لماذا التناسي .. للإحتفال بعيد الكاريكاتير العراقي الـ77

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة كل العراق
الكاتب: 
عبد الجبار العتابي

 

اهل الكاريكاتير .. نسوا عيدهم!!، او ربما تناسوه ، الذي صادف يوم السبت التاسع والعشرين من ايلول ، وصارت فيه قامة الكاريكاتير العراقي تمتد على طول (77) عاما بالتمام والكمال ، لذلك هم لم يعلقوا الزينة ولم يلتفتوا لاقامة معرض بالمناسبة..

بل لم يمر بنا منهم طيف ولا جاءنا خبر ، رغم محاولتنا ان نلفت الانتباه ونقيم اراجيح المشاكسة ونتعلق ب(دولاب هواء) السخرية ، ونستدرك ما فات منهم بسبب الظروف والاحزان التي مرت عليهم برحيل اثنين من اهل بيتهم وهما الفنان الكبير مؤيد نعمة والشاب عبد الخالق الهبر.

هذا العيد الذي سبق وان اتفق اهل الكاريكاتير ذات يوم على جعله عيدا لفن الكاريكاتير العراقي.. وكانوا الى وقت قريب يقيمون فيه معرضهم السنوي واحتفالاتهم المشاكسة، او كما قيل ذات عام تسعيني (ويضيفون عاما جديدا لعمر الكاريكاتير مليئا بالعطاء والمشاكسة).. ولكن يبدو انهم نسوا ذلك لانهم منذ وقت طويل لم يحتفلوا وربما الهموم الكبيرة انستهم عيدهم وكنا نتمنى هذا اليوم ان تغرد مشاكساتهم وتلعب في اراجيح صفحات الصحف ، ولكن لماذا يوم 29 ايلول ؟!، نقول: لانه في مثل هذا اليوم من عام 1931 ظهر في الصحافة العراقية اول كاريكاتير عراقي صميم خطته ريشة الفنان العراقي عبدالجبار محمود ونشر غلافا للعدد الاول من جريدة (حبزبوز) لصاحبها نوري ثابت، ويصور هذا الرسم الكاريكاتيري شخصا هو (نوري ثابت نفسه الملقب حبزبوز) وقد ظهر بملابس الفرسان ممتطيا (طوب ابو خزامة المشهور فلكلوريا في العراق). وقد حمل بيده قلما طويلا، كناية عن رمح الفارس وكلاهما سلاح. وقد توجه بنظراته وابتسامته الساخرة الى القراء. وفوق الكاريكاتير تعليق هو (سيارة حبزبوز الجديدة وقلمه السيال) وتحت الكاريكاتير حوار من سؤال وجواب.

السؤال موجه لحبزبوز (نوري ثابت) يقول: شنو هاي حبزبوز؟

اشو راكب على طوب ابو خزامة ؟

تريد تصير مثل سلطان مراد؟.

ويجيب حبزبوز ـ لا مولانا! لكن مادام بنص اوتيل انضرب ست رصاصات فمنا وغادي. قررت بعد ما اركب بعربانة او سيارة... بل اخذت هذا الطوب من وزارة الدفاع حتى اتجول عليه!.. هم المسألة اقتصادية لان معلوم حضرتكم هذا يلهم التراب.. يصير بارود ويلهم الحجار يصير دان (اي قنابل).. اريد رجال اللي يتجدم).

وعلى الرغم من ان جريدة (كناس الشوارع) الهزلية لصاحبها (ميخائيل تيسي) التي صدرت عام 1925 قد حملت بجانب عنوانها رسما يمثل شخصا يحمل مكنسة اشارة الى عنوان الجريدة، الا ان الرسم على بساطته كان اقرب الى (الموتيف) الثابت منه الى الكاريكاتير ، لاسيما ان الجريدة خلت اعدادها اللاحقة من اي رسم كاريكاتيري يؤكد اهتمامها بهذا الجانب.

وكنت قبل اعوام سألت الفنان الراحل مؤيد نعمة عن مراحل تطور هذا الفن فقال لي :( الكاريكاتير العراقي بدأ بتأثيرات الصحافة التركية وكان عبارة عن رسوم توضيحية (نكتة لفظية) وفي عام 1931 كانت الصحافة الهزلية قد بدأت تأخذ موقعا وتطور الكاريكاتير في الاربعينيات حيث بدأ الرسام غازي يضع لمسات لملامح فن الكاريكاتير العراقي وبأسلوب متقن كان يضاهي الاساليب المصرية والتركية، لان الصحف كانت تصل من هذين البلدين، وفي وقتها ظهرت اسماء بعد الرسام غازي لكنها لم تترك اثرا، وفي الستينيات بدأ رسم الكاريكاتير يصبح اكثر حداثة وبساطة وتطورت الفكرة، وهذا استمر الى بداية السبعينيات حيث ظهرت الاسماء التي هي الان متواجدة في الصحافة فأخذت على عاتقها تطوير فن الكاريكاتير من ناحية الفكرة واصبحنا نرسم بطريقة الاستغناء عن التعليق، وهذا جعلنا نغامر ونشترك في المسابقات العالمية على صغر تجربتنا وحداثتها وحاولنا ان يكون الكاريكاتير الذي نرسمه عالميا اضافة الى محلية الاسلوب فتمكنا من التواصل مع الكاريكاتير العالمي باسلوب عراقي فكانت مشاركتنا الاولى عام 1975 ولكن في عام 1979 فزت بالجائزة الدولية الثالثة التي كان لها اثر كبير عند الجهة المنظمة التي تنظر الى الكاريكاتير في العالم على انه متواجد في الدول المتقدمة على الاقل وكان اعجابهم شديدا بالتجربة العراقية ).

 

jordans for sale china

معرض الصور