من الخربشة على الكراسات إلى رسامة كاريكاتير محترفة.. أمية جحا: أنا تلميذة ناجي العلي ولا أتنكر بشخصية رمزية

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة الشرق - قطر
الكاتب: 
جهاد القواسمي

 

تحررت من القيد واستبدلته بتوقيع المفتاح

أميه جحا من خربشة الطفولة الى فنانة محترفة تحصد الجوائز

 

"كنت أخربش على الكراسات وانا صغيرة، وهذا كان يزعج اشقائي، وفي النهاية اصبحت رسامة كاريكاتير محترفة بدعم الاهل والاصدقاء. رفضت الخروج من الوطن وآثرت البقاء بجانب شعبي لان غزة بالنسبة لي كالبحر وانا السمكة". هذا ما بدأت به رسامة الكاريكاتير "اميه جحا" وهي تروي قصتها بعد ان فقدت زوجها "المهندس رامي سعد" الذي استشهد في عملية للمقاومة الفلسطينية في القطاع، وانجبت منه فلذة كبدها "نور"، والتي تصفها أمية جحا بانها حياتها كلها بعد ان استشهد زوجها.

ووصفت الفنانة جحا برزانة وحياء، مراحل تطورها بعملية رياضية محكمة، وهي صاحبة تخصص الرياضيات بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. " في البداية كانت الهواية عبارة عن خربشات، وفي المرحلة الإعدادية بدأت موهبتي تذهل المدرسات في المدرسة، وكانت المعلمات يطلبن مني التجوال على الصفوف لعرض رسوماتي المتميزة. ... انا احب الالوان والرسم، وكنت اصنع الرسومات وأتابع افلام الكرتون التي لها علاقة بالكاريكاتير، حيث كانت شخصيات "ميكي ماوس" و "توم وجيري"- المفضلة الآن لدى الصغار والكبار- من اهم الاولويات في حياتي ومتابعاتي".

وتابعت قائلة: " اعتبر نفسي احدى تلميذات رسام الكاريكاتير المعروف، الشهيد ناجي العلي بالرغم من أنني لم ألتق به ولم يقم بتعليمي، بل كانت رسوماته مصدر إلهام لي في تنمية الموهبة الكامنة لدي، وكنت اهتم برسوماته والشخصية الرمزية الخاصة به والمعروفة بـ "حنظلة"، وايضا الفنان المرحوم محمود كحيل".

وعن شخصيتها الرمزية الخاصة بها، قالت أمية جحا وهي ترفض ان تقيد نفسها بشخصية رمزية: "انا لا احب ان اتنكر بشخصية رمزية، لذا تحررت من هذا القيد واستبدلته بتوقيع المفتاح، كناية عن حق اللاجئين في العودة الى ديارهم التي هجّروا منها من قبل الاحتلال".

وحول فن رسم الكاريكاتير، اوضحت بقولها:" هذا الفن قاصر على فئة الرجال، ودخولي المعترك وبهذا النجاح الذي انسبه الى رب العالمين ثم دعم الوالدين والعائلة والاصدقاء وزوجي الشهيد وزوجي الحالي "وائل"... كل هذا جعل النجاح حليفي، وحصدت جوائز تقديرية كثيرة منها: جائزة الصحافة العربية لعام 2001 لافضل رسام كاريكاتير، اضافة الى جملة من المعارض في الوطن، ورفضت عروضا من الخارج للعمل في مؤسسات كبيرة لانني افضل البقاء بين ابناء شعبي، ونقل ما يلاقونه من الاحتلال وادواته التي تقتل البشر والحجر والشجر في آن واحد، كل ذلك بالرغم من المغريات المادية من رواتب كبيرة ليس لها سقف محدود، مع ان الكثيرين نصحوني بالخروج من هذا الجو والسفر مشيرين الى انه سيكون لي شأن كبير من مال ومنصب، وكان ردي لهم جميعا: احب غزة، وهي بمثابة البحر وانا السمكة فهي روحي....".

وعن الوقت الذي تستغرقه عملية الرسم تقول جحا: "المهم الفكرة، فاذا وجدت الفكرة فلا مكان للوقت في صنع الكاريكاتير، فبعض الرسومات لا تستغرق سوى دقائق معدودة جدا".

وعن دور ما يجري على الساحة الفلسطينية في صناعة الافكار، قالت جحا: "على سبيل المثال، انتفاضة الاقصى صنعت انتفاضة في ريشتي وزادتني قوة وغضبا على المتفرجين علينا من العرب والمسلمين من دول الجوار، وكانت الريشة تقودني الى الرسم بقوة وعزيمة". وتضيف:" انا لا احب التشاؤم... وفي مرحلة الفلتان الامني التي وصلت اوجها في الآونة الاخيرة، كنت ارسم اللوحات التي توحد بين اطياف الشعب الفلسطيني وخصوصا بين فتح وحماس، وكانت صناعة (بارقة الامل) هي هدفي الاول والاخير، لانني بنت هذا الشعب ".

وعن توظيفها لفن الكاريكاتير بما يتعلق بشخص ما عمد لاستفزازها، قالت جحا: "انا بطبيعتي عصبية، ومع ذلك استوعب من يعارضني، وريشتي تذهب بي عندما استفز، الا انني دائما اوظف الريشة لقضايا اكبر من همومي، فانا متسامحة مع الجميع، وعانيت مثل ابناء شعبي وفقدت زوجي الذي كان بالنسبة لي المعلم الاول، والآن اعيش مع ابنتي "نور" وزوجي "وائل" الذي هو الجمهور الاول لرسوماتي حيث يطلع عليها قبل ان تنشر، وهو ايضا الناقد الاول لها، كما انه نافذتي على العالم، فمن خلاله اسمع الآراء والافكار.... فالرجال اكثر حركة من النساء، وعلاقاتهم اوسع".

وفي كلماتها الاخيرة قالت أمية جحا: "لمن يعرفونني، اتمنى ان ابقى عند حسن ظنهم بي، ولمن لا يعرفونني اتمنى ان يطلعوا على رسوماتي لعلها تنال اعجابهم".

 

Premium Footwear & Clothing Store

معرض الصور