نضال ديب: الصحف تنشر الكاريكاتير لملء الفراغ مع انه اكثر تعبيرا من أي مقالة يرى انه في العالم العربي لا يقدمك فنك بل معارفك

نضال ديب رسام كاريكاتير سوري من مواليد 1978، ينشر رسوماته في عدة صحف ومجلات منها مجلة 'أصوات' وصحف 'الثورة' و'المدار' و'المحرر' العربي، شارك في الكثير من المعارض الفردية والمشتركة.

بداية كيف تعرف نفسك وتجربتك للقارئ؟

مختص برسم الكاريكاتير حالياً، أحببت فن الرسم منذ الصغر رسمت الكثير من اللوحات التشكيلية، ومن الفن التشكيلي اتجهت ميولي نحو فن الكاريكاتير بشكل كبير وأعمل في هذا المجال منذ حوالي خمسة عشر عاماً وأعتبر تجربتي في مجال الرسم الكاريكاتيري من أهم المحطات في حياتي.

هل الكاريكاتير يعتبر فنا سهلا، وأي رسام يستطيع أن يبدع في هذا المجال؟

من خلال تجربتي أعتبر بأن فن الكاريكاتير هو من أصعب الفنون البصرية على الإطلاق ولا يستطيع أي فنان أن يكون مبدعاً في هذا الفن إذا لم يمتلك مقوماته، فالفنان التشكيلي يقدم رؤيته الخاصة التي يراها مناسبة في لوحة ربما لا يفهمها الكثير من الناس بينما فنان الكاريكاتير يقدم رؤيته لمشاكل الناس في لوحة الكاريكاتير يجب أن يفهمها الجميع بدون استثناء، ولا يستطيع أي رسام أن يكون مبدعاُ في هذا المجال مثله مثل بقية المجالات الأخرى من الفنون، فهذا يعود لضعف الفكرة لدى البعض وقلة الخبرة أحياناً.

لماذا لا توجد في الدول العربية مدارس مختصة في تدريس هذا الفن ولا حتى يُدرّس كاختصاص فرعي في كليات الفنون الجميلة؟

لأنهم لا يعتبرونه فناً مهماً، مع العلم بأنه من أكثر الفنون البصرية تأثيراً، بحيث أنه في بعض الأحيان تكون لوحة الكاريكاتير أكثر تعبيراً من مقالة كاملة، وأغلب الصحف العربية تنشر الكاريكاتير فقط لملء الفراغ وليس لطرح قضية معينة، مع أنني أتمنى أن يدرس هذا الفن لما له من تأثير في عالم الإعلام.

هل اللغة البصرية في فن الكاريكاتير أكثر تعبيرا من اللغة المكتوبة أم العكس؟

بالطبع اللغة البصرية أكثر تعبيراً من المكتوبة لأن اللغة البصرية تعتمد على الرموز والأشكال البصرية أما المكتوبة فهي غالباً ما تشعر المتلقي بضعف اللوحة التي يشاهدها وتبعده عن المغزى الحقيقي لها.

أحيانا نشاهد رسومات بعض الفنانين ملونة وبعضها الأخر بالأبيض والأسود، هل لذلك علاقة بالحدث؟

لا علاقة لهذا بالحدث المهم هو إيصال الفكرة ويعود هذا الأمر إلى رؤية الفنان وإحساسه، فأحياناً تفرض الصحيفة على الرسام طبيعة العمل إما تريده ملوناً أم بالأبيض والأسود، وغالباً فكرة العمل هي التي تفرض الإخراج البصري للوحة.

هل من صعوبات تواجهك كرسام كاريكاتيري؟

نعم هناك الكثير من الصعوبات التي تواجهني، ففي عالمنا العربي لا يقدمك فنك بل معارفك، وعلى سبيل المثال لو أنني أعرف رئيس تحرير إحدى الصحف المشهورة لاستطعت النشر في صحيفته حتى لو كان الرسم متدنياً وبلا مضمون، وهذا سبب تدني مستوى الرسوم الكاريكاتيرية التي تنشر في أغلب صحفنا العربية بالإضافة إلى انعدام الاهتمام والتشجيع.

