نساء يقتحمن عالم الكاريكاتير بخجل

قيم هذا الموضوع: 
لا يوجد تقييمات
المصدر: 
جريدة العرب اليوم - الأردن
الكاتب: 
زمن العقيلي

 

رغم المحاولات النسائية التي بدت واضحة في الآونة الأخيرة في عالم الكاريكاتير إلا أنها ما زالت ضمن إطار المحاولة في الكثير من الأحيان فحتى الآن الرجال ممسكون بزمام هذا الفن المشاغب المليء بالسخرية اللاذعة, التي طالما أثارت حفيظة البعض.

لكن ربما استطاع بعض النساء خرق عالم الكاريكاتير رغم ضآلة عددهن فسمة الذكورية هي الغالبة في هذا العالم الساخر وقائمة فن الكاريكاتير تفتقر حتى اليوم لمشاركات نسائية فعالة, رغم ان بعضهن استطعن إثبات قدرتهن على مجارات غريمهن الرجل في هذا المجال إلا أن تجربتهن لا توازي التجربة الذكورية, وبصورة أكثر عمومية, ربما ان الساحة الثقافية بالمجمل ما زالت ضمن قبضة الرجال.

وهنا ابدى بعض فناني الكاريكاتير آراءهم حول ذلك حيث أشار رسام الكاريكاتير جلال الرفاعي: ان رسامات الكاريكاتير ما زلن قلة وذلك بسبب طبيعة فن الكاريكاتير الذي في الغالب لا يجذب النساء بسبب جرأة هذا الفن, لكن هذا لم يمنع من ان يكون هناك نساء فنانات في الرسم التشكيلي استطعن ان يكن مميزات في عالم فن الكاريكاتير إلا إنهن بقين قلة مقارنة مع أقرانهن الرجال وبالتأكيد للمجتمع دور في ذلك فهو حتى اليوم ما زال يفرض قيوده وقوانينه ضد المرأة.

أما الكاريكاتيري امجد رسمي فأكد هو الآخر ان رسم الكاريكاتير مثل أي مهنة أخرى في مجتمعنا العربي الذي يسيطر عليه الرجل أكثر من المرأة. ويضيف رسمي: ربما رسم الكاريكاتير هو فن ذكوري لأنه فن صدامي ولاذع, بالمقابل المرأة العربية ما زالت مقيدة في المجتمع العربي لان المجتمع بدوره أيضا لا يتقبل مشاركة أو دخول المرأة ضمن الإطار السياسي وبالتالي هذا ما تركها مهمشة في جانب فن الكاريكاتير رغم ان لديها الإمكانيات الفنية والفكرية لكن المجتمع وحتى الظروف السياسية وراء بقائها خارج إطار هذا الفن رغم محاولات بعضهن والتي أثبتت جدارة النساء في هذا الفن لكنه يبقى مثل الكثير من القطاعات التي ما زالت حكراً نوعا ما على الرجال في عالمنا العربي وهذا لا يعني ان المرأة غير مبدعة لكن ربما أنها حتى اليوم ما زالت لا تملك مساحة واسعة للتعبير عن أرائها وهمومها, كما ان المرأة في العالم وفي المجتمعات العربية خاصة قليلة التعاطي مع السياسة.

وهنا أيضا أبدى رسام الكاريكاتير الزميل ناصر الجعفري رأيه حين أشار قائلاً: اعتقد ان فن الكاريكاتير اقرب إلى ذائقة الرجال أما النساء فهن اقرب إلى تذوق هذا الفن, كما أظن ان النساء بطبيعتهن اقرب إلى الجماليات, وفن الكاريكاتير فن مليء بالسخرية اللاذعة ومجالها الوحيد هو المطبوعات الصحفية, وبالتالي لا تفضل الكثير من النساء اقتحام هذه الساحة ومجال الكاريكاتير الذي طالما صب انتقاداته على الساحة السياسية.

وأضاف الجعفري: كما ان ظاهرة اقتصار مجال فن الكاريكاتير على الرجال هي ظاهرة على مستوى العالم وليس فقط على المستوى العربي, لكن هذا لا يمنع من إنكار وجود محاولات حقيقية من قبل بعض الرسامات في مجال الكاريكاتير في السنوات الأخيرة, وقد تكون هذه بداية جيدة لتكون هناك أسماء معروفة لنساء رسامات كاريكاتير عربيات خاصة مع ازدياد الاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية في الآونة الأخيرة.

أما رأي المرأة فكان موافقاً نوعاً ما إلى رأي الرجل حول بقاء المرأة بعيدة عن مجال الكاريكاتير رغم محاولات بعضهن حيث تقول رسامة الكاريكاتير صفية البكري: انا بالدرجة الأولى ارسم رسومات الأطفال ولكن من خلال باب رسم الشخوص الكرتونية للأطفال دخلت إلى عالم الرسم على الكاريكاتيري على رغم ان هذا الفن معروف خاصة بأنه فن ساخر وقادر من خلال الرسم التعبير ومعالجة القضايا الحقيقية التي تحيط بمجتمعنا وعن الهموم الاجتماعية والسياسية وحتى التربوية منها.

وتؤكد البكري: الا ان ثقافتنا الشرقية والعادات الاجتماعية هي التي تقف بالمرتبة الأولى وراء اقتصار فن الكاريكاتير على الرجال وابعاد المرأة عن هذا التخصص, فالرجل يمتلك بطبيعته جرأة اكبر وقدرة على طرح الأفكار دون تردد أو محاسبة المجتمع له وهذا ما لا تملكه المرأة وما تخشاه من نقد المجتمع لها.

وبعد طرح آراء فناني الكاريكاتير نؤكد انه على الرغم من ذلك فهناك أسماء نسائية استطاعت ان تثبت جدارتها عالمياً في مجال الكاريكاتير ومن أشهر الرسامات العالميات: إدوانا دوم: أول امرأة تعيش كليا من اجورها كونها رسامة كاريكاتير في الولايات المتحدة, وقد عاشت بين عامي 1894 و.1990

أما ساين ولكنسون وهي رسامة أمريكية كانت أول امرأة تفوز بجائزة بولتز للرسم التحريري كذلك مواطنتها إيتا هولم التي نشرت أعمالها في صحيفة فورت ورث ستار تلغرام وقد فازت بجوائز الهيئة الوطنية الأمريكية للكاريكاتير عامي 1981 و.1991

اما كلير بريتشير فهي رسامة فرنسية نشرت أعمالها في مطبوعة لو نوفل أوبزرفاتوار, كذلك كايت - سالي بالمر رسامة أمريكية فازت بجوائز عدة, وبيعت أعمالها وتمت إعادة نشرها في أكثر من 200 مطبوعة, إلا أنها تفرغت للرسم في كتب الأطفال بعد ذلك.

أما عربيا فربما أمية جحا هي أول رسامة كاريكاتير تعمل في الصحافة في العالم العربي. وهي عضو في جمعية ناجي العلي للفنون التشكيلية في فلسطين واستطاعت ان تثبت جدارتها كرسامة كاريكاتير عربية.

 

Footwear

معرض الصور