كارلوس لاتوف مع العرب... انشروا رسومه بلا مقابل!

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الاخبار - لبنان
الكاتب: 
رشا أبي حيدر

 

الخبر بحد ذاته فريد من نوعه: فنان كاريكاتور عالمي يتصل بجريدة يوميّة عربيّة، داعياً إيّاها إلى نشر رسومه من دون مقابل! هذا ما فعله البرازيلي كارلوس لاتوف الذي سبق لنا أن نشرنا عدداً من رسومه في «الأخبار» منذ إعادة إصدارها، من دون اتصال مباشر به. وهو لا يقصر دعوته على جريدتنا، بل يدعو من خلالنا كل الصحف اللبنانيّة والعربيّة إلى زيارة موقعه، واختيار ما طاب لها من الرسوم... وعندما سألناه عن سبب هذه المبادرة، أجاب إنّه إنما يفعل ذلك من أجل التعبير عن تضامنه مع العرب وقضاياهم «في مواجهة الغزو الصهيوني والأميركي»!

لكن ما قصّة هذا الفنّان الذي يطمح إلى انتشار رسومه في الصحافة العربيّة؟ زار كارلوس لاتوف (1968) فلسطين لأوّل مرّة عام 1999، بدعوة من منظّمة «المركز الفلسطيني للسلام والديموقراطية». وأمضى الرسّام اليساري حينذاك 15 يوماً بين رام الله ونابلس والخليل. تعرّف إلى ادريس الذي شُوِّهَت طفلته بمولوتوف المستوطنين الصهاينة. منذ ذلك اليوم صارت القضيّة الفلسطينيّة في صلب اهتماماته.

يقول لاتوف لـ«الأخبار» إنّه اختار تسخير ريشته لمناصرة القضايا الإنسانية العادلة، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط. رسومه الكاريكاتورية أثارت ضجّة كبيرة، وخصوصاً عندما رسم جورج بوش بملامح أدولف هتلر وشبّه الإسرائيليين بالنازية. إلا أنّ سلسلته «كلّنا فلسطينيون» احتلّت النصيب الأكبر من الجدل. فيها وضع معاناة الفلسطيني في سياق الجرائم الكبرى التي شهدها التاريخ: من السود خلال التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، إلى أهل التيبيت الذين يعيشون ــ إلى اليوم ــ تحت نير القمع الصيني، مروراً بصبي يهودي في أحد المعسكرات النازيّة... رسم هؤلاء يقولون: «كلّنا فلسطينيون».

ويرى لاتوف أنّ الحرب ضد العراق ليست إلا «نزاعاً على النفط الذي تستفيد منه إسرائيل». ويضيف: «أطنان القذائف استهدفت اللبنانيين في تمّوز 2006، وواجه حزب الله ضغوطاً من العالم أجمع، لكنّهم لم يتمكّنوا من إخضاع المقاومة». والرواج الواسع الذي حقّقه لاتوف حول العالم، جعله على القائمة السوداء في إسرائيل: الموقع الرسمي لحزب الليكود يطالب الحكومة البرازيليّة بوقف نشاطاته، بل محاكمته! ويصفه الموقع نفسه بالموهوب، معتبراً إياه «الرأس المدبّر لأكبر بروباغندا محرّضة على الصهيونية».

مجلّات وصحف حول العالم تستخدم رسوم لاتوف، ومواقع إلكترونية عدّة منها الموقع الرسمي للمفكّر البارز نورمان فنكلستين. وفي حديثه إلى «الأخبار»، دعا لاتوف العرب إلى التصدّي للمشروع الأميركي الاستعماري في المنطقة، مؤكّداً أنّه «لا يحمل التنمية والتقدم والديموقراطيّة إلى منطقتكم»... وأوضح أن مواقفه لا تنحصر بالعرب والمسلمين تحديداً، بل تشمل كلّ القضايا الإنسانيّة العادلة. وعبّر عن أمله في أن تسهم أعماله الفنيّة في خدمة التغيير والعدالة والتقدّم، وإيصال صوت المقموعين والمهمّشين إلى العالم أجمع.

http://latuff2.deviantart.com

 

nike air max 1 cheap

معرض الصور