ما الذي يمدك بالمواضيع، وما دور الشارع السوري في ذلك؟

علاقتي بالناس هي التي تمدني بالمواضيع من خلال الاستماع لهمومهم ومشاكلهم، لا تختلف مشاكل الشارع السوري عن مشاكل أي شارع عربي آخر فهو يمدني بالكثير من المواضيع والأفكار الاجتماعية والسياسية والثقافية.

بعض رسامي الكاريكاتير يقومون بتضخيم الخطأ على الرغم من بساطته، ما تعليقك؟

لكل فنان أسلوبه ورؤيته الخاصة به، مع أنني لا أوافقهم الرأي فدائماُ هناك من يبالغ في التعبير على حساب الموضوع المطروح الذي ربما يكون بسيطاً ولا يستحق الاهتمام الكبير.

هل روح النكتة في الكاريكاتير تساعد في لفت انتباه المتلقي وتجعله يفهم الرسالة الهادفة من وراء هذا الكاريكاتير بطريقة جذابة ؟

أجل فهو فن يخفف من آلام الناس البسطاء، وهو فن يجعلنا نضحك على ما قد يبكينا أحياناً، فروح النكتة تساعد كثيراً من خلال تبسيط المعاناة وتقديمها بطريقة ساخرة تشد المتلقي أكثر نحو فهم الفكرة المطروحة بشكل لطيف وجميل.

ما هي المواضيع التي تبهج المتلقي وتجعله يتابع الرسومات باهتمام؟

المواضيع الاجتماعية الناقدة والساخرة فهي من صلب حياتنا اليومية المليئة بالأحداث والمفارقات المؤلمة والطريفة.

برأيك هل الرسمية المبالغة والتحشم في الكاريكاتير تجعله مملاً ولا يتابعه أحد؟

أجل ففن الكاريكاتير هو فن يبحث دائماُ عن الحرية، والرسمية المبالغ فيها تجعله مملاً وتبعده عن الفكرة المراد إيصالها.

إلى أي موقع وصل رسام الكاريكاتير السوري؟

لقد وصل إلى مواقـــــع مهمة عربياً وعالمياً ولكنه بحاجة إلى الكثير من الدعم والاهتمام والرعاية.

مَنْ من رسامي الكاريكاتير العرب تعجبك أعماله يستحق أن يكون في المرتبة الأولى؟

في المرتبة الأولى الأستاذ الكبير محمد الزواوي ويجب أن لا أنسى الفنان الكبير مصطفى حسين.

ما هي المقومات التي يجب أن يمتلكها رسام الكاريكاتير؟

يجب على رسام الكاريكاتير أن يمتلك حس الفكاهة وسرعة البديهة والجرأة وبعد النظر والقدرة على التعبير عن أفكاره والإحساس بالمعاناة التي يعيشها الناس.

هل من لوحات تمنيت أن ترسمها ولكنك لم تتمكن من رسمها، وما السبب ؟

أنا أرسم كل ما أعتقد بأنه يقدم رسالة ويخدم الناس وأغلب اللوحات التي تمنيت أن أرسمها رسمتها.

الفنان الصادق في فنه، من هو برأيك؟

الفنان الصادق هو الفنان الذي يقدم فنه رغم كل الصعوبات التي قد تواجهه فهمه الأساسي هو خدمة الناس من خلال التعبير عن مشاكلهم ومعاناتهم من خلال رسوماته، لأن فن الكاريكاتير بنظره هو رسالة إنسانية قبل كل شيء.

لكي يستطيع رسام الكاريكاتير أن يبدع أكثر، ماذا ينقصه؟

الحرية والتقدير والاهتمام.

هل الرسام العربي يمتلك المهارات نفسها التي يمتلكها الرسام العالمي؟

نعم وربما أكثر، لماذا يجب أن يكون الفنان العالمي في نظرنا دائماً هو المبدع، بالرغم من أن يوجد في عالمنا العربي الكثير من الفنانين المبدعين الذين يتفوقون على العالميين.

كرسام كاريكاتيري سوري هل أخذت حقك كما يجب، أم تشعر انك مظلوم ؟

للأسف لم آخذ حقي كما يجب، ومع ذلك لن أقول بأنني مظلوم فالطريق أمامي طويل وأستطيع أن أترك بصمتي من خلال أعمالي.