كتاب يجمع بين إبداع وفن رؤوف عياد ومشاعر الحب والوفاء

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الوطن - الكويت
الكاتب: 
ليلى الرملي

 

عاد فنان الكاريكاتير الراحل »رؤوف عياد«، ليطل علينا برسومه الكاريكاتيرية الساخرة الواعية من خلال كتاب صدر منذ أيام بالقاهرة عن (دار رؤوف للطباعة) بعنوان »همّي يضحك«، قام باعداده صديق عمره »رؤوف سليمان«، وصمم غلافه الفنان »رأفت عدلي«، بينما قام بالاشراف والاخراج الفني " مينا رؤوف سليمان "، جاء الكتاب في 133 صفحة ضمت عدداً كبيراً من رسومه الكاريكاتيرية المميزة مقسمة الى خمسة فصول (اجتماعي / التعليم / الفساد / الكورة / سياسي)، تصدر صفحاته اهداء جاء فيه الى روح الصديق الفنان.. رؤوف عياد، الذي لمس أوجاع الفقراء والكادحين، وعبر عنها بريشته وقلمه، والى كل محبي هذا الفنان العظيم، نهدي هذا الاصدار.

أما المقدمة التي كتبها رؤوف سليمان، فقد تناولت مشوار عيَّاد الفني.. القضايا التي عبر عنها بريشته.. والصداقة في حياته، وقد استهلها قائلاً: عندما تهيأت لكتابة مقدمة هذا الكتاب، الذي يضم بعضاً من ابداعات صديقي فنان الكاريكاتير رؤوف عياد، الذي ربطتني به صداقة حميمة منذ عام 1965 وحتى وفاته، تملكتني الحيرة.. وتساءلت.. من أين أبدأ؟ وعن مَنْ أكتب؟ رؤوف الفنان أم الانسان؟ أم كليهما؟، وفي النهاية قررت أن أترك لقلمي حرية الاختيار في التعبير عما يمثله هذا الرجل، الذي عشق فن الكاريكاتير، ومنح قلمه وريشته حرية التعبير لسنوات طوال عن البسطاء من المصريين ".

وتلت المقدمة عدة صفحات بعنوان »بعض ما كتب عنه بعد رحيله«، ضمت مقطتفات مما كُتب عن رؤوف عياد بعد وفاته بقلم فنانين وصحفيين وكتّاب وأصدقاء، فكتب الكاتب " رؤوف توفيق " بمجلة صباح الخير تحت عنوان »المقاتل ضد القبح في حياتنا«. وكأن حياتنا اصبحت تمام التمام، مليئة بالأمل والبهجة والفرح، حتى ينسحب منها أحد عباقرة جيل العظماء في فن الكاريكاتير السياسي والاجتماعي، كنا ومازلنا في أشد الاحتياج لمن يعبر عن همومنا وأوجاعنا بلمسة ذكية ساخرة، تسحب الضحكة من أعماقنا وتجعلنا نعيد التأمل والتفكير فيما يحدث حولنا، لنواصل حياتنا بفهم أكثر.. وبضحكة أكبر.. وباصرار أعمق.

الواقع المصري

أما صديقه ورفيق مشواره الفني الفنان جمعة فرحات فقد كتب في جريدة الفجر تحت عنوان »الكتابة من أول السطر« يناجيه :

عزيزي رؤوف.. أنا أعرف الآن أنك تهزل.. ولم تأخذها بجدية.. وأنها احدى ألاعيبك الصغيرة.. وستعود.. رؤوف.. قل انها احدى نكاتك.. ولن أقول لك هذه المرة بايخة.. وهي فعلاً أبوخ نكتة فعلتها.. أن تتركنا الآن.. لكننا سنلتقي.. والى لقاء.

وتحت عنوان »قوس قزح« بباب قضية فنية، أحد أبواب »مجلة صباح الخير« كتب الكاتب »محمد الرفاعي«:

تجاوز رؤوف عياد حدود الواقع المصري، حمل الخريطة العربية المنتهكة فوق ظهره، وصار يصرخ في العراء.. تحركوا.. حنى لا نموت وقوفاً في أماكننا.. وتأكل رؤوسنا الغربان.. وارسموا جلاديكم على الجدران.. حتى تكتشفوا أنهم مجرد نمور ورقية، كان رؤوف.. وكان.. وكان.. لكن الحياة.. كانت مثل قوس قزح.. يظهر فقط ساعة المطر.

وفي جريدة »القاهرة« كتب الكاتب والشاعر »محمد بغدادي« يرثيه :

فجأة وبلا مقدمات قرر رؤوف عياد أن يتركنا ويرحل، وبرحيل رؤوف عياد خسرنا آخر الفرسان في كتيبة الكاريكاتير المشاغبة، القادرة على العطاء حتى الآن، فهو الوحيد الذي ظل مواظباً على التواصل مع قرائه، وهو الوحيد الذي لم يترجل وينزل عن صهوة جواد الكاريكاتير الجامح، الذي انطلق من مؤسسة روز اليوسف منذ أكثر من نصف قرن من الزمان،

ووصفته الكاتبة الصحفية »منى ثابت« بجريدة الكرامة تحت عنوان »البشر عنده ثلاثة أنواع : فاجر.. متفرج.. فارس«:

يشبه عود الناي الصلب على الرغم من ضآلة حجمه، والذي لولا وجود الثقوب المحترقة في جسده لما أبدع أنغاماً تسحب الأحزان بهدوء، وتذريها بعيداً قبل الغروب، ولولا الثقوب لظل الناي عوداً خشبياً أجوف، لكن الناي لا تثقبه الا النار، بعدها يعزف ببراعة.

وفي مقال بجريدة الدستور كتبه الكاتب »نبيل عبد الفتاح« عنوانه »ورحل رؤوف عياد مصنع البهجة في بلاد أهم انتاجها السخرية والنكتة الجديدة« جاء :

لم يؤثر عنه الأذى أو اللغة الخشنة أو السلوك الفظ، كان قادراً على أن يكون مركزاً للجذب الانساني وللأصدقاء على وجه الخصوص، الزخم الانساني الرفيع الذي يدور حول شخصية رؤوف وأصدقائه ومحبيه هو سنده ومرجعه كرسام للكاريكاتير، قادر على انتاج الوجوه والأجساد وروح وديناميكية تتحرك كخطوة ضاجة بالحياة.

طراز خاص

أما رئيس تحرير مجلة صباح الخير »رشاد كامل« فقد قال عنه في إحدى فقرات مقاله بالمجلة :

... وأشهد أنه كان فناناً من طرازي خاص، فهو يرسم الكاريكاتير ببساطة وعمق وجدية لا حدود لها، وفي نفس الوقت يكون لوحة فنية رائعة الألوان والشخصيات، أما اذا رسم غلافاً لمجلة صباح الخير يتميز بالبساطة والعمق الشديدين.

أما الأستاذ »سهيل العاني« مدير »مطعم الجريون«، ذلك المكان الذي يعد من أشهر أماكن تجمع الكتاب والفنانين بوسط القاهرة، وفيه كان رؤوف عياد يلتقي دائماً بأصدقائه، فقد شارك بكتابة كلمة عنوانها رؤوف عياد أيقونة الجريون قال فيها :

بابتسامته السمراء الممزوجة بطمي الوادي، والمرتوية الى حد الشبع من ماء النيل، بود صادق كطيبة قلبه، وأصالة معشره، وبتلقائية أولاد البلد وأريحية الواثق، حدثني رؤوف : عارف ياسهيل.. أهم حاجة فيك انك جبت آخرنا.. وقهقه بضحكة بريئة كفطرة أطفال الله، تركني وحيداً ألوك افتقادي وحزني، ان العين لتدمع، والقلب ليحزن على فراقك ياابن عياد، وكلما مررت على مجلسك يداعبني خيالك، ويتردد صدي تعليقاتك الساخرة،

وفي تحقيق صحفي للكاتبة »أمينة طلال« مع بعض الصحفيين والفنانين بعنوان »رؤوف عياد.. ملحمة حب حقيقية« قالت في مقدمته :

في ملحمة حب ودع الصحفيين والفنانين الراحل الفنان الرسام رؤوف عياد، الذي يعتبر من أعلام الكاريكاتير في مصر، هذا الفنان الذي جسد برسوماته المقهورين والبسطاء والمهمشين، وكما قالوا عنه فهو صاحب وجهة نظر، ويمثل حزباً قائماً بذاته، ولاصراره على التعبير عن وجهة نظره أطلق عليه »المشاغب« كما أطلق عليه »الساخر المسالم«.

أحد من أجرت معهم التحقيق كان الفنان الناقد ابراهيم عبد الملاك، الذي قال :

كان متمكناً ومتنوعاً، ومتابعاً جيداً للأحداث وارتبطت الكاريكاتيرات الساخنة برؤوف، لذلك كانت تسعى كل الصحف لضمه لها.

رؤية خاص

وفي نفس التحقيق وصفه الفنان محمد حاكم قائلاً: »كانت لعياد رؤية خاصة، فهو فنان عظيم حيث كانت رؤيته لا ترتبط بالنظام العام الموجود، لكنها نابعة من داخله، لذلك عمل بالفن والسياسة والمجتمع.

وممن شاركوا في هذا التحقيق أيضاً الكاتبة بمجلة صباح الخير »كريمة كمال« التي قالت عنه :

كان رؤوف عياد ركناً أساسياً في هذه الأسرة، أهم ما يمزه أنه كان يصر على وجهة نظره من خلال أعماله، التي تركت بصمة كبيرة في المجلة، وأضفت عليها روحاً مختلفة ومتميزة. أما الكاتبة »ناهد فريد« فقد وصفته قائلة: كان فناناً متمرداً على الواقع المفروض، فكان يجسد ذلك من خلال رسوماته، فهو من جيل الفنانين الذي لا يعوض، فرسوماته كأنها مقال يحمل فكراً ووجهة نظر خاصة، ولم يغير مبدأه للحصول على مكسب مادي أو قيادي، وكان هدفه نشر الفكرة والرأي الحر.

أما رسوم رؤوف عياد التي جمعت في الكتاب فهي تشغل باقي صفحات الكتاب »من ص 15 حتى أخر صفحة«، وملأت فضاء الصفحة الأخيرة منه آخر ما خطت ريشة رؤوف عياد، وهي رسمة لم تكتمل وجدت على مكتبه.

رسوم مما جاءت في الكتاب

تعديل وزاري ايه يابابا.. أكيد دي السحابة السودة

الحكومة مش فاضية غير لتعديل

الأسعار كل دقيقتين.

 

Girls Shoes

معرض الصور