فنان الكاريكاتير القطري سعد المهندي: الفنانون الغربيون لم يتفوقوا كثيرا على الرسامين العرب رغم الحرية الإعلامية هناك

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
موقع ميدل إيست أونلاين
الكاتب: 
حاوره: بسام الطعان

سعد المهندي فنان ورسام كاريكاتير قطري من مواليد الدوحة، يعمل بجريدة الوطن القطرية، وشارك في معارض فنية كثيرة داخل قطر. وفي حوارنا هذا أردنا التقرب منه ليتعرف عليه قارئ العربية وعلى مسيرته الإبداعية مع هذا الفن الشيق.

في البداية يوجز لنا المهندي رحلته مع هذا الفن الجميل مشيرا إلى هواية الرسم بشكل عام بدأت معه من الصغر، ولكني توقفت عنها لسنوات في مرحلة الدراسة الجامعية والمراحل الأولى من العمل، ولكن عدت إليها بتشجيع من الأصدقاء برغم ابتعادي عن هذا المجال إلا إني بدأت أسترجع حساسية الخطوط والتحكم بالرسم شيئا فشيئا فالتحقت بأحد المراكز الفنية في قطر وتدربت فيها لفترة بسيطة توجت بمعرض شخصي للكاريكاتير، ومن ثم التحقت مباشرة بالعمل بجريدة الوطن القطرية.

ويعتقد المهندي بأن الكاريكاتير في قطر وصل إلى مرحلة متقدمة بعكس ما كان في الماضي، فهناك مجموعة من رسامي الكاريكاتير المحترفين في مختلف المطبوعات القطرية، وهناك أيضا ما أعتبره صفا ثانيا، أو رافدا آخر من رسامي الكاريكاتير الهواة الذين ينتظر منهم الكثير في المستقبل.

ويضيف الفنان المهندي قائلا "وللأمانة فإن تطور فن الكاريكاتير في قطر أعزوه بشكل كبير إلى إلغاء الرقابة الصحفية في قطر، فهناك سقف عال متاح من الحرية للإعلاميين شجع على بروز العديد من رسامي الكاريكاتير."

ويؤكد المهندي ان الكاريكاتير يستطيع أن يرسم البسمة على الوجوه، ولكن ليس هذا دور رسام الكاريكاتير الحقيقي، فدوره الرئيسي من خلال الكاريكاتير يكمن في الانتقاد والتوجيه والتنبيه على المظاهر السلبية أو طرح أفكار ورؤى عن قضايا مختلفة من زاويته، هو وبأدواته ورموزه وهذا يعتبر من أصعب أنواع النقد.

وهو يعتقد أن أرقى أنواع الضحك هو حينما يضحك القارئ على كاريكاتير يتناول قضية تحزنه, فـ "كاريكاتير من هذا النوع أصنفه بأقوى الرسوم الكاريكاتيرية."

وهو يرى أن الفنان الصادق في فنه هو الذي يرسم الكاريكاتير من أجل الكاريكاتير, وليس الذي يرسم الكاريكاتير من أجل أن يملأ فراغا في صحيفته, والذي يتناول قضايا تمس حياة الإنسان وتحاول أن تعالجه بطريقة ساخرة راقية تحمل عمقا فكريا وبعدا إنسانيا وليست سخرية سطحية من أجل الإضحاك فقط.

ويختلف فن الكاريكاتير عن غيره من الفنون وفي الوقت نفسه لا يختلف, يختلف في كون رسام الكاريكاتير هو الصانع الوحيد لهذا العمل. أنا أشبه الكاريكاتير بالمشهد التمثيلي. فرسام الكاريكاتير يبتكر الشخصيات ويبتكر الفكرة، وهو مهندس الإضاءة من خلال الظل والنور في الكاريكاتير، وهو الذي يخرج الكاريكاتير بالشكل الذي يراه. فهو قريب من فن التمثيل بمختلف أنواعه مسرح أو سينما أو تلفزيون، ولكن صعوبته تكمن في طرح الفكرة من خلال لقطة في مشهد فقط وصعوبته الأخرى هي إن هناك شخصا واحدا فقط يقف وراء هذا العمل وهو الكاريكاريست.

ويؤكد المهندي أن الكاريكاريست إنسان غير عادي وإبداعه يكمن في رفع سقف الحرية للفنان.

ويرى أنه برغم الحرية الإعلامية التي يتمتع بها الفنانون الغربيون إلا إنهم لم يتفوقوا كثيرا على الرسامين العرب, وأعتقد هناك عدة أسباب فالحس الفكاهي الساخر لدى العرب أعلى والسبب الآخر أن الكاريكاتير يتألق أينما وجدت المعاناة الإنسانية والقهر والظلم. وهي ممتدة في وطننا العرب للآسف الشديد.

إن رسم الكاريكاتير نافذة أطل بها يوميا على الجمهور والقراء، وهي وسيلة للتعبير عن هموم الناس وهذا يمنحني شرف كبير ومسؤولية أكبر.

وأعرف دائما أن رسوماتي ناجحة من خلال القراء ومدى نجاحي في التعبير عن معاناتهم.

الفكرة المرنة بالنسبة لي هي الشيء المهم وبالإمكان التعبير عنها بأكثر من طريقة حتى لو كانت صعبة لكن المهم إيجاد الفكرة أو حتى بذرة الفكرة.

وتتفاوت نسبة الواقع في لوحاتي عن نسبة الخيال حسب الرسمة ولكن صميم الفكرة واقعي دائما.

وعلى الرغم من إتاحة الفرصة للتعبير والرسم إلا أنني أفكر أحيانا في الرقيب وفي كثير من الأحايين أتجاهله.

فلا ننكر أن هناك رقابة ذاتية، والرقابة في قطر ـ كما نعلم ـ قد ألغيت بعد ما حلت وزارة الإعلام بقرار جرئ من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر ليخلق بعدها جوا من الحرية إلا أن هناك رقابة ذاتية، وبعض التوجيهات في الصحيفة إذا ما شعرت بأن الرسام قد يبالغ في انتقادة لقضية ما.

والكاريكاتير في العموم فن ساخر وإنساني ويحمل عمقا فكريا ولكنها معادلة صعبة على أي رسام أن يحققها.

والأشياء التي تدعوني لرسمها أكثر من غيرها مفارقات الحياة وتناقضاتها. فأنا أشبه الحياة بلوحة كاريكاتير كبيرة جدا, وأنا أقوم بالتقاط كاريكاتيرات صغيرة منها.

jordan shoes for sale outlet white

معرض الصور