كاريكاتير عاشوراء «مازال خجولاً» واللوحة الواقعية أقرب للجماهير

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الوقت - البحرين

 

اعتبر الرسام و الفنان التشكيلي محمود حيدر، أن اللوحة الحداثية ''أفرغت معاني الفن وعطلت الرسالة الفنية المطلوبة، أما لوحة عاشوراء فهي بحاجة لوضوح وتجسيد واقعي مع تطوير وتجديد الخيال للفنانين''.

وقال حيدر في لقاء مع ''الوقت''، إن تجربة الكاركتير لموسم عاشوراء ''مازالت خجولة، والناس ترغب في اللوحة الواقعية، لأنها أقرب عاطفياً للجماهير والرسام''.

* ما هي رسالة اللوحة الفنية بموسم عاشوراء؟

تجسيد الأهداف الإنسانية للثورة الحسينية من خلال ترجمة الخطوط والألوان الفنية ووضعها في لوحة واقعية توضح الأحداث التاريخية التي حدثت باليوم العاشر من محرم، وأفضل أسلوب رسالي للوحة الفنية في أيام عاشوراء، التجسيد الواقعي الواضح، لأن اللوحة الغامضة والرمزية لن تكون واضحة للجماهير، وبعض الرسامين وضعوا فقط ألوانا متعددة على اللوحة دون رسم واقعي، ويقصدون من الألوان، الدم أو الحرية .

الرسم الحسيني في البحرين بحاجة إلى رسم القضية والثورة بشكل واضح من دون تعقيد لكي تكون رسالة الإمام الحسين باللغة المفهومة والواضحة، ويعتقد البعض من الفنانين أن القضية الحسينية واضحة للجميع، فيقومون باستغلال الترميز الحداثي في الفن التشكيلي أو الرسم.

* ماذا تحتاج المراسم الحسينية لتفعيل قضية الإمام الحسين؟

تفعيل لغة الفن الواضحة والمفهومة، صناعة الصور المؤثرة، ابتكار المشاهد أثناء الرسم، التجديد في زوايا اللوحة الواقعية، جعل الفن المرسوم بأسلوب ولغة واضحة للجميع، التركيز على الجانب الإنساني لإظهار المظلومية، توظيف العناصر الفنية الحديثة، التواصل الإنساني من خلال اللوحات مع جميع الأديان السماوية.

* كيف تقرأ تجربة الرسم الحسيني في البحرين؟

تجربة الرسم الحسيني في البحرين جيدة لكن متكررة منذ سنوات، ولا يوجد تجديد ملفت للنظر حول التجديد أو الارتقاء للمستوى المتقدم والأفضل للتجربة، وأكثر الفنانين لديهم ملاحظات متكررة حول مستوى المعارض والمرسم الحسيني، لأنه في كل عام تكون أسماء الفنانين متكررة للمشاركة، ويكون خلط الهواة والمبتدئين مع الفنانين المبدعين في مضمار واحد، ونتمنى أن تكون عاشوراء فرصة لدعم وتشجيع المبتدئين والهواة، ولكن نحن بحاجة لبرنامج منظم أكثر في أيام عشرة محرم، ووضع أقسام مخصصة في المعارض والمراسم للهواة والمبتدئين، ونسعى ليكون التطوير متقدما لما يطمح له الفنان.

* هل وصلت الرسالة المطلوبة للجماهير والجاليات الأجنبية من خلال المعارض والمرسم الحسيني؟

الرسالة وصلت للجهور بشكل مقبول، ولكن ليس بطموح الفنان الماهر، لأن العمل في المرسم الحسيني لم يتغير نمطه منذ 4 سنوات، و لا يوجد الشيء الجديد والمطلوب لرفع المستوى الفني الذي يحتاجه المجتمع، أما تحديد وصول الرسالة والهدف من الفن المرسوم يحتاج إلى دراسة واستطلاع بين الجمهور والرسامين لمعرفة مدى التأثير لوصول الرسالة المطلوبة من اللوحة الفنية.

* هل تعتقد أن مدرسة الرسم السريالي تستطيع إيصال القضية الحسينية عالمياً؟

الأسلوب الغامض، والمدارس الحداثية أفرغت الفن وجمالية اللوحة من معانيها، كما أُفرغت المعاني الواضحة للشعر الحداثي، وأصبحت الرسائل الفنية بلا قضية، و نشأة مراحل اللوحة الحداثية في الغرب أثرت بشكل كبير على الفنانين في الوطن العربي، ومن المعروف أن بعض فناني الغرب يتمنون وجود القضايا السياسية العربية في أوطانهم، لكي يرسموا وينتقدوا واقعهم بالشكل والفن الواقعي لأن القضايا واختلاف الآراء تصنع الإبداع، وما نجده الآن أن بعض الفنانين يقلدون اللوحة الحداثية الغربية، وأصبحت اللوحة العربية دون طرح للقضايا الحساسة، لأنها مفرغة، وغامضة و خالية من المعاني، و القضية الحسينية تحتاج لخيال واقعي.

سبب هروب بعض الفنانين عن الرسم الواقعي، ضعف استخدام الخطوط الفنية أثناء الرسم، عدم القدرة على التناسق الفني للوحة الواقعية من خلال وجود الألوان واستخدام التقنية الحرفية، لكن يستطيع المبدع الذي يرسم واقعيا أن يضع الألوان في اللوحة ويصنع الإبداع المتجدد، واللعب في الألوان لتأسيس الجمال ما هو إلا تعبير جمالي في الرسم .

* كيف يمكن للفنان تقديم لوحات حديثة في عاشوراء، ومعظم اللوحات الموجودة متشابهة في الخيال والتعبير وتكون بنفس الألوان؟

الفنان المبدع هو الذي يستطيع أن ينتج الجديد دائماً، وبالرغم من التكرار المستمر في طرح المواضيع للوحة عاشوراء بشكل سنوي، لكن يمكن للرسام أن يبتكر ويجدد في اللوحة كما يجدد الشاعر في قصيدته الحسينية أو الغزلية، الإبداع الفني للمخيلة يعني التجديد في تكرار القصة و النص والفكرة بشكل حديث لأي عمل فني إبداعي وجديد.

* لماذا يتم التركيز على اللوحات الواقعية في عاشوراء، ولا نرى للفنانين كاركتيرات للنقد وتوعية المجتمع؟

التركيز على اللوحة الواقعية شيء روتيني ومتكرر في البحرين منذ زمن طويل، وتم التركيز على العمل الواضح من قبل الفنانين بسبب سهولة إيصال رسالة اللوحة الواقعية، كما يتم التركيز على المشاهد والأحداث التاريخية التي يرويها الخطيب، ورسم الكاركتيرات بموسم عاشوراء يحتاج لعصف ذهني وإتاحة الفرصة لظهور الكاركتيرات من خلال نشرها في كتب مخصصة أو في الصحف والمجلات التي تخص عاشوراء، والمجتمع البحريني بحاجة لمشاهدة كاركتير خاص بأيام عشرة محرم، لأن الكاركتير ينتقد ويطور في المجتمعات، وتجربة كاركتير عاشوراء مازالت خجولة، ويبقى التركيز على اللوحة الواقعية لأنها أقرب عاطفياً للجماهير والرسام، والرسم في الإمام الحسين بحاجة لدعم أعمق وبشكل مدروس ونقد حقيقي مع التشجيع للفنانين.

 

This Weekend's Hottest Sneaker Releases (And Where to Find Them)

معرض الصور