، وهذا خطأ فرسام الكاريكاتير ليس مهرجا لإضحاك الناس، ولكن هو وسيط لتوصيل مشكلة ما أو ملاحظة إلى أصحاب الشأن ولعل يلاحظ بأن أشهر رسام كاريكاتير الفنان الراحل ناجي العلي فمعظم رسوماته حزينة، وليس لها علاقة بالضحك الساخر أو النكتة.

* ما القضايا التي تشجعك على الرسم؟

ـ جميع رسوماتي ذات طابع اجتماعي محلي، ولذلك فأنا أركز على هذه المشاكل المجتمعة والحفريات هي التي تحوز على نصيب الأسد في رسوماتي.

* من أين تحصل على مواضيع لوحاتك؟

ـ هناك مقولة شهيرة للفنان العظيم يوسف وهبي (وما الدنيا إلا مسرح كبير) فالمجتمع هو مصدر أفكارى وأحداث الناس وأقاويلهم والرسام الناجح هو الذى يتابع الأحداث أولا بأول، وتكون رسوماته حديث الساعة، والا اعتبرت مواضيعه المطروحة أفكارا بايته ومنتهية الصلاحية.

* ما هي المواضيع التي لم تتمكن من رسمها؟

ـ أنا مقل كثيرا في مواضيع المرأة! ومن يتابع رسوماتي يجدني باني مقل في طرح قضايا ومشاكل المرأة ولا أعرف لماذا؟ ولعل السبب ربما لأني مازلت أعزب وليس لدي مشاكل في هذا الصدد. يمكن!

* ما تقييمك لفن الكاريكاتير في قطر وفي الوطن العربي؟

ـ الكاريكاتير في قطر في تقدم مستمر كما هو في الخليج ويبلغ عددنا نحن الرسامين حاليا في قطر أربعة رسامين على أربع صحف محلية. وأعتقد بأن العدد في تزايد لو أخذنا برسامين جدد هواة في الساحة حاليا.

* من يلفت نظرك من الفنانين القطريين والخليجيين في هذا المجال؟

ـ محليا يلفت نظري رائد الكاريكاتير في قطر الفنان سلمان المالك رسام جريدة الوطن، وخليجيا حيدر محمد من الإمارات.

* هل يستطيع الكاريكاتير أن يقدم ما تقدمه الكلمة؟

ـ هناك حقيقة يجب الاعتراف بها، وهى أن الكاريكاتير هو الأكثر شعبية وإقبال في الصحيفه. وهو يوصل الفكرة أسرع من نصف صفحة مكتوبة أو عامود، وهو يختزل المشكلة أو الموضع في شكل رسم أو خطوط.

* هل الكاريكاتير يخدم الصحافة، أم الصحافة هي التي تخدمه؟

ـ الكاريكاتير جزء من الصحافة، وهو فن صحفي بالأساس، وهو لا يقل أهمية عن المقالة سواء اجتماعيه أو سياسيه والاثنتين مكملين لبعضهما البعض.

* برأيك من هو الرسام الخطير؟

ـ رسام الكاريكاتير الخطير هو الذى يملك (أسلحة) مثل الفكرة وأدوات الرسم المميزة والشفافية في الطرح.

* ماذا ينقص رسام الكاريكاتير العربي؟

ـ الانتشار. فالرسام العربي يملك مهارات وفكر لا يقل عن أي رسام عالمي. وعند زيارتي الأخيرة إلى أميركا لأكبر الصحف الأميركية وعندما التقيت بأكثر من رسام أميركي، لاحظت أننا لسنا أقل منهم في أي شيء، بل بصراحة نحن أمهر منهم في قوة الخط وتنفيذ الفكرة ولكن الفارق هو الانتشار الإعلامي وتسليط الضوء والاحتراف.

 

nike air max 2019 womens

معرض الصور