لقاء مع الرسام السوري عصام حسن حول معرضه الأخير

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الجريدة - الكويت

نشرة جريدة الثورة السورية بتاريخ 24 تشرين الثاني 2005 , العدد 12867 , زاوية ضيف المجتمع , حوار مع فنان الكاريكاتير السوري عصام حسن حول معرضه الأخير المقام في دمشق -  صالة عالبال , أجرى الحوار بثينة النونو .

الفنان وجه ملاحظة لصحيفة الثورة على هامش الحوار هذا نصها :

يرجى نشر هذا الحوار بدون حذف أي من فقراته . وإذا اقتضت الحاجة لسبب تقني أو أي سبب آخر لحذف بعض المقاطع أو المفردات  يفضل عدم نشره

ولكن لم يتم الاستجابة لطلب الفنان الذي خصنا باللقاء كاملاً ,

نص اللقاء

- ما هي المعارض التي شاركت بها  ؟

- شاركت في عدة معارض محلية وعالمية من خلال المهرجانات والمسابقات التي تقام احتفاء ً بهذا الفن في إيران و تركيا و البرتغال وكندا وكذلك أقمت أربعة  معارض فردية في سورية ومعرض آخر في باريس .

- ما هي فكرة المعرض اليوم ؟

- القسم الأكبر من لوحات المعرض تتحدث عن حالات اجتماعية وبشكل خاص علاقة المرأة والرجل و المشاكل و المفارقات  التي تنشأ نتيجة هذه العلاقة بمختلف أشكالها . هنا  أحب أن أشير حتى لا يساء فهمي إلى أنني انتقد في بعض اللوحات السلوك السلبي عند المرأة وليس المرأة كشخص وكذلك الأمر بالنسبة للرجل. فأنا أركز على الفعل وليس على الشخص لأنه من الخطأ التعميم وإلصاق تهمة ما بجنس الرجال كافة أو بجنس النساء .   ونجد أن بعض اللوحات تتحدث عن مواضيع خاصة بمجتمعنا الشرقي وبعضها الآخر يتحدث عن المرأة والرجل ككائنين إنسانيين يختلفان ويتفقان بغض النظر عن المجتمع الذي يعيشان فيه

وهناك بعض الأعمال القليلة التي تتناول حالات سياسية ومفارقات اجتماعية طريفة .

- كيف كان شعورك وأنت تحصل على جائزة عالمية ؟

- بالتأكيد كنت مسرورا فهذا إنجاز اعتبره مهم جدا على المستوى الشخصي والأهم من ذلك  على المستوى الوطني فبالوقت الذي كانت وسائل الإعلام الغربية تشن حملتها علينا و تصفنا بشتى الأوصاف القبيحة  كنت أقرأ في بعض الصحف الغربية وعلى شاشات الانترنيت خبرا يقول أن الفنان السوري عصام حسن فاز بجائزة عالمية في مجال الكاريكاتير.  نحن الآن في هذه المرحلة بحاجة لأي إنجاز عالمي  مهما صغر كي نقول للعالم أننا هنا نحن أبناء هذه المنطقة أحفاد أصحاب أول أبجدية و أول نوتة موسيقية و أول اتفاقية تجارية في التاريخ المعروف  ما زلنا  نعيش ونعمل ونتفاعل مع العالم لنا حضور ولنا آمال وأحلام ولسنا فقط مجموعة من الإرهابيين كما يظهرنا الإعلام الغربي لا هم لنا إلا التفجير والقتل والذبح . إن أي إنجاز ثقافي عالمي لنا هو بمثابة رد على هذا الهجوم .

- ما هي فكرة الشعب الأوروبي عن الشعب السوري وهل أثرت و تأثرت بالمجتمع الغربي؟

- أنا لم أقم في أوروبا ولكني كنت هناك في زيارة أثناء إقامتي لمعرضي في باريس ولكن أستطيع أن أقول من خلال احتكاكي مع الناس أثناء هذه الفترة القصيرة أننا لم نستطع إيصال صوتنا إلى المواطن الأوروبي العادي لذلك هو لا يعرف عنا إلا ما يسمعه من وسائل الإعلام الغربية المغرضة وكم أصبت بالدهشة عندما اكتشفت أن هناك بعض الفرنسيين الذين قابلتهم بالصدفة لا يعرفون أين تقع سوريا.  هل هي في افريقية ؟ هكذا سألني أحدهم .

أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال فأستطيع التحدث عن بعض الفرنسيين الذين زاروا معرضي وعبروا عن سرورهم بالتعرف على أعمالي كفنان عربي  وقاموا بشراء بعضها ولذلك لا بد أن أعمالي أثرت بطريقة ما بهم حتى يقتنوها أما أن أكون  قد تأثرت بالمجتمع الغربي فأستطيع أن أقول أنني أعجبت بإمكانيات المجتمع الغربي .

- هل أنت مع تسييس الفن ؟

- في الحقيقة لا يمكنني الإجابة على هذا السؤال بنعم أو لا !  فأنا لست مع تسييس الفن و في نفس الوقت مع تسييس الفن !

فمن حيث المبدأ لست مع تسييس الفن لأنني اعتبر الفن نتاجا عقليا للإنسان مرتبط به بشكل مطلق يعبر من خلاله عن ذاته الإنسانية بمختلف تناقضاتها .

