معرض لأشهر رسامي الكاريكاتير السياسي في أميركا يبرز التندر بالرؤساء ومساعديهم

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الشرق الأوسط - لندن
الكاتب: 
مايكل أوسوليفان

 

إذا كان الخطاب السياسي قد وصل الى مراحل متدنية فان الكاريكاتير السياسي اصبح بدوره أكثر حدة وشراسة. هذه هي النتيجة التي يتوصل إليها المرء بعد زيارة ثلاث قاعات يعرض فيها بعض أعمال ثلاثة فنانين يمثلون ثلاثة أجيال متعاقبة في فن الكاريكاتير السياسي: كليفورد بيريمان وهربرت بلوك وبات أوليفانت. في البداية هناك معرض بيريمان (1869-1949): تحت عنوان: «السعي للفوز بالمناصب: المرشحون والحملات وأعمال كليفورد بيريمان الكاريكاتيرية»، الذي يقام بإدارة الأرشيفات القومية الأميركية. وخلال خمسين عاما من الرسوم الكاريكاتيرية، بدأها في «واشنطن بوست» وانتقل بعد هذا إلى «واشنطن إفينيج ستار»، رسم بيريمان عددا من الرسوم القاسية، ومع هذا لم تكن هذه الرسوم وقحة في يوم من الأيام. كانت قريبة جدا من فن التصوير الذي يعتمد على رسم أجسام صغيرة لها رؤوس كبيرة. لم يعتمد بيريمان على المبالغات الساخرة للسمات الجسدية. وكان يفضل استخدام رسوم لحيوانات (مثل الحمير والأفيال) تبدو عليها البلاهة بدلا من شخصيات سياسية حقيقية. على سبيل المثال، في رسم بعنوان «موسم الغولف» تعود لعام 1924، يُظهر فيلا مزهوا بنفسه في صدر الرسم، ويمثل الجمهوري كالفين كوليدج، الذي فاز في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب بالتزكية. ويوجد في الصورة حمار ديمقراطي ينتحب بلا طائل، ومعه عصا الغولف الخاصة به. ويمثل ذلك الصراع الداخلي في الحزب الديمقراطي بين العديد من المرشحين. وقيل إن هذا الصراع كان سببا جوهريا في فوز كوليدج. وبالتأكيد، يمكن إسقاط تعليق بيريمان على السباق الرئاسي. وبهذا تمكن بيريمان من توصيل فكرته، من دون أن يهاجم أي شخص. هربلوك (1909-2001): لم يشعر هربلوك بالقلق يوما لأنه يجرح مشاعر أي شخص، وخاصة إذا لم يكن رئيسا حاليا. ويظهر هذا في معرض «رؤساء هربلوك: تحطيم العظمة»، بصالة العرض التصويري القومية. وخلال عمله على مدى 55 عاما في جريدة «ذي بوست» كان هربلوك يرى أن ريتشاد نيكسون ورونالد ريغان أسوأ مسؤولين تنفيذيين في البلاد. وكان يظهر نيكسون في رسومه برقبة سمينة وغالبا ما يتصبب العرق منه، بينما كان يظهر ريغان وعيناه غائرتان وله وجه غير جذاب. وبالنظر إلى رسم كاريكاتيري يعود لعام 1954 في أوج الماكارثية، يصعب عليك التعرف على الشخص الذي حظي بمعالجة أقسى من هربلوك: السيناتور جوي ماكارثي الذي كان مناهضا للشيوعية، أم دويت إيزنهاور. أوليفانت: يتميز أوليفانت بنفس القسوة التي تميز بها هربلوك ويظهر ذلك في معرض «القيادة: رسوم كاريكاتيرية وفن النحت لأوليفانت من أيام بوش»، ويضم هذا المعرض، الذي يقام في صالة واشنطن للفنون بستانفورد، موجزا للرسوم الكرتونية وأعماله النحتية السياسية من العقد الماضي. ولا يبدي الفنان الذي يبلغ عمره الآن 77 عاما أي رأفة بالشخصيات التي يتعامل معها، كما يتضح من تصوير الرئيسين بوش الأب والابن وكثيرين آخرين. وتظهر قسوة الرسام في تصويره لوزيرة الخارجية كوندوليزا رايس كامرأة مهيمنة ترتدي ملابس جلدية ومعها سوط أو عندما شبهها بطائر بارز الأسنان يصدر صوتا عاليا. ولكن قد تكون أكثر الأشياء إثارة للاهتمام فيما يتعلق بأوليفانت هو أنه على الرغم من ولعه بالرسوم القاسية، فهو يحتفظ بنفس القدر من الإبداع عندما يظهر بعض اللين في نقده، ولكن نادرا ما يحدث ذلك.

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»

 

nike air max 2019 white

معرض الصور