فنان الكاريكاتير جلال الرفاعي: رابطة رسامي الكاريكاتور الأردنيين كانت حلما لمحترفي هذا الفن الجميل وهواته

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة القدس العربي - لندن

 

اجاد رسام الكاريكاتور جلال الرفاعي في تشكيل نبض الشارع الاردني والعربي من خلال رسوماته التي اشتهر بها والتي نشرتها الصحف المحلية والعربية منذ وقت طويل حيث تحفل بتناغمات استوحاها من حروف طعمت بتعبيرات خفية، وخطوط وتفاصيل بحثا عن النقط الهادفة في هذا العالم المليء بالإشكاليات، وتتميز رسوماته بوقع خاص علي كل محبي هذا الفن البسيط والعميق. ومؤخرا تأسست رابطة لرسامي الكاريكاتير في الأردن وترأسها الرفاعي، وهنا حوار حول تجربته الإبداعية الطويلة وهواجسها وأيضا عن الرابطة الوليدة ومشاريعها القادمة:

حدثنا قليلا عن رابطة رسامي الكاريكاتور الأردنية، ما هي أهدافها وبرامجها وما هي جولة المحافظات...؟

رابطة رسامي الكاريكاتور الأردنيين كانت حلما ومطلبا لمحترفي وهواة هذا الفن الجميل لكي تضمهم وترفع من شأنهم وتحقق لهم بعضا مما يجول في خواطرهم ولكي تصبح جامعة لهم من خلال إيجاد مقر دائم يكون بمثابة البيت الثاني للمشتركين في الرابطة. وسنسعي لإصدار مجلة فصلية تعني بأخبار واعمال الاعضاء وتنشر رسوماتهم خصوصا الذين لا يجدون منبرا لنشرها في مكان آخر.

واخيرا فاننا سنحاول ان نوفر بيئة فنية مناسبة لرعاية الفنانين من خلال اقامة معارض مشتركة وعمل ندوات ودورات تثقيفية وفنية وطباعة كتاب سنوي يحوي مجموعة لكل فنان مع نبذة تعرف القارئ به.

وها نحن قد بدأنا التحضير لاقامة معرض كاريكاتوري لكافة اعضاء الرابطة يبدأ من مدينة اربد باعتبارها مدينة الثقافة الأردنية لهذا العام، ويتجول في كافة المحافظات انتهاء بمدينة عمان... وسيكون ذلك بعد عيد الفطر مباشرة.

ماذا تتوقع الرابطة من مؤسسات المجتمع المدني..؟

الكاريكاتور هو من اهم الفنون التي علي مؤسسات المجتمع المدني رعايتها والاهتمام بها وتقديم كافة المساعدات الممكنة للرابطة لما لهذا الفن من تأثير في مجال الاعلام ولانه اصبح من اهم الاسلحة التي تعرض وجهات النظر الدولية من خلال الصحف والانترنت وشاشة التلفزيون وكافة وسائل الاعلام. ولو رجعنا الي الخلف قليلا لادركنا مدي خطورة استغلال الكاريكاتور في طرح قضايا ومفاهيم خطيرة. وأعني هنا ما تجرأ به نفر من رسامي الكاريكاتور في الدنمارك حين رسموا تلك الرسوم المسيئة للرسول الكريم وتلك الضجة العالمية التي صاحبت ذلك. وهذا المثال وحده حافز لكافة مؤسسات المجتمع لدعمه وتوفير المناخ المناسب له ليزدهر ويتقدم.

وهل ستباشر الرابطة في استقطاب اكبر عدد من الرسامين بعقد دورات متخصصة..؟

تركيزنا حاليا علي توفير الدعم المالي الكافي لكي نبدأ في تقديم نشاطاتنا وحالما نجد انفسنا في وضع مالي جيد. وداخل المقر المناسب فاننا سنولي الاهتمام الكافي باعضاء الرابطة عن طريق الالتقاء الدائم وعقد الدورات الفنية ومحاولة استضافة فنانين مرموقين في مجال الكاريكاتور والرسوم المتحركة لعمل ورشات مشتركة يستفيد منها الجميع.. اضف الي ذلك اننا سنحاول ايفاد شباب الرابطة في دورات تدريبية وبعثات لفترات محددة الي الخارج اذا وجدنا الدعم المناسب من كافة الاطراف

برأيك كيف يصل هذا الفن للاشخاص العاديين ممن لا يتابعون الصحف..؟

لم تعد الصحف هي الوسيلة الوحيدة لمتابعة اعمال فناني الكاريكاتور.. فلقد اصبح الانترنت مصدرا رئيسيا وهاما من مصادر المتابعة اذ توجد مواقع متخصصة لفن الكاريكاتور تضم مجموعات كبيرة من رسامي العالم يستطيع أي كان الدخول اليها ومتابعة اعمال رساميها يوميا وبكل بساطة.

