علي فرزات لـ"النهار": في لبنان أطراف للأجرة تساند النظام السوري

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة النهار اللبنانية
الكاتب: 
علي منتش

على الصفحة الرئيسية لموقع رسام الكاريكاتور علي فرزات رسم كاريكاتوري لميزان العدالة، تميل كفته الى الجهة التي وضع فيها "قلب" صغير، فيما ترتفع الكفة الاخرى تحمل صاروخا نوعيا. في هذه الصورة اشارات عديدة، لعل ابرزها، وفق مفهوم فرزات، ان الحب يغلب آلة القتل.
علي فرزات، ليس فقط رسام الكاريكاتور الاشهر، بعد ناجي العلي في العالم العربي. بل هو الفنان الذي تضاعفت شهرته بعد اندلاع الحراك السوري. هو أول من حصل على ترخيص لجريدة مستقلة في سوريا منذ العام 1963، هي جريدة "الدومري" الساخرة التي رخص لها العام 2001، ثم سحب ترخيصها العام 2003 اثر مشكلات مع السلطات السورية.
بعد اندلاع الحراك في سوريا وصلت الامور بينه وبين النظام السوري الى مرحلة اللاعودة، رغم ان البعض يتهم فرزات، بأنه كان من المقربين من الرئيس بشار الاسد خلال فترة معينة.
يعتبر فرزات ان الكلام لا يكفي لمواساة عائلة جبران تويني، "هذه العائلة التي قدمت حبرا ودما وعذابا وكل ما تتطلبه الحرية، وكان جبران تويني من الاشخاص الذين قدموا ارواحهم فداء للعمل الصحافي الحر والموضوعي الملتزم الانساني".
يتذكر فرزات لقاء جمعه بصديقه جبران، يومذاك شكره على اللجؤ الصحافي للسوريين في لبنان اذ "كانت النهار ملاذاً ومساحة رائعة لعدد كبير من المعارضين والمثقفين السوريين.
لا يؤمن فرزات عند الحديث عن الثورة السورية بالقواعد والقوانين السياسية الدولية، يعتقد ان الحرب اليوم هي حرب اعلامية، "والعالم في غالبيته يطوق سوريا لأن فيها ثورة حقيقية. الثورة في سوريا انسانية لانها لو كانت سياسية لانتهت منذ زمن"، فالثورة في حراكها الداخلي، برأي فرزات غير الملتزم كل القواعد السياسية التقليدية "ثورة تنبع من الذات البشرية".
القوانين البشرية يرى فرزات، انها تشبه القوانين الطبيعية، فكما تتمرد الطبيعة على الانسان عندما يبدأ بتدميرها، "كذلك عندما يأتي ديكتاتور يعذب الناس ويقمعهم ويسلبهم حريتهم، فمن الطبيعي ان يخرج تسونامي بشري. هذه الثورة مستمرة حتى تحقق اهدافها".
الوجه السياسي ضرورة للثورة، و"افضل ما يمكن تحقيقه في هذا المجال هو الائتلاف المعارض، الذي جاء ليدحض ادعاءات الدول الغربية، والصين وروسيا عن عدم توحيد المعارضة".
لكن النظام لا يقف مكتوفا، فهو استطاع مع مرور السنين بناء شبكة علاقات عنكبوتية مع الغرب وروسيا والصين، وليس من السهل تجاوز هذه المرحلة، لكن ما بني على باطل فهو باطل، وكل ما حصل في الماضي أتت الثورة اليوم لتقلب الطاولة عليه"، يقول فرزات.
يرفض فرزات فكرة الحوار مع النظام كسبيل لانهاء الازمة، ويسأل: "حوار مع من؟ مع من أدخلنا الى السجون؟ هل يمكن الحوار مع الجلاد؟ ماذا نملك من اوراق ضغط حتى نتحاور مع النظام؟"
على الثورة السلمية يعول فرزات "فهي الاساس، وكل التشكيلات الاخرى، كالجيش الحر، خلقت لدعمها وحمايتها، وهي ستنتصر قريبا". وهو لا يرى مصير الاسد الا عبر تحقيق العدالة "فالثورة قامت على مبادىء العدل، وعلى هذا الاساس سيتم التعامل مع الاسد، وليس وفق الطريقة التي يستخدمها هو مع الشعب".
الاطراف اللبنانية التي تساند النظام السوري "هي اطراف للأجرة، لا يمكن تملكها، اما بالنسبة لـ"حزب الله" فلا يستحق ان تخاطبه، هو ذراع ايران في المنطقة، لذا علينا مخاطبة الاصل هو رجل آلي ينفذ الاوامر ليس الا".
لم يكن فرزات متيقنا من انه مراقب، كانت لديه شكوك "وخاصة بعد اطلاق موقعه الالكتروني"، الذي بطبيعة الحال لم يعجب السلطات بسبب فتحه مساحة النقد الى اقصاها. في احدى زوايا هذا الموقع المسماة "من علي فرزات"، روى حادثة الاعتداء التي تعرض لها من امن النظام، وكانت مجموعة من العناصر الامنية اعترضت طريقه، في 25 آب 2011 حيث كان يتجه من ساحة الامويين نحو اوتوستراد المزة. اعتدى "الامن" على فرزات، وكسر اصابعه في اشارة فهم منها انه اصبح ممنوعاً عليه تخطي الخطوط الحمر في انتقاد النظام.
ولد فرزات العام 1951 في حماة، فاز بجوائز عربية وعالمية عدة لعل اهمها الجائزة الاولى في مهرجان صوفيا الدولي، وجائزة الامير كلاوس الهولندية. تناول في رسومه قضايا المجتمع، والسياسة والسلطة، والارهاب واسرائيل.

air max 90 essential pink

معرض الصور