كاريكاتور هارون" يجسد انشغالات الشخصية الإماراتية

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الخليج - الإمارات
الكاتب: 
سعيد جاب الخير
في أول كتاب له ضم 120 عملا كاريكاتوريا خلت من الألوان، ومستخدما التعليق المكتوب وأحيانا يخلو رسمه من التعليق، يتميز الزميل هارون بخطوط متفردة في الرسم بحيث إن كل من يرى أي رسم من رسوماته يعرف مباشرة أنه له وليس لأحد آخر. وكان الكتاب قد صدر مؤخرا عن “دار الخليج” تحت عنوان “كاريكاتور هارون” وسبق أن نشر رسوماته في صحيفة “الخليج”.
خطوط هارون الخفيفة في الرسم تدل على مزاجه المرح، فهو يتناول مفردات الحدث اليومي ليعالجها كاريكاتوريا بروح الإنسان الإماراتي المرحة مع مسحة ناقدة لا تصرح عن نفسها لكنها حاضرة باستمرار، إما في خلفية الرسم وإما في خلفية النص الحواري الممتع الذي يصاحب النص عادة.
هارون لا يستخدم من الألوان سوى الأسود، ربما لأنه يريد أن يقول للقارئ إن الحياة بالنسبة إليه تأخذ لونا واحدا يكاد ينسحب على جميع أشيائها وحالاتها. لكن غياب الألوان عن رسومات هارون لا يمنع حضور البهجة فيها من خلال الشخوص والحوار الذي يدور بينها.
من حيث المضمون، يركز هارون في رسوماته على المواضيع ذات العلاقة بصعوبة الواقع المعيشي للإنسان البسيط من خلال المفردات المألوفة في الحياة اليومية، كما في العديد من الرسومات التي يخصصها لمشكلة غلاء الأسعار التي تضر بالقدرة الشرائية للمواطن، كما يتطرق بحس نقدي رفيع إلى الأوضاع السائدة على الصعيد الاجتماعي سواء في مجال العلاقات الشخصية أو العائلية أو حتى في حالات التعسف والبيروقراطية والزبائنية أو المحسوبية التي يمارسها بعض المسؤولين الإداريين، مثلما نجد في الرسم الذي يصور فيه فصلا دراسيا يجلس فيه أحد التلاميذ متقدما على زملائه وعلى كرسي فخم كأنه كرسي مدير مؤسسة، ومدير المدرسة يقول للمعلم “ولد مدير، أبوه يايبله ها الكرسي عشان يدربه على الجو من أحين”.
وفي رسم آخر، يظهر منزلان أحدهما عبارة عن “فيلا” فخمة والآخر بيت قديم. سكان الفيلا يقولون “ولدنا ظهر اسمه في كشف الإسكان” بينما يقول سكان البيت القديم “ولدنا قالوله إتريا الدور”. رحلة البحث عن الوظيفة أخذت حيزا واسعا في رسوم الفنان هارون، فهذا شخص يحتفظ بألبوم كامل لصوره من اليوم الأول الذي دخل فيه إلى المدرسة، حتى تخرجه من الجامعة، لكنه لا يملك صورة لأول يوم بدأ فيه العمل لأنه لا يزال في رحلة البحث عن وظيفة.
وهذا أحد المسؤولين يلقي خطابا أمام خريجي الجامعة يقول لهم “والآن نستعرض وإياكم طابور العاطلين. آسف. آسف جدا. أقصد طابور الخريجين”.
وهذا شاب متخرج يسلم شهادته لوالده الذي يقول له “مبروك. بنعلجها عند شهادة أخوك وشهادة أختك إللي لين أحينه ما محصلين شغل”.
يعتبر هارون من رسامي الكاريكاتور المميزين في الإمارات، ولعله الكاريكاتوري الوحيد الذي يرسم الشخصية الإماراتية ويجسد همومها وانشغالاتها بشكل يومي يتحسس نبض الشارع وخلجات الإنسان في اهتماماته اليومية البسيطة. ولذلك فإن أعمال هارون تصل وبكل سهولة إلى مختلف شرائح المجتمع الإماراتي من مواطنين ووافدين.
jordan shoes for sale outlet blue

معرض الصور