بالمناسبة كيف تنظر إلي اعمال الرسامين الشباب؟

قلت واقول دائما: مع ان عمر الكاريكاتور في الأردن قصير الا انه ومع وجود العدد الكبير من الصحف اليومية والاسبوعية والمجلات والمطبوعات الاخري برزت وتبرز مجموعة من الشباب الموهوبين والواعدين اضافة الي الموجودين في الصحف اليومية الذين يعتبرون من اهم رسامي الكاريكارتور لا علي المستوي المحلي ولكن ايضا علي المستوي العربي.. والعالمي!

انت تصر علي استخدام الخطوط البسيطة لماذا، وتنتقد التكنولوجيا تحديدا في هذا الفن ولا سيما في مجال الرسم الكمبيوتري الملون..؟

لا اعرف ما هو المقصود بالخطوط البسيطة.. فالكاريكاتور اصلا مبني علي البساطة الظاهرية والعمق المعنوي!! واشهر الفنانين هم الذين يختزلون الخط والتعليق والفكرة والهدف بأبسط الخطوط واقواها وصولا لما يريد. اليس الكاريكاتور اختزالا لمقابل طويل أو حتي صفحة من جريدة؟! اما موضوع انتقادي للتكنولوجيا فهو منصب علي هؤلاء غير الموهوبين الذي يجمعون رأسا من هنا وجسما من هناك وفكرة من هنالك ويقصونها ويلصقونها ويخرجون علينا برسم يقولون انه من انتاجهم.. وهذا تشويه للكاريكاتور!!

النقطة الثانية التي انتقدها هي وجه الشبه بين بعض الرسوم الكاريكاتورية الملونة والفيديو كليب الغنائي.. حيث ان ظاهرة الفيديو كليب اعمت المشاهد عن تتبع الصوت والموسيقي وابرزت الكثير من الوجوه التي لا تمتلك موهبة الغناء الحقيقية لان المخرج استطاع ان يأسر المشاهد بالمناظر الجميلة التي يراها لا بالصوت الذي يسمعه. وبعض الرسوم الكاريكاتورية الملونة تشبه هذا الي حد كبير حين يمضي الرسام ساعات طوال في عملية التلوين والابهار البصري علي حساب الابهار الفكري الذي من المفترض انه وظيفة الكاريكاتور!!.

أخيرا لاحظت في رسوماتك انك لا تميل إلي وجود شخصية ثابتة ومعينة في أعمالك او بعض الرموز الدائمة فلم لم تبحث عن هذا الأمر؟

من قال ان الشخصية (الثابتة) هي التي تطبع اعمال الفنان أو تجعله مهما أكثر من غيره.. ابتداع الشخصية راجع للفنان نفسه لا لفن الكاريكاتور.. حيث ان لكل فنان رؤيته وفلسفته المقتـــــــــنع بهما ومن خلال هاتين الرؤيتين فهو الوحيد القادر علي ابتداع اسلوبه وطريقته، فلو كانت الشخصية الثابتة هي التي تحدد طابع الفنان لفقدت الاغلبية الساحقة من فناني الكاريكاتور هويتها!! الذي يحدد هوية الفنان شيء آخر مختلف الا وهو الاسلوب الخاص الذي يقدم به الفنان نفسه والذي يعتمد علي الخط الكاريكاتوري الذي يميز كل فنان عن الآخر.. والذي هو توقيع الكاريكاتور وهويته حيث يستطيع القارئ ان يميز عمل الفنان من خلال خطوطه حتي لو لم يوقع الفنان عمله.

خذ مثلا علي ذلك الفنان الكبير ناجي العلي الذي اشتهر بشخصية حنظلة. فلو جردنا احد رسوماته من هذا التوقيع وعرضناها علي اي شخص لعرف الرسم من خطوطه واسلوبه المتميز وقس علي ذلك بقية الفنانين.. وهنالك نقطة اخري الا وهي الخوف من ان تفقد الشخصية الثابتة بريقها وتصبح عبئا علي الرسام بدل ان تكون تعريفا له.. ثم ان التنويع في رسم الشخصيات كل مرة هو عمل ممتع للفنان ومريح للقارئ علي حد سواء.

 

nike air max 90 leather

معرض الصور