متحف الكاريكاتير فى الفيوم إنجاز حضارى حقق حلم الرواد

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة المصري اليوم
الكاتب: 
سمير فريد

تحقق الأسبوع الماضى على يدى الفنان التشكيلى الكبير محمد عبلة حلم رواد الكاريكاتير فى مصر، وذلك بإنشاء متحف الكاريكاتير فى الفيوم. ومازلت أذكر اللقاء الأخير مع الفنان زهدى قبل وفاته عام ١٩٧٧، وهو يقول لى فى مرسمه: «لا أدرى ماذا سيكون مصير كل هذه الرسوم التى تمثل خلاصة حياتى.. لماذا لا يكون هناك متحف للكاريكاتير فى مصر.. بل لماذا لا تكون هناك متاحف لكل الفنون فى كل مدن مصر».

هناك رسوم من العصر الفرعونى تشير إلى ما يشبه الكاريكاتير فى العصر الحديث، كما أن هناك رسومًا تعبر عن فكرة السينما بتكرار الرسم على نحو متوالٍ، مثل شريط الصور الذى يوحى بالحركة عبر عرض ٢٤ صورة متوالية فى الثانية.

ويرتبط تاريخ الكاريكاتير بتاريخ الصحافة ارتباطا وثيقًا حتى يمكن اعتباره من فنون الصحافة اليومية أو الأسبوعية. فالرسام هنا لا يرسم ليعرض لوحاته فى معرض، وإنما ليعلق على الأحداث فى رسم يكثف أحيانًا ما يقال فى كتاب. ولذلك يمكن اعتبار لوحاته تعبيرًا عن عصره عندما تصدر فى كتاب، وتأريخًا، ولكن بالكاريكاتير.

وقد تولد عن الكاريكاتير فن كامل هو فن «الكوميكس» فى مجلات وكتب خاصة، وفن كامل آخر هو فن أفلام التحريك، التى تصور بكاميرا خاصة لا علاقة لها بالكاميرا التى تصور الأفلام الروائية والتسجيلية، وقد بدأت أفلام التحريك قصيرة، ثم أصبحت من مختلف الأطوال، وهى منذ حوالى عقدين تنافس الأفلام الروائية الطويلة فى الأسواق، وتحقق مئات الملايين فى أمريكا والعالم.

وتاريخ الصحافة المصرية فى القرن العشرين حافل بالكثير من المبدعين فى فن الكاريكاتير من صاروخان الذى ابتدع شخصية المصرى أفندى عام ١٩٣٢، وكانت تعبيرًا فذًا عن صعود الطبقة الوسطى بعد ثورة ١٩١٩، إلى عبدالسميع ورخا وطوغان وجاهين وحجازى والليثى وزهدى ونبيل وبهجت ورؤوف، ومن اللباد وجمعة والبطراوى وناجى وماهر، إلى جابر وحاكم وحنفى وشفيق ومصطفى حسين، وغيرهم من الذين يستحق كل منهم متحفًا وحده، أو على الأقل صدور ولو كتاب واحد يجمع مختارات من رسومهم.

وليس هناك تعبير أكثر بلاغة عن عصرنا من شخصية «إصلاح» وشخصية «اعتدال» فى الكاريكاتير الأسبوعى الذى يتحفنا به اللباد فى «المصور» كل أسبوع، وفى رسوم عمرو سليم التى تشرق يوميًا فى «المصرى اليوم».

ومن المؤسف حقًا أن عدد كتب الكاريكاتير فى المكتبة العربية لا يتجاوز عدد أصابع اليدين عن جاهين ونبيل ورؤوف وحجازى وطوغان وعدد آخر محدود من رسامى الكاريكاتير. أما كتب اللباد «نظر» فهى ملاحظات بصرية متفردة لا مثيل لها فى كل الدنيا.

nike free run 5.0 Classic

معرض الصور