معرض «رسوم الكاريكاتير العالمي» يعـاين الخـراب الجـمعي وينتصـر لغـزة

نظمت رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين بالتعاون مع مجمع النقابات المهنية معرض "رسوم الكاريكاتير العالمي (غزة)".

افتتح المعرضُ في مجمع النقابات نفسه ظهرَ أولً أمس.

"كان لبيت الكرتون دور يستحق الإشادة في الاتصال برسامي الكاريكاتير من العالم العربي ومن دول أخرى" ، يقول الفنان جلال الرفاعي ، وهو رئيس رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين ، وكان الفنان نضال هاشم ، صاحب بيت الكرتون وعضو الرابطة ، بذل جهداً مضنياً من أجل أنْ يجمع نحو 150 عملاً كاريكاتيرياً لعدد كبير من رسامي الكاريكاتير العرب والعالميين في وقت قليل.

إذا اختتم المعرض ظهر اليوم ، فإنّ الأعمال المعروضة به لم تأخذ حقها: فهي "أعمال تستحق أنْ يشاهدها الناس" ، يقول جلال الرفاعي الذي يضيف أنّ "الرابطة طلبت من مجمع النقابات تمديد فترة العرض ، وتم الاتفاق ، شفوياً ، على ذلك". وفي الحقيقة ، لم يكن في صالة المعرض سوى بضعة زوار عندما زرته أمس نهاراً: "لم يأخذ المعرض حقه من التغطية الإعلامية" ، قال جلال الرفاعي عندما بحتُ له بذلك ، وهو يتطلع إلى إصدار الأعمال المعروضة في كتاب "يرصد ريعه لدعم الأهل في غزة" كما يقول.

يعتبر فن الكاريكاتير من أكثر الفنون اشتباكاً مع الحياة اليومية للناس في سائر أنحاء العالم ، وهو كذلك الفنّ الأكثر انهماكاً بالنبش اليوميّ للقضايا المحلية والعالمية في مختلف الجوانب ، بخاصة السياسيّ منها ، وإذْ يتعلق الأمر بالعدوان الإسرائيليّ الهمجيّ على غزة ، استطاعت الأعمال المشاركة في المعرض أنْ تبين مدى تشوه العالم الذي نعيش فيه ، ومدى السخرية التي تغلفه: فمن يزر المعرض سيرى كيف يعلًّم أوغو شافيز تلاميذه الجالسين في غرفة الصف أنْ يهجّوا كلمة "العروبة" ، وسوف يرى ـ من خلال عدد كبير من الأعمال ـ عجز المؤسسة السياسية العربية عن أيّ فعل سوى الصمت ، وسيرى كيف يستمتع رجل جالس في كرسيه على سطح بناية بمشاهدة الألعاب النارية ، من دون أنْ تكون عنده معرفة أنّ تلك هي قنابل الفسفور الأبيض وغيرها من القنابل التي اختبرت على أهل غزة ، وسيرى الدماء وهي تغرق السياسيين أو تلطخهم ، وسيسخر الزائر من الدول التي تبيع فاعليتها السياسية مقابل المساعدات الأميركية ، بالإضافة إلى كثير من القضايا قدمها الفنانون المشاركون وكشفوا بأساليبهم المبتكرة هشاشة الواقع العربيّ ، وإجحاف السياسات الخارجية لدولة من مثل الولايات المتحدة الأميركية ، ومجانية الإنسان (العربي عموماً في هذا السياق ، وبخاصة أهل غزة من الفلسطينيين).

إنه معرض يستحق المشاهدة ، وربما كان تمديده جزءاً من إيفائه حقَّه.