في المركز الثقافي العربي بـ «أبو رمانة».. ربيع العريضي ينزع حتى ورقة التوت..!!

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة تشرين - سورية
الكاتب: 
علي الراعي

ثمة حذاء نسائي بكعب عال يتمدد ليصير سريراً من الإثارة، يغفو داخله «العربي النفطي» فوق بئر من البترول، على هذه الشاكلة من التنويع.

يقدم ربيع العريضي مواقفه الكاريكاتورية، في معرض ضخم، ضم عشرات اللوحات في صالة المركز الثقافي العربي بـ «أبو رمانة»، مواقف كاريكاتورية، هي احتجاجات نزع خلالها العريضي حتى «ورقة التوت» التي كانت حاملاً مجازياً لمختلف مضامين اللوحات، سواءً كانت سياسية، أو اجتماعية، «ورقة التوت» هكذا سمى معرضه وأعلن عنه، مقدماً المواقف عارية، و.. تكاد تكون مغسولة من التأويلات عندما يأخذ بانزياحات هذه «التعبيرات» الكاريكاتورية باتجاه أهدافها مباشرةً، ليضع المتلقي لهذه اللوحات ـ المواقف أمام الحقيقة العارية، أو الحقيقة التي يعرّيها، عندما يشكل «ورقة التوت» الأخيرة من المرآة، ليضعنا وبعد طواف طويل، وكأنه ينزع عنا ثيابنا قطعة قطعة، ثم لنظهر أمام هذه المرآة، وقد نزعنا حتى ورقة التوت، فيأتي الموقف، أو الحالة حادة كصفعة من لهب، أو كقذف دفقة ماء باردة وقوية في وجوهنا في عز الغفوة..!! ‏

طواف يأتي كملهاة طويلة لزمن عربي كأنه الدهر، حيث هذه البئر النفطية، التي تأتي لعنةً لكل جماليات العالم العربي: الدراما، الموسيقا، الأدب، وحتى وبالاً على الدين، عندما يمسك النفطيون بتلابيبه، محاولين ليّ عنقه، ليخدم ملهاتهم الطويلة هذه، أو ليكرسها..! ‏

إذاً.. ثمة منهلان لفنون ربيع العريضي الكاريكاتورية، استمد منهما هذه التعبيرات المبالغ فيها من منظار غرافيكي ذهني يومي، وهما تفاصيل الحياة اليومية للناس، أي الوضع الاجتماعي، والوضع السياسي للعالم العربي وعلاقاته الملتبسة بالسياسة الدولية، ولماذا بقينا على الدوام، إما دولاً محتلة ومغتصبة، أو مشاريع دول احتلال واغتصاب..!! ‏

ذلك مايصوره العريضي في رقصات أمراء النفط النجداوية مع قاتل كوني، ‏

ـ بوش ـ الذي لم يستثن حتى أطفالهم، وكأنهم يغسلون يديه من آثار الدماء التي علقت به، يرفهون عنه، ويخففون من توتره، رقصاً، وقنيصاً..!! حتى ليبدو الواقع يفوق الكاريكاتور في كارتوريته، وسخريته.. ولأن الحالة العربية هذه دهرية في طولها، فإن العريضي، يكررها وينوع في تكراره على هذه الحالة، تماماً كتكرار بعض الجمل والكلمات في قصيدة نثر، فالمأساة هي نفسها لاتزال مستمرة، وثقيلة في استمرارها..!!

بهذا الحس التعبيري الذي تميز باستخدام الأسود والأبيض، وبرموز بسيطة، ومن خلال خيوط ومسطحات يقدم مفارقاته النقدية الحادة مستفيداً من معطيات التعبيرية لأقصى مدى والتي هي ومنذ استخدامها في التشكيل لأول مرة عام 1905 كانت تحمل في مضامينها وشكلها العام مظهراً احتجاجياً على الواقع السياسي والاجتماعي، محاولاً جهده التعبير عن الصورة النفسية (الداخلية) إضافة لاهتمامه بالصورة الخارجية، والتي كان الإنسان العربي محوراً أساسياً في اتجاهات لوحات العريضي، وغالباً ماجاءت آلامه في الكثير منها على حساب المسائل الفنية، عندما حول اللون والخط إلى وظيفة تعبيرية صرفة، فتلوى الخط ـ كما كل الحالات التعبيرية ـ تحت تأثير المشاعر الذاتية والعاطفية للفنان، مشوهاً ومحوراً في الشكل، ومستفيداً من تفجيرات اللون، في اللوحات الملونة بأقصى طاقاته الكامنة... ولعل فن الكاريكاتور أكثر المستفيدين من كل الأنواع التشكيلية الأخرى من الحركة التعبيرية، بالكشف عن أزمات الإنسان الروحية، فصار لديه القبح والبشاعة أكثر إثارة، مخفياً السخرية المريرة في التشويه والتحوير، والمفارقة والتناقض..!! ‏

وهذا ماسعى إليه العريضي في اشتغاله على تناقض الشكل ونفخه وبعثه في خطوط، وبالتقاطه المبدع للشوائب والجوانب السلبية في محيطه، ثم المشاكسة عليها، في صياغتها والإعلان عنها، بكامل النزق، والهزل، و.. التهكم..!!

jordans for sale soccer

معرض الصور

الفنان ربيع العريضي