محمد شناوي: القاهرة قبل "توك توك" وبعدها

يشارك رسام الكاريكاتير وفنان التصميم الايضاحي محمد شناوي يوم غد الخميس في المهرجان الدولي للرسوم الكاريكاتيرية في مدينة هارلم الهولندية. شناوي عضو في لجنة التحكيم في مسابقة ربيع الكاريكاتير التي تنظمها إذاعة هولندا العالمية بالتعاون مع منظمي المهرجان. اصدر شناوي في بداية

عام 2011 مع بعض من الزملاء الرسامين مجلة توك توك للرسومات والقصص المصورة. خلال ساعة واحدة نفدت اعداد النسخة الاولى.

" اخترنا اسم توك توك لانه معروف لدى الجميع، وهو يرمز الى شيء يجلب المشاكل ولكنه في الوقت نفسه مفيد". مصدر سيرات توك توك الصغيرة ذات العجلات الثلاثة هو آسيا وهي وسيلة نقل شعبية تستخدم على نطاق واسع في ضواحي القاهرة، على الرغم من انها تشكل خطرا على ركابها وسائقيها. " اقتبسنا الفكرة لأنها تشبه افكارنا في المجلة الهزلية، التي تحوي على قصص مصورة إجتماعية تحكي عن قضايا الناس وعاداتهم والعلاقة بين الرجل والمرأة. ونضيف الى كل ذلك القليل من النقد السياسي. يمكننا ان نعتبرها مجلة المدينة او مجلة الشارع".

بدأ شناوي حياته المهنية بالرسم للصغار، لكنه رغب بعد ذلك بتقديم قصص مصورة نقدية وفلسفية موجهة للكبار. خلال مشاركته بمهرجان فرنسي للرسوم الكاريكاتيرية قرر إصدار مجلة مصرية للقصص المصورة. تبدو توك توك وكأنها نتاج للثورة المصرية، لكنها ليست كذلك: إذ طُبعت النسخة الاولى للمجلة في يناير 2011. " اصدرنا 500 نسخة فقط، لأننا اعتقدنا ان القليل من الناس سيأتون، لكن خلال ساعة ونصف الساعة نفدت الاعداد"، بالإضافة الى مجلة توك توك يصدر شناوي وزملاؤه ايضا مجلة " الفن التاسع" وهي مجلة متخصصة اكثر بالرسم الكاريكاتيري وفن الرسم في العالم.

لافتات وغرافيتي( الكتابة على الجدران)

" انا افكر اكثر "بما قبل وبعد النسخة الاولى من توك توك" وليس "بما قبل وبعد الثورة" يقول شناوي. ويضيف قائلا" بالنسبة لي كفنان لم تحدث الثورة في مصر اختلافا كبيرا. بالطبع تعرض الناس احيانا في عهد مبارك للمشاكل بسبب كتاباتهم، لكن بشكل عام كان يوجد كتب ونوع آخر من المطبوعات الحرة الى حد ما من سيطرة الرقابة

الحكومية".

ساهم المتظاهرون في يناير 2011 في ان تطور الثقافة البصرية نفسها اكثر. "حمل المتظاهرون لافتات تحمل كتابات وصورا مضحكة تتناول النظام، والآن كل جدران القاهرة مليئة  بالرسومات والغرافيتي. يقف الناس العاديون للتفرج عليها ويتبادلون صورها عن طريق هواتفهم النقالة. هذا امر مهم جدا، وهو ان يعتاد الناس على مثل هذا الشكل الفني".

الشيوخ هم اناس عاديون

يعتبر شناوي أن الرقابة على الرسومات والفنون الأخرى لا تأتي من الحكومة في معظم الوقت، بل من المجتمع. " خاصة رجال الدين لأنه موضوع حساس. يجب عليك عدم مهاجمة الرموز الدينية – هذا الامر لا نفعله في الأساس كذلك من العسير جدا التعرض بالنقد لشيخ او زعيم لجماعة سياسية دينية. في حين هم برأي اناس عاديون ويرتكبون الاخطاء أيضا"

كذلك موضوع الجنس ليس من السهل التطرق إليه في الطبعة الاخيرة لمجلة توك توك يوجد قصة مصورة عن بطلة خارقة تهب لمساعدة الفتيات اللواتي يتعرضن للتحرش الجنسي" يقول شناوي ويضيف" صُدم الكثير من الناس من الرسومات في تلك القصة. كما كانت هناك قصة اخرى تحكي عن رجل وعلاقته الجنسية مع زوجته. هذا الموضوع من المواضيع التي يعتبر البعض انها غير قابلة للنقاش".

الرقابة الذاتية مع رسالة موجهة

يضيف شناوي " نحن نعرف المكان الذي نعيش فيه وكيف تفكر الشريحة الاكبر من الجمهور. لهذا لن ننشر اشياء تصدم ولكننا نخاطر أيضا" يستخدم الرسامون وسائل مبدعة في إطار الرقابة الذاتية" إذا كان هناك صورة معينة ولا نريد ان تصدم القراء، نتعمد ان تكون غامضة قليلا. هذا الامر له تأثير مضحك. لكن في الوقت نفسه يفهم القارئ الصورة والرسالة التي تحملها"".