وفي نفس الوقت أتفهم  وضع هذا النتاج  العقلي في خدمة قضية وطنية سياسية  قد تضغط على الفنان وتجعله يوظف نفسه لخدمة هذه القضية وبالتالي فنه .

حتى تصلنا الفكرة بشكل أفضل يجب أن نتذكر أننا لسنا الوحيدين في هذا العالم وهناك آخرون أصدقاء أو أعداء  لنا . فما هو رأينا بالفنان الإسرائيلي مثلا أو الأمريكي  الذي يوظف نفسه وبالتالي فنه لتشويه قضيتنا وتاريخنا ويسخر من معتقداتنا خدمة لسياسة بلاده ؟

- هل تختلف وظيفة الكاريكاتير عن الفنون التشكيلية الأخرى ؟

- الكاريكاتير فن المفارقة و الطرافة بالدرجة الأولى، و اتصاله بالصحافة والتصاقه بها جعله قريب من الناس وبالتالي الأقدر على التعبير عن همومهم و مشاكلهم فيسلط الضوء على السلبيات و يضخمها لغاية إبرازها  و التنبيه منها ومن ثم تصحيحها  فإنك تجد في لوحات الكاريكاتير اليومية انعكاسا للحالة السياسية والاجتماعية في البلد  تستطيع من خلالها قراءة الواقع إلى حدٍ ما أو على الأقل تكوين فكرة عامة قريبة من الواقع  .

باعتقادي هذا هو الفرق الجوهري بين الكاريكاتير والفنون التشكيلية حيث الفنون التشكيلية تحتاج إلى أدوات أكثر تعقيدا ً وإلى زمن أطول لتؤسس لرؤية معينة .  بهذا المعنى يعكس الفن التشكيلي الخلفية الثقافية و الفنية للمجتمع و يؤسس في الوقت نفسه  لذاكرة جماعية جديدة  تتراكم مفرداتها مع الزمن جنبا إلى جنب ليكتمل المشهد في النهاية معطيا رؤية بانورامية  ذات بعد ثقافي فني لهذا المجتمع .

- ما هي طموحاتك كفنان كاريكاتير ؟

- أحاول  دائما أن يحمل عملي الفني-  بكل اتجاهاته  -  قيما فكرية تحترم عقل المشاهد و ذائقته الفنية على أمل أن تكون هذه الأعمال في المستقبل  بمثابة وثيقة فنية تحمل في طياتها رؤية حقيقية وشهادة على زمن عشته وظروف خبرتها .

- أنت كصحفي ما رأيك بالصحافة السورية ، وماذا قدمت للصحافة وماذا قدمت الصحافة لك كفنان ؟

- رغم أن الصحافة السورية والإعلام السوري عامة حقق في السنوات الأخيرة نقلة مهمة نحو الأفضل  يبقى هناك الكثير من السلبيات التي ما زالت تمسك بتلابيبه وتشده للخلف وتعيق تقدمه . ما زالت الصحافة في بلدنا تعاني من الطابع الوظيفي حتى الآن نتيجة امتلاك الدولة لهذه المؤسسات وإدارتها مثل أية مؤسسة أخرى دون النظر بخصوصية هذه المهنة و حساسيتها  وبالتالي غياب التنافس بين المؤسسات الصحفية و  الصحافيين من أجل  نقل الخبر بشكل أسرع أو القيام بتحقيق مهم أو إجراء حوار مع سياسي أو فنان يشكل خبطة صحفية . الكل سيأخذ راتبه آخر الشهر فلماذا التعب ؟!

إلى جانب الصعوبات الأخرى التي تعترض الصحفي من رقابة – وقد خفت قليلا في الفترة الأخيرة – أو مزاج رئيس التحرير أو سوء الطباعة والتوزيع ...الخ .  نجد أن المواطن السوري قد  فقد الثقة إلى حد ما بصحافة بلده وأخذ يتطلع إلى الصحافة العربية الأخرى أو إلى قنوات التلفزيون الفضائية لمتابعة الأخبار الساخنة و الخطيرة .

وإذا أردنا أن نكون منصفين لا بد أن نذكر أن من ايجابيات هذه الصحافة توفير الفرصة أمام الكثير من المواهب لعرض نتاجهم الفني و الأدبي على صفحاتها وتعريف الناس بهم والإعلان عن نشاطاتهم ونشر الثقافة الوطنية بين الأجيال . ولا بد أن نذكر أن سعر الصحف المقبول – 5 ليرات سورية – لا يشكل عائقا ً أمام من يود متابعتها .

ماذا قدمت للصحافة ؟ لقد ساهمت برسومي في الكثير من الصحف و المجلات السورية على مدار عشر سنوات  وبمقابل بخس يثير السخرية وفي  مرات كثيرة لم استطع الحصول على أتعابي نتيجة بعض الأخطاء ولا اعلم إن كانت مقصودة فكنت أتنازل عن حقي لأن كرامتي لاتسمح لي باستجداء حقي من أحد  وخاصة كما ذكرت أنها مبالغ تافهة لا تستحق ذلك .

ماذا قدمت لي الصحافة كفنان ؟ كما ذكرت سابقا ً كنت أحد هؤلاء اللذين فتحت لي الصحف السورية صفحاتها في بداياتي وعرفت الناس بي وبأعمالي  . إلى جانب المراكز الثقافية الوطنية التي كان لها هي الأخرى دور مهم في مسيرتي الفنية .

 

Air Jordan V High Supreme

معرض